الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قُرى ألمانية ترفض التعامل باليورو!

قُرى ألمانية ترفض التعامل باليورو!
4 يوليو 2007 23:50
ميونيخ- ''خاص'': إلى الجنوب الشرقي من مدينة ميونيخ الألمانية وتحديداً في بلدة شيمسي، لا يزال السكان المحليون يرفضون التداول بالـ ''يورو'' الذي اعتمدته حكومتهم بديلاً من المارك الألماني رغم مرور سنوات على اعتماد اليورو كعملة أوروبية موحدة· وكخطوة مضادة، لجأ هؤلاء إلى استخدام عملة محلية جديدة تدعى ''شيمغاور''، ابتكرها أحد الأساتذة الثانويين في المنطقة كرستيان غيليري بالتعاون مع تلامذته الذين أخذوا على عاتقهم مهمّة تصميم وطباعة الأوراق النقدية والتسويق لها وإدارتها· وكما أن رئيس صندوق البنك الأوروبي المركزي جان كلود تريشيه لُقِّب بـ ''السيد يورو'' لأنه ابتكره، كذلك حصل الأستاذ ''غيليري'' على لقب ''السيد شيمغاور''، وبات يدير حالياً مؤسسة نقدية تضخّ المال الجديد إلى السوق، الأمر الذي أدى إلى زيادة في حركة البيع والشراء حسّنت اقتصاد البلدة عبر رفع نسبتي الإنتاج والاستهلاك للسلع والخدمات المحلية، علماً بأن غيليري نفسه صرح بأنه لم يكن يتوقع هذا النمو الهائل وهذا التزايد على الطلب· وبينما يعتمد أكثر من ثلاثمائة مليون شخص في الاتحاد الأوروبي على اليورو لتأمين كل احتياجاتهم الحياتية، يتزايد عدد المجموعات الألمانية التي تتجه نحو ابتكار أوراق نقدية جديدة خاصة لها لاستخدامها في عمليات بيع وشراء السلع وتأمين سائر الخدمات المحلية· وفي قرية شيمسي في مقاطعة بافاريا الألمانية، هناك أكثر من 1820 فرداً يستخدمون عملة الـ ''شيمغاور'' في أكثر من 550 مؤسسة ومركزاً تجارياً، وتم إحصاء كمية الأوراق النقدية المتداولة منها بـ 90 ألف ورقة· وتتخذ العملات أسماء وأشكالاً عدة منها: ارستروتالير، لاندمارك، كان واز وغيرها ولكن أشهرها على الإطلاق هي عملة الـ ''شيمغاور''، وعادة ما تقوم جمعيات خاصة بإطلاق هذه العملات لتكون بمثابة إيصالات يجري التداول بها ويمكن صرفها وتحويلها إلى اليورو فيما بعد أو عند الضرورة· ولتحفيز التداول بالعملات الجديدة طوّرت هذه الجمعيات خطوات فاعلة، وللمثال ففي حالة الـ ''شيمغاور''، عمد غيليري إلى اتباع نظام خاص بها يحتّم على مَن يملك هذه العملة أن يصرفها في وقت محدّد، إذ أنها وكلما مرّ عليها قرابة الثلاثة أشهر تخسر اثنين في المئة من قيمتها، علماً بأنه قام بتقسيمها إلى أوراق نقدية من الثلاثة ،1 ،2 ،5 ،10 ،20 30 ''شيمغاور'' تعادل الفئات نفسها من الـ ''يورو''· وللحصول على هذه الأوراق يمكن لسكان القرية وجوارها اللجوء إلى أماكن عدة، فهناك أولاً الجمعيات التي لا تبتغي الربح والتي تقدم 100 ''شيمغاور'' مقابل 97 ''يورو'' لتحفيز المحليين على شراء المزيد من العملة الجديدة، وهناك المحال التجارية التي تعطي مئة ''شيمغاور'' مقابل مئة ''يورو'' من دون أي ربح، أما ثالثاً، فيوجد مكتب خدمات الـ ''شيمغاور'' الذي يبيع كل مئة منها بـ 79,85 ''يورو'' ويحتفظ بنحو 2 ''يورو'' لتغطية سائر التكاليف· أما البنك المركزي الألماني فقد أكد أن هذه العملات البديلة ومنها الـ ''شيمغاور'' عملات شرعية ولا يمكن حظرها قانوناً لكن فاعليتها لا تتعدى نطاق المحلة أو القرى المجاورة لها، فهي ليست كالـ ''يورو''، العملة الموحّدة والمعتمدة من قبل 13 دولة أوروبية· وفي حين يتخوّف البنك المركزي في ألمانيا من حصول تضخم في الاقتصاد نتيجة ضخ كميات كبيرة من الأموال والعملات في السوق، يتمسّك السكان المحليون بعملاتهم الجديدة ويعتبرونها خير وسيلة لازدهار مناطقهم وتحسين مستوى معيشتهم· ولفتت منظمة ''ريغيوغيلد'' لرصد العملات البديلة إلى وجود نحو 21 نوعاً من العملات البديلة في كل من ألمانيا والنمسا وسويسرا، فيما لا يزال هناك أكثر من 13 عملة جديدة قيد الدرس· من جانبه، أشار الاقتصادي جيرار راسل من جامعة العلوم في ريغينسبرغ في ألمانيا، إلى أنه درس تجارب مماثلة لابتكار أوراق نقدية جديدة ومختلفة عن العملة المحددة من قبل الحكومات في الدانمارك وايطاليا واسكتلندا وإسبانيا· ''أورينت برس''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©