الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة «الإمارات ريادة مستمرة في قطاع الطاقة»

محمد بن زايد يشهد محاضرة «الإمارات ريادة مستمرة في قطاع الطاقة»
18 ديسمبر 2012
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محاضرة بعنوان “الإمارات ريادة مستمرة في قطاع الطاقة”، ألقاها في مجلس سموه بقصر البطين، الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لـ”مصدر”. حضر المحاضرة، سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي. كما حضر المحاضرة، عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة، ولفيف من الخبراء والمختصين والمهتمين بشؤون الطاقة. وبدأ الدكتور سلطان الجابر المحاضرة، بتقديم عرض شامل لمشهد الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً، موضحاً أن الدولة تمتلك خامس أكبر احتياطي نفط في العالم، وسادس أكبر احتياطي من الغاز، ويتركز استخدام النفط لأغراض التصدير، ودعم عملية التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، بينما يتم استخدام غالبية كميات الغاز للاستخدام المحلي، حيث يتم استخدام نحو 3 مليارات قدم مكعبة يومياً لتوليد الكهرباء، و3 مليارات قدم مكعبة يومياً لأغراض الصناعة، إما لتوليد الكهرباء أو كلقيم أساسي لعمليات الصناعة. وأشار المحاضر إلى أنه يتم استخدام نحو 2,2 مليار قدم مكعبة لإعادة الحقن في آبار النفط لتعزيز الاستخراج، بينما يتم تصدير 500 مليون قدم مكعبة إلى اليابان بموجب عقد طويل الأمد مع شركة تيبكو، موضحاً أن نحو 98% من الغاز يتم استخدامه محلياً لأغرض توليد الكهرباء وتحلية المياه، وهذه سياسة حكيمة لأن الغاز يعتبر أحد أكثر أنواع الوقود الأحفوري صداقة للبيئة، فضلاً عن جدواه الاقتصادية. النمو المتوقع وبما أن توليد الكهرباء وتحلية المياه يعتمدان بشكل كبير على الغاز، استعرض المحاضر النمو المتوقع في الطلب على المياه والكهرباء الذي يصل إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2030، وبيّن أن إمدادات الغاز المحلي ربما لا تكون قادرة على مواكبة هذا النمو بسبب تراجع الضغط في حقول النفط والحاجة إلى إعادة حقن المزيد من الغاز فيها لتعزيز الاستخراج. واستعرض المحاضر المشهد العالمي لقطاع الطاقة، وتوقف عند عام 2011 الذي شهد زيادة الاستثمارات لتوليد الكهرباء بالاعتماد على المصادر المتجددة (257 مليار دولار)، مقارنة بنظيرتها المعتمدة على الوقود التقليدي (223 مليار دولار)، مستعرضاً تجارب عدد من الدول حول العالم، مؤكداً تنامي الاهتمام العالمي وزيادة الاستثمارات في توليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقة المتجددة. وانتقل الدكتور سلطان أحمد الجابر في محاضرته التي قدمتها نورة الكعبي الرئيس التنفيذي للمنطقة الإعلامية (twofour54)، إلى الجهود التي تبذلها دولة الإمارات من أجل التصدي لتحديات زيادة الطلب على الطاقة، موضحاً أن هذه الجهود تعد امتداداً طبيعياً للمكانة الراسخة لدولة الإمارات في قطاع الطاقة. وقال: “نمتلك خبرة كبيرة وموارد مهمة، ومن واجبنا استثمارها، وفيما ينظر البعض إلى هذه التحديات كعقبات، إلا أن قيادتنا الحكيمة علمتنا أن نتصدى لها ونحولها إلى فرص للنمو”. تحديات الطاقة وأوضح المحاضر أن جهود دولة الإمارات للتصدي لتحديات الطاقة تجري من خلال محورين أساسيين، هما إدارة الطلب وتنويع مصادر الطاقة. وأشاد بجهود الهيئات والجهات المحلية التي تسعى إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه مثل معايير (استدامة) في أبوظبي، ومعايير المباني الخضراء في دبي. واستعرض الجابر، المصادر والتقنيات المتنوعة للطاقة المتجددة التي تضم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الجوفية وتوليد الطاقة من النفايات، منوهاً بأن الظروف الجغرافية والموارد الطبيعية، تلعب دوراً محورياً في تحديد المزيج المناسب لكل بلد، على أن يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية بوضوح التي تشمل تعزيز أمن الطاقة والمياه، وتحقيق الاستدامة في قطاع النفط والغاز، والحد من آثار تقلبات أسعار المنتجات النفطية، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام. وقال الجابر “بالنسبة لنا في دولة الإمارات، يضم المزيج الأمثل لموارد الطاقة، كلاً من الغاز، والطاقة النووية السلمية، والطاقة المتجددة”. وألقى المحاضر الضوء على الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال البرنامج النووي السلمي، بما فيها قيام العديد من الدول باتباع المنهج الذي وضعته الإمارات للتزود بالوقود النووي. اقتصاديات الطاقة المتجددة وانتقل الجابر للحديث عن اقتصاديات الطاقة المتجددة، موضحاً أن هناك سيناريوهات عدة، وجميعها تؤكد الجدوى الاقتصادية لمشاريع الطاقة المتجددة بوصفها خياراً استراتيجياً لضمان أمن الطاقة والحد من تداعيات تغير المناخ، بشرط أن تنبثق من ضمن منظومة متكاملة وشاملة للطاقة. وشدد الدكتور سلطان أحمد الجابر على أنه بالرغم من وجود العديد من المبادرات الطموحة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أننا بحاجة إلى استراتيجية وطنية شاملة تعزز أمن الطاقة والمياه من خلال الاعتماد على مزيج متنوع من مصادر الطاقة المتجددة، وينبغي وضع السياسات والتشريعات المحفزة لنمو قطاع الطاقة المتجددة الذي أصبح بالفعل أحد المكونات الرئيسية في مزيج الطاقة العالمي. وسلط الجابر الضوء على الدور المتنامي لدولة الإمارات، وتقدير المجتمع الدولي لتوجهها نحو تطوير القدرات في مجال الطاقة المتجددة، وذكر العديد من الأمثلة عن الدعوات التي وجهت للدولة لتشارك في مؤتمرات مثل المؤتمر الوزاري العالمي للطاقة النظيفة، وهيئة الأمم المتحدة الاستشارية لتغير المناخ، وأصبح زعماء العالم يختارون إطلاق المبادرات العالمية من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قام الأمين العام للأمم المتحدة بإطلاق مبادرة الطاقة المستدامة للجميع من أبوظبي خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل. ودعا المحاضر الجميع إلى المساهمة في أنشطة وجهود تعزيز انتشار مشاريع الطاقة المتجددة من خلال المشاركة في مؤتمرات وندوات وفعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي سيعقد خلال الفترة من 13 إلى 17 يناير المقبل الذي تضم مؤتمراته الدورة السادسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، والدورة الخامسة من جائزة زايد لطاقة المستقبل، والمؤتمر الدولي للطاقة المتجددة في أبوظبي، واجتماع الدورة الثالثة للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، والعديد غيرها. الوالد المؤسس وفي ختام المحاضرة، استعرض الدكتور سلطان أحمد الجابر مواقف الدول التي دعمت حملة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ومدى الاستجابة التي لقيتها، منوهاً بأن هذا التجاوب كان من ثمار السمعة الطيبة التي غرسها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العديد من دول العالم التي مهدت للتجاوب الفعلي الدولي ودعم موقف الإمارات لاستضافة (آيرينا). ونوه بالجهود الجبارة التي بذلها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، من أجل الحصول على تأييد الدول بشأن استضافة (آيرينا). وبفضل تلك السمعة وهذه الجهود، حازت دولة الإمارات ثقة العالم وتم اختيار أبوظبي مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، حيث نعمل حالياً على تشييد مقرها الرئيسي في مدينة مصدر. كما أجاب الدكتور سلطان عن أسئلة الحضور التي تطرقت إلى كيفية تعزيز دور “مصدر” على المستوى المحلي، حيث أشار إلى ضرورة سن التشريعات والأنظمة الداعمة لنمو القطاع، داعياً الأفراد والمؤسسات إلى توحيد الجهود ضمن رؤية مشتركة تعزز من نشر مفاهيم استخدامات الطاقة المتجددة. تأسيس «مصدر» تحدث الدكتور سلطان أحمد الجابر خلال المحاضرة عن تأسيس “مصدر”، موضحاً أن مهمتها لا تنحصر في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وإنما تمتد لتشمل تغطية المراحل كافة وسلسلة قيمة في القطاع تشمل التعليم والبحث والتطوير من خلال معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الذي تأسس بالتعاون مع مهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأوضح أن معهد مصدر بمثابة النواة لمبادرة مصدر، وأنه يركز على إجراء الأبحاث والتطوير في المجالات التي تسهم في رفد ودعم نمو الاقتصاد الوطني. 540 مليون دولار للاستثمار في التقنيات النظيفة تطرق الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لـ”مصدر”، إلى الاستثمار في التقنيات النظيفة من خلال تأسيس صندوقين للاستثمار بقيمة إجمالية تبلغ 540 مليون دولار، وشدد على أن 72% من رأس مال الصندوقين هو من استثمارات أجنبية، وبالتالي تم عكس المعادلة التي كانت سائدة في السابق، حيث يتم إرسال أموال الخليج لاستثمارها في الخارج، وأصبحت أبوظبي تستقطب الأموال لاستثمارها في مجال التقنيات النظيفة. واستعرض الدكتور الجابر مشاريع توليد الطاقة التي تنفذها مصدر محلياً وفي مختلف أنحاء العالم، ومنها محطة شمس1 للطاقة الشمسية المركزة في أبوظبي باستطاعة 100 ميجاواط التي ستدخل الخدمة في العام المقبل، ومحطة الألواح الشمسية في مدينة مصدر، وبرنامج الأسطح الشمسية. ويضاف إلى ذلك المشاريع العالمية، مثل محطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة (20 ميجاواط)، ومحطتي فالي 1 و2 (100 ميجاواط). وكشف المحاضر أن مشاريع الطاقة الشمسية المركزة التي تنفذها “مصدر” تمثل حالياً نحو 12% من إجمالي إنتاج الطاقة بهذه التقنية المتطورة، وتطرق إلى محطة مصفوفة لندن التي تم مؤخراً الانتهاء من تركيب آخر توربينة رياح فيها، استعداداً لتشغيل المرحلة الأولى منها في العام المقبل. وأوضح المحاضر أن نمو قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، لا يكتمل من دون وجود منصة حاضنة وداعمة متمثلة في “مدينة مصدر” التي تعد مركزاً ومجمعاً لرعاية نمو هذا القطاع المتخصص.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©