الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تنمية القدرات» يعد منتسبيه لدخول سوق العمل

«تنمية القدرات» يعد منتسبيه لدخول سوق العمل
30 ديسمبر 2013 21:38
انهمكت مجموعة من أطفال مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة في تشكيل أدوات من الجرائد المهملة، ليبدؤوا بتعليم عدد كبير من أطفال أسوياء وأولياء أمورهم هذه الحرفة بكل مهارة، ضمن ورشة أقيمت بمقر المركز، بالتعاون مع «نهتم» للمسؤولية الاجتماعية، ويدشن هذا التعاون مشروعاً كبيراً يتعلق بتأسيس خط إنتاج علامة تجارية تحمل توقيع المعاقين، استعداداً لطرحه في السوق على أن يعود ريعه للمركز والطلبة. انتشار أوسع انبثقت فكرة إعادة تدوير النفايات والجرائد من مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة بقسم التأهيل المهني والفني، الذي يضم الأطفال في الفئة العمرية من 14 إلى 24 سنة، وسبق أن شارك القسم في عدة ورش عمل، بينما طرحت «نهتم» فكرة التعاون والشراكة لتحقيق انتشار أوسع لما يقدمه أطفال المركز من منتجات غير تقليدية عالية الجودة، وتؤسس هذه الشراكة لمشروع ضخم على مستوى الدولة، حيث ستحمل هذه المنتجات علامة تجارية موحدة بتوقيع ذوي الاحتياجات الخاصة، ما سينعكس على طلاب المركز بالنفع من الناحية المادية والمعنوية. وحضر هذه الورش، التي نظمت على مرحلتين، عدد كبير من الأطفال وأولياء أمورهم، وسمحت لطلاب المركز بإظهار المهارات التي يتمتعون بها، بينما تؤسس لمفهوم جديد في إطار التدريب. في هذا الإطار، تقول سميرة سالم، مديرة مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة المؤسسة المتخصصة في تقييم وتدريب وتنمية قدرات الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد، إن الهدف من الحدث وإقامة الورش هو تشجيع الطلاب على إنجاز أعمال يدوية من المواد المعاد تدويرها، حيث يتخذون من الجرائد المهملة مادة أساسية لهذه المنتجات إلى جانب بعض الأسلاك، والمواد الآمنة الأخرى، خاصة أنها رخيصة التكلفة أو مجانية. وتضيف «لاحظنا المهارة التي يتمتع بها الأطفال في هذا الجانب، وقررنا الانفتاح على العالم الخارجي للتعريف بمهارات طلابنا، وفي هذا الصدد قامت «نهتم» للمسؤولية الاجتماعية بزيارتنا في المركز واطلعت على هذه التجربة، فأعجبتها الفكرة فاقترحوا علينا شراكة للعمل سوياً وإنجاز منتج من صنع طلاب المركز يحمل علامة تجارية خاصة بهم من ورق الجرائد»، موضحة «ستؤسس هذه الشراكة الأولى بيننا وبين «نهتم» لمشروع كبير، ومن المتوقع أن نقيم معارض، ونقدم ورش عمل في المدارس وننتج كمية أكبر وننقل ثقافة التدوير من خلال إعادة تدوير الجرائد من المركز إلى العالم الخارجي، ونفكر أيضاً في تعميم الفكرة على المدارس». فوائد كبيرة عن دور التأهيل المهني في تطوير سلوك الأفراد المعاقين، توضح سالم أن هذا النشاط ينبثق من أنشطة قسم التأهيل المهني بالمركز، والذي ينخرط فيه الطلاب من عمر 14 إلى 24 سنة، مؤكدة أن التأهيل المهني هو أحد الأدوات الاستراتيجية للتأهيل الاجتماعي والمرتكز عليه المجتمع، حيث يتم من خلاله تمكين الشخص المعاق من الاعتماد على ذاته، وإكسابه المهارات اللازمة، وتحضيره لسوق العمل والمشاركة في العملية الإنتاجية، ودمجه في المجتمع كعنصر فعال ومنتج. وتلفت إلى أن فلسفة التأهيل المهني للأطفال المعاقين تنطلق من مبدأ مساعدة المعاق في التغلب على إعاقته، بمساعدته على استثمار القدرات والطاقات والإمكانات المتبقية لديه بعد الإعاقة، والنظر إليه كوحدة متكاملة لها كيانها المستقل مع الثقة في إمكانياته وطاقاته، كما يساعده على الاندماج في بيئة العمل من خلال الحصول على شغل يتناسب مع ما تدرب عليه من مهن، بالإضافة إلى تأثيره على متغيرات شخصية المعاق مثل التوافق النفسي، والتكيف الاجتماعي، وتطوير مفهوم الذات، والقدرة على تكوين علاقات سليمة مع الآخرين، والمساعدة في تغيير وجهة نظر الآخرين نحوهم بالتدريج، شريطة أن يتم ذلك بأسلوب مخطط ومنظم، مضيفة «كل ما نصبو إليه سيتحقق من خلال هذه الورش التي ستدعم وتعزز الثقة بالنفس، وسيبرز من خلالها الطلاب قدراتهم الفنية والإبداعية، بل ستحقق لهم اعتزازاً بذواتهم وتجعلهم يفخرون بما يقدمون، كما سيكونون قدوة للعديد من الأطفال الآخرين الأسوياء الذين سيعلمونهم هذه الحرفة». خطة طويلة المدى من جهتها، تقول حسناء العمراني، من «نهتم» للمسؤولية الاجتماعية، إن التعاون بين الطرفين يدشن مرحلة جديدة وخطة عمل تستمر على المدى البعيد، موضحة أن الورش تم تنفيذها على مرحلتين. وتؤكد أن أطفال المركز أظهروا مهارات عالية، وتفننوا في إنجاز مجموعة من الأدوات الجميلة، مضيفة: «الأطفال كانوا سعداء جداً وهم يعلمون الأطفال الأسوياء وأولياء الأمور هذه الحرفة، بل كانوا فخورين بما يقدمونه، وأظن أن هذا سيساعدهم كثيراً في تحسن حالتهم، لما سيشعرون به من ثقة في النفس والقدرة على الإنتاج». وتؤكد العمراني أن هذه الشراكة والتعاون المبدئي سيسفران عن تعاون أكبر، ويدشنان لإطلاق مشروع كبير في المستقبل، لإنجاز منتجات فريدة من نوعها مستفيدة من صناعة إعادة التدوير، حيث ستباع هذه المنتجات التي ستحمل توقيع ذوي الاحتياجات الخاصة في مجموعة من المراكز التجارية بينما سيعود ريعها للمركز، كما سيسهم المشروع في تنظيف البيئة وحمايتها من المهملات. ومن الأدوات التي ستنتجها الورش المنظمة في المركز، توضح العمراني أنها تشمل أغطية علب المناديل الورقية، وسلال التسوق، وسلال لحفظ الجرائد، وأخرى لجمع الغسيل، ومفارش الطاولات، ومقلمات وغيرها من الأدوات الأخرى التي تدخل الجرائد في تصنيعها. وتشدد العمراني أن هذه الشراكة تدخل في إطار المسؤولية الاجتماعية لـ«نهتم»، التي تشجيع وتدعم الجمعيات الخيرية وتحفز الأطفال والشباب على العمل الاجتماعي. لغة الفن حول دور الفن في تطور سلوك الأفراد المعاقين، تقول سميرة سالم، مديرة مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة: إن الفن يلعب دوراً مهماً في تنمية وإثراء وعلاج عملية الاتصال لدى الأطفال الذين يعانون اضطرابات في النمو أو في مهارات الاتصال، ويعتبر لغة في حد ذاته تتيح للأفراد سواء كانوا أطفالاً أو مراهقين عاديين أو ذوي احتياجات الخاصة، وهو أيضا فرصة للتعبير عما بداخلهم والاتصال بالآخرين ومن هنا يصبح الفن إلى جانب أنه وسيلة تطهيرية، أداة تساعد في علاج المشكلات الاتصالية لدى الأفراد، ويعمل لإيجاد علاقة اتصالية بين الفرد والقطعة الفنية، وبالتالي يبدأ اتساع نطاق الاتصال بالبيئة المحيطة به بمختلف مكوناتها من أشياء أو أفراد. وتضيف «الفن يعتبر من أهم الأنشطة التي تقدم للأطفال المصابين بالتوحد، كونه يساعدهم في تنمية إدراكهم الحسي، وذلك عبر تنمية إدراكهم البصري بواسطة الإحساس باللون والخط والمسافة والبعد والحجم، وكذلك تنمية الإدراك باللمس عن طريق ملامسة السطوح والتعرف على الفروق بين الأسطح المختلفة، وما قد يكون بها من جماليات، ويعتبر الفن وسيطاً ناجحاً في علاج الاضطرابات المختلفة التي يعاني منها الكثير من الأفراد، ويسهم بشكل كبير في عمليات العلاج والارتقاء بقدرات الكثير من حالات ذوي الاحتياجات، كما أنها جزء أساسي من برامج تنمية المهارات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©