الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الاهتمام والحذر

5 فبراير 2012
ظهر الاهتمام بالتربية الخاصة، والمتفوقين عقلياً لأول مرة في عشرينيات القرن المنصرم، ثم أخذ هذا الاهتمام يتنامى ويتسع ويتطور ليواكب التطور البحثي والتقني في كافة مجالات المعرفة، ليستند إلى أسس ونظريات ومناهج علمية تصب في خانة واحدة، هي كيفية الحفاظ على الموهبة؟ وكيف يمكن استثمارها الاستثمار الأمثل كثروة بشرية هائلة وخلاقة وقادرة على الإبداع في كافة مناحي الحياة؟. ربما تغيرت النظرة أو ملامح التعرف على العلامات المبكرة للطفل الموهوب عن ذي قبل، تغيرت بتغير طبيعة العصر ومتغيراته الثقافية والعلمية، لكن هناك علامات أو مؤشرات هي بمثابة إضاءات أو«فلاشات» منبهة يمكن للآباء والأمهات اعتبارها مفاتيح لاكتشاف موهبة الطفل منذ وقت مبكر، حتى قبل سن الدراسة الأولية. هل يتعلم الطفل بسرعة ويتذكر بسهولة؟ وهل يبدو ناضجاً بالنسبة إلى عمره الصغير؟ وهل يستخدم ذخيرة لغوية كبيرة؟ هل يبدي شغفاً ويبدي رغبة غير عادية في التعبير بالكلمات أو يقرأ بشكل مستقل؟ هل لديه حب استطلاع، ويجرب حل مشكة بسيطة صادفته؟ وهل يفضل اللعب مع الأطفال الكبار؟ هل يبدو حساساً؟ هل يبدي عاطفة ما تجاه الناس والحيوانات؟ وهل يستمتع بالألغاز والمتاهات والأرقام؟ وهل يعترض؟ أم أنه يسأم بسرعة؟ هل يبدي مبررات منطقية لتمرده أو رفضه لأمر معين؟ هل لديه نزعة مبكرة لاستقلال شخصيته؟. ربما اختلف العلماء والباحثون حول صياغة تعريف دقيق للموهبة، فهناك «محكات» ومعايير عديدة ومتباينة، لكنهم اتفقوا على أن للموهوب سمات عامة، أوالحالة الإبداعية التي هو عليها، والمراحل التي تمر بها، فالإبداع يعني الإحساس بالمشكلات والقدرة على إيجاد الحلول المنطقية لها، فالتفكير الإبداعي يعني الإحساس بالثغرات والعناصر المفقودة في المشكلة، وتكوين الأفكار، ووضع الفروض الخاصة، ومحاولة اختبارها والوصول إلى النتائج. الدراسات التربوية تشير إلى أن الأطفال الموهوبين بشكل عام يتمتعون بقوة بدنية عالية ولديهم قدرات عقلية عامة وخاصة تفوق غيرهم من العاديين، وأنهم يهتمون باهتمامات علمية وفنية وأدبية وميول تطبيقية للجوانب النظرية، كما يتوافرون على دافعية للتعلم، ويفكرون ملياً في حل المشكلات وقدرة عالية على طرح الحلول والبدائل للمشكلة الواحدة. الأطفال الموهوبون ليسوا جميعاً على وتيرة واحدة في القدرات والاهتمامات، بل يختلفون عن بعضهم البعض شأنهم في ذلك شأن الأطفال العاديين فمنهم من يمتلك خصائص وقدرات عقلية عالية في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية والتقنية، ومنهم من يتميز ببعض هذه الخصائص والميزات فقط، فيكون موهوباً ومبدعاً في لون واحد أو اثنين من ألوان النشاط أو مظاهر الإبداع ومن الناحية الصحية والعضوية، فغالباً ما يتسم الأطفال والشباب الموهوبون بصحة بدنية عالية وقوة وطاقة جسمية مرتفعة تؤهله للقيام بالعديد من الأنشطة والرياضات، غير أن ذلك لا يعني أن لا يوجد من بينهم المعاقون حركياً أو عضوياً وعادة ما تفسر مثل تلك الظواهر الإبداعية لدى هؤلاء المعاقين عند علماء النفس بالمواهب التعويضية. وعلينا أن نساعده للوصول بإنجازاته إلى أقصى ما تسمح به قدراته دون ضغوط، ونحرص ألا نبالغ في وضع سقف عال جدا للتوقعات وكأنه كائن خارق. الموهبة «ملكات» وقدرات خاصة على الأسرة، والمؤسسات التربوية أن تتعامل معها بحذر، واهتمام، وروية ومعرفة أيضاً. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©