الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني يتعهد بحماية شركات النفط بعد مقتل 12 جندياً

الجيش اليمني يتعهد بحماية شركات النفط بعد مقتل 12 جندياً
9 فبراير 2014 01:03
عقيل الحلالي (صنعاء) - تعهد الجيش اليمني أمس السبت بحماية شركات النفط العاملة في الجنوب بعد مقتل 12 جندياً باشتباكات عنيفة الجمعة مع مسلحين قبليين في محافظة حضرموت (جنوب شرق) حيث يتصاعد العنف على خلفية انتفاضة شعبية دعت إليها قبائل وعشائر مسلحة أواخر ديسمبر احتجاجاً على مقتل أحد زعمائها برصاص جنود. وزار وزير الدفاع اليمني، اللواء ركن محمد ناصر أحمد، أمس، شركة «بترومسيلة» العاملة في قطاع «المسيلة» في حضرموت أكبر حقول الإنتاج النفطية في اليمن والمتوقف منذ أيام بعد أن فجر مسلحون قبليون الأنبوب الذي ينقل النفط الخام من حقول المسيلة إلى ميناء الضبة المخصص للتصدير عبر البحر العربي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن وزير الدفاع، ومعه محافظ حضرموت، خالد الديني، وقائد المنطقة العسكرية الثانية ومركزها مدينة المكلا، اللواء ركن محسن ناصر قاسم، التقوا المسؤولين والمختصين في شركة «بترومسيلة» العاملة في قطاع المسيلة في بلدة «غيل بن يمين» وسط حضرموت، مشيرة إلى أن وزير الدفاع تعهد بأن مؤسسة الجيش ستقدم «الحماية الكاملة للشركة» التي توعد تحالف قبائل حضرموت بمهاجمتها في حال استأنفت عملية إنتاج النفط. وقُتل 14 مسلحا بينهم 12 جنديا باشتباكات الجمعة بين مسلحين من قبائل حلف حضرموت وقوة من الجيش كانت ترافق مهندسين نفطيين أثناء محاولة إصلاح الأنبوب البالغ طوله 138 كم وتعرض لتفجير مطلع الأسبوع الماضي.وقال وزير الدفاع:«لا يمكن لأي كان أن ينال من مقدرات ومصالح الوطن التنموية والاقتصادية باعتبارها ملك الشعب»، معتبرا أن ما وصفها بأعمال الابتزاز والأعمال الخارجة عن النظام والقانون «لن تحقق أهدافها ضد الوطن» تنميته الاقتصادية. وقال إن وزارته سترسل تعزيزات لدعم قوات الجيش المكلفة بحماية وتأمين الشركة وخط أنابيب النفط من أجل «التصدي لكل من يحاول العبث بمثل هذه المشاريع الاستراتيجية». وأضاف:«لا مجال اليوم للمزايدين وكل من يريد العبث بأمن واستقرار الوطن ومقدرات أبناء الشعب»، موضحا أنه وجه القوات الجوية والدفاع الجوي بتقديم كافة التسهيلات والخدمات للشركة النفطية. وقالت وكالة «سبأ» الحكومية أن وزير الدفاع تفقد قوات الجيش المكلفة بحماية قطاع المسيلة النفطي، وأنه حث الجنود على «بذل المزيد من الجهود ورفع مستوى اليقظة والجاهزية القتالية والفنية لصد كل من يحاول المساس بالأمن والاستقرار والعبث بمقدرات الوطن التنموية والاقتصادية». وأرسلت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، ومركزها مدينة عدن (جنوب)، أمس، تعزيزات عسكرية إلى قطاع المسيلة في حضرموت، حسبما ذكرت مصادر في الجيش بعدن لـ(الاتحاد). وكان تحالف قبائل حضرموت حذر في بيان، أصدره ليل الجمعة، «قوات الجيش المعتدية من مغبة استمرار اعتدائها الغاشم»، في إشارة إلى الاشتباكات بين الجيش ورجال القبائل في بلدة «غيل بن يمين» أمس الأول، الذي ذكر البيان أنها أسفرت عن مقتل 12 جنديا وجرح 10 آخرين وأسر ثمانية إضافة إلى الاستيلاء على عربتين عسكريتين. كما قُتل في هذه المواجهات اثنان من المسلحين القبليين حسبما ذكرت مصادر قبلية لـ(رويترز)، وحذر التحالف القبلي في بيانه، حصلت (الاتحاد) على نسخة منه، شركة «بترومسيلة» والشركات النفطية العاملة في حضرموت من استئناف عمليات الإنتاج، واعتبر ذلك «دخولا في خط المواجهة معه»، داعيا هذه الشركات إلى الوقوف مع مطالب أبناء حضرموت المشروعة. وأُشهر تحالف قبائل حضرموت في 20 ديسمبر الماضي عقب مقتل زعيم قبيلة الحموم، كبرى قبائل حضرموت، الشيخ سعد بن حبريش في الثاني من ديسمبر عند نقطة تفتيش تابعة للجيش بعد رفض أفراد حرسه الخاص تسليم أسلحتهم للجنود. وأعلن التحالف عن هبة شعبية للضغط على الحكومة زيادة فرص التوظيف لأبناء حضرموت خصوصا في الأجهزة الأمنية والشركات النفطية، وهو ما زاد حالة التوتر الشديد في الجنوب حيث تستمر انتفاضة شعبية مطالبة بالانفصال عن الشمال منذ سنوات. وإلى جانب اضطرابات الجنوب، يعاني اليمن، الذي يمر بمرحلة انتقالية منذ أكثر من عامين، من صراعات مسلحة في الشمال بين القبائل الموالية لحزب «الإصلاح» الإسلامي السني، وجماعة «الحوثيين» المسلحة التي تهمين على محافظة صعدة على الحدود مع السعودية وامتد نفوذها الجغرافي خلال أسابيع ليصل إلى بلدة «أرحب» شمال العاصمة صنعاء. ونجح وسطاء حكوميون وعسكريون، الليلة قبل الماضية، في التوصل إلى اتفاق هش بين «الحوثيين» والقبائل في «أرحب»، التي تصنف منذ سنوات طويلة بأنها أهم معاقل حزب «الإصلاح»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.وذكر المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثيين»، محمد عبدالسلام، إن الاتفاق نص على «الوقف الفوري والنهائي لإطلاق النار»، وإزالة المظاهر المسلحة من قبل الجانبين، وانتشار الجيش في مناطق التماس بين طرفي الصراع في شمال غرب أرحب، الواقعة على بعد 25 كم شمال العاصمة. ونص البند الخامس من الاتفاق على انسحاب المسلحين الوافدين إلى أرحب ابتداء من اليوم الثالث لتوقيع الاتفاقية وخلال أسبوع. وكانت مجاميع مسلحة من الحوثيين وأخرى مرتبطة بحزب الإصلاح توافدت الأسبوع المنصرم إلى «أرحب»، حسب مصادر محلية. وشدد الاتفاق على ضرورة «فتح صفحة جديدة من الإخاء والتسامح والقبول بالأخر وحقه المشروع في الحرية الفكرية والثقافية ونبذ العنف واللجوء للسلاح وإيقاف التحريض بكافة أشكاله ووسائله». كما ألزم الاتفاق الدولة، ممثلة بقائد قوات احتياط الجيش (الحرس الجمهوري سابقا) اللواء علي الجايفي، بأن تضمن تنفيذ بنوده. وذكر الناطق الرسمي باسم قبائل أرحب، محمد العرشاني، لـ(الاتحاد) إن الاتفاق دخل حيز التنفيذ منذ مساء الجمعة، معتبرا أن اساس الاتفاق إزالة المظاهر المسلحة «واستبدلها بقوات من الجيش والأمن». وقال إن قبائل أرحب أزالت نقاطها المسلحة في منطقتي «زندان» و«قاع سباح»، شمال أرحب، متهما جماعة الحوثي بالتلكؤ في سحب عناصرها المسلحة المنتشرة في منطقة «بيت الوشر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©