عواصم (وكالات) - صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، بأنه يشعر بالقلق من “التصعيد الخطير” في النزاع في سوريا بعد قصف الطيران الحربي السوري مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، محذراً من أن الهجمات على المدنيين قد ترقى إلى “جرائم حرب”. جاء ذلك بعد إعلان الرئاسة أن الرئيس محمود عباس أجرى اتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي لتجنيب المخيمات الفلسطينية الصراع الداخلي الدائر في سوريا، بينما أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أن تحركاً فلسطينياً مكثفاً يجرى على مدار الساعة لحث كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية على التدخل لحماية اللاجئين الفلسطينيين، مبيناً أن هناك مطالبة فلسطينية ملحة للأمم المتحدة ودولاً مثل روسيا والصين وآخرين بالضغط على النظام السوري لوقف ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية.
وفي أول رد فعل سوري رسمي على ما يجري في المخيم، قال التلفزيون الحكومي أمس، إن وزير الخارجية وليد المعلم أبلغ بان كي مون أنه يجب على الفلسطينيين عدم تقديم المأوى أو المساعدة “لجماعات إرهابية” في مخيم اليرموك جنوب دمشق، بينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المعلم قوله إن “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان تجاه حالة الإحباط التي يعيشها الفلسطينيون لعدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”. ومن المقرر أن يقدم كي مون في وقت لاحق تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي عن الوضع في سوريا. وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الأمم المتحدة إن كي مون “قلق من استمرار التصعيد الخطير للعنف في سوريا في الأيام الماضية والأخطار الكبيرة التي يواجهها المدنيون في المناطق التي تشهد إطلاق نار”. ووصف كي مون قصف مخيم اليرموك بأنه “مصدر قلق كبير”.
وقال كي مون إنه “يشعر بقلق كبير من التقارير” التي تحدثت عن مجزرة بحق مدنيين علويين في قرية عقرب بريف حماة الأسبوع الماضي وعن إطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل الحكومة السورية. وأعرب عن “إدانته الشديدة لهذا التصعيد في العنف المسلح وعلى الأخص قصف مناطق سكانية والهجمات على المدنيين” داعياً “جميع أطراف النزاع إلى وقف كل أشكال العنف”. وأكد كي مون أنه “تم توثيق غارات متواصلة من طائرات حربية وهجمات لمروحيات على مناطق مأهولة بالسكان”. وأضاف أن “استهداف المدنيين وتنفيذ عمليات عسكرية في مناطق آهلة وبشكل عشوائي أو غير متناسب يؤثر على المدنيين، يشكل جريمة حرب”. كما دعا إلى تقديم “مساعدة إنسانية كافية” للسكان السوريين واللاجئين بدول الجوار، مجدداً دعوته إلى القوى الكبرى المنقسمة إلى “بذل كل جهد لوقف دوامة العنف المأساوية في سوريا والتشجيع بسرعة على عملية سياسية تقود إلى انتقال سياسي سلمي” للسلطة.
وناشد فيليبو جراندي المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” السلطات السورية والأطراف المتنازعة كافة بالمحافظة على أمن اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم في سوريا على وجه السرعة خاصة بعد الأحداث التي شهدها مخيم اليرموك.
عدد اليوم
