الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإجازة المدرسية فرصة لتنمية المهارات واستغلال وقت الفراغ

الإجازة المدرسية فرصة لتنمية المهارات واستغلال وقت الفراغ
18 ديسمبر 2012
السيد سلامة، دينا جوني (أبوظبي، دبي) - يمضي مراهقون جل أوقاتهم خلال الإجازة في النوم أو متسمرين أمام شاشات الحاسوب أو في التجول بردهات المراكز التجارية والأسواق في مختلف إمارات الدولة، وفق ما يؤكدون، وسط تساؤلات عن دور وزارة التربية والتعليم والمجالس التعليمية والمدارس في خلق آليات لاستثمار أوقات فراغ الطلبة، خشية جنوحهم إلى المفسدات. وعلى الرغم من تأكيدات تربويين وجود مثل أنشطة وفعاليات من شأنها الترفيه عن الطلبة وزيادة رصيدهم المعرفي، إلا أن كثيراً من الطلبة الذين يتجاوز عددهم 600 ألف طالب وطالبة يعزفون عن الانخراط بها، كونهم يعتبرون الإجازة مخصصة للراحة والاستجمام من دون بذل أي جهود. ولا يتفق أولياء الأمور أيضاً على رأي واحد بشأن موقفهم من الأنشطة التي تنظمها المدارس أو المناطق التعليمية والوزارة خلال فترة الإجازات الفصلية والصيف؛ فهم وإن كانت غالبيتهم تدعو إلى طرح كل ما هو جديد ومفيد للطلبة لكي يستفيدوا من وقتهم، إلا أن بعضهم ينأى بأولاده عن المشاركة في تلك الأنشطة. رهن لرغبة الآباء ويعتبر الطالب علي عمر من مدرسة محمد بن راشد للتعليم الثانوي نفسه غير معني بأي نشاط قد تنظمه المدرسة، خصوصاً إذا كان داخل حرمها. وقال: إن الدوام المدرسي طويل يقضيه الطالب داخل الصف، منتظراً بفارغ الصبر انتهاء الدوام. وأكد أنه غير مضطر على الإطلاق إلى قضاء ساعات إضافية لممارسة أي نشاط مهما بلغت درجة حماسته له. ويؤكد آخر، فضل عدم الإشارة إلى اسمه، أن الإجازة له، ومن حقه تمضيتها في ما يريد، مشيراً إلى أنه يمضي نصف نهاره نائماً، والنصف الثاني يلعب بألعاب الحاسوب و”الاكس بوكس”، ومساء يخرج برفقة أصدقائه إلى المراكز التجارية. ويتساءل رفيقه عن قيمة الإجازة إذا كان سيمضي وقته في المدرسة، مطالباً المدارس بإيجاد أساليب جديدة لتمضية أيام الإجازة مثل المعسكرات الشبابية واللقاءات الترفيهية، بعيداً عن أسلوب الضبط والربط الذي تمتاز به المؤسسة التعليمية. وقال سيف المهيري والد الطالب فهد في الصف الرابع من مدرسة الصفا بدبي إنه دوماً ما يشجع ولده على ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة. ولفت إلى أنه يستغل تنظيم أي نشاط خلال الإجازة لتسجيل فهد ودفعه إلى معرفة ما يريد، مشيراً إلى أنه يطلب من ابنه محاولة التركيز على نشاط محدد الذي قد يدفعه إلى التميز، إلا أن الملاحظة التي يسجلها المهيري هي ضعف التخطيط من قبل المدارس لتنظيم أنشطة تجذب الطالب وتخرجه من حالة الروتين اليومي الذي يطغى على أيامهم الدراسية. أما أمينة غانم والدة صفية علي من مدرسة النعمان، فاعتبرت أن راحة بالها أهم من أي نشاط قد تنظمه المدرسة. فالقلق الذي يعتريها إذا ما شاركت ابنتها في أي من الأنشطة الخارجية للطالبات يمنعها من الموافقة. وشرحت ضاحكة بأن قلقها “جيني” ورثته عن والدتها التي كانت تعاملها بنفس الطريقة، إلا أن غانم تفوقت على والدتها وأيقنت أهمية الأنشطة بالنسبة للطلبة وتأثيرها على التحفيز في الدراسة، الأمر الذي يزيد من حدة الضغوط والمسؤوليات التي تواجهها، إذ تضطر غانم إلى تنظيم أنشطة عائلية تساعد صفية وأخواتها، إضافة إلى قريباتهن على تمضية وقت ممتع من دون أن يشعرن بأي نقص أو حرمان. وتلعب الإجازات التي ينظمها أولياء الأمور دوراً مهماً في إبعاد الطلبة عن الأنشطة، إذ غالباً ما ينتظر الأهالي الإجازات الفصلية للسفر خارج الدولة. واعتبر سيف ابراهيم والد الطالب محمد السعدي من مدرسة محمد بن راشد للتعليم الثانوي، إن السفر بحد ذاته متعة لا تُقارن بالأنشطة المدرسية، لافتاً إلى أن السفر يعزز أيضاً من المهارات التي تحاول المدرسة تعزيزها في صفوف طلبتها مثل مهارات التواصل، إضافة إلى التعرّف على ثقافات وعادات الشعوب الأخرى. إعادة تقييم ودعت قيادات تربوية في الدولة الأسر وأولياء أمور الطلبة إلى الاستثمار الأمثل للإجازة المدرسية التي تنتهي في 5 يناير المقبل، بما يحول دون وقوع أبنائهم في مشكلات الفراغ. وأكد معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم لـ “الاتحاد” أن فترة الإجازة تعتبر ضرورية بعد فصل دراسي مليء بالجهد والاستذكار والتحصيل العلمي، مثمناً جهود الهيئات الإدارية والتدريسية وكذلك الطلبة وأولياء أمورهم، ودور الجميع من هيئات مجتمعية مختلفة في دعم كل جهد طلابي يتم في مدارسنا. وأشار معاليه إلى أن فترة الإجازة تحمل دلالات كثيرة للطالب فهي فترة راحة، وإعادة تقييم للذات والأداء العلمي الذي قدمه الطالب خلال الفصل الدراسي الأول، ومن ثم الاستعداد للفصل الثاني ووضع تصورات عملية لتحقيق التميز في المواد العلمية والأنشطة وغيرها من المجالات. وأوضح معاليه أن دور الأسرة يعتبر محورياً في هذه الفترة التي يمكن أن تمثل مرحلة إضافية للعطاء المعرفي للأسر تجاه الأبناء من خلال تنظيم رحلات داخلية للإطلاع على المزارات والأماكن التاريخية والتنموية في الدولة. تجديد النشاط من جانبه، أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أهمية الإجازة المدرسية ودورها في تجديد نشاط الطالب وحفزه علي مواصلة تميزه العلمي وتحسين مستواه، وإجراء تقييم ذاتي لما قدمه هذا الطالب خلال الفصل الدراسي الأول، وما نقاط القوة والتميز في الأداء، وهذه يمكن أن يعززها، وأيضاً ما نقاط الضعف التي يمكن أن يعمل عليها خلال الإجازة أيضا لتلافيها في الفصل الدراسي الثاني. وأكد معاليه أن الإجازة الدراسية لا ينبغي أن تكون مجرد وقت فراغ لدى الطالب، وهنا يأتي دور الأسرة في رسم برامج توعوية مفيدة تعزز من مهارات الطالب وترسخ من قدرته على الإنجاز، ومن هذه البرامج ما يمكن توجيهه نحو البيئة، والتراث وتعريف الأبناء بالبيئات التراثية المختلفة من بحر وبر وحضر وغيرها، وهذا كله يأتي بجهد مجتمعي متكامل تلعب فيه الأسرة الدور الأكبر بحيث تحقق الإجازة الدراسية مقاصدها وأهدافها التعليمية والمجتمعية. معسكر التكنولوجيا وأشار المهندس حسين إبراهيم الحمادي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، رئيس مجلس أمناء معهد التكنولوجيا التطبيقية إلى أهمية مبادرة معسكر التكنولوجيا الشتوي الذي يأتي ضمن برنامج “مهارات للحياة 2012” وينتهي في 23 ديسمبر الحالي، والذي ينظمه معهد التكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، ومهارات الإمارات. ويتم تنفيذ البرنامج في 23 مؤسسة تعليمية متخصصة وعليا بمختلف إمارات الدولة، وذلك من أجل إتاحة المجال أمام الطلبة للمشاركة وفقاً للمنطقة التي يقيم فيها كل طالب، وفتح باب التسجيل أمام الطلبة المواطنين للمشاركة. وأشار الدكتور أحمد العور رئيس اللجنة العليا المنظمة لـ “مهارات للحياة 2012” أن الاشتراك في المعسكر مفتوح حالياً بالمجان أمام جميع الطلبة المواطنين عبر الموقع الإلكتروني http://www.skills4life.ae أو من خلال التسجيل المباشر في أي من المؤسسات المشاركة، وهي جميع المؤسسات التعليمية التابعة لمعهد التكنولوجيا التطبيقية، ومعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني. وأوضح العور أن المعسكر يغطي في أنشطته جميع مناطق الدولة، ويعقد في كل من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية بدبي، والمدرسة الثانوية الفنية بعجمان، ومعهد الشارقة للتكنولوجيا، وثانويات التكنولوجيا التطبيقية وفروعها بأبوظبي والعين ورأس الخيمة والفجيرة، وكلية فاطمة للعلوم الصحية بفرعيها في أبوظبي والعين، وأكاديمية العين الدولية للطيران وبوليتكنك أبوظبي، ومركز التعليم والتدريب المهني بالشهامة، ومعهد بينونة للعلوم والتكنولوجيا فرع المرفأ، والمدارس الثانوية الفنية في أبوظبي والعين والفجيرة ورأس الخيمة ومعهد الجزيرة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، ومعهد الجاهلي للعلوم والتكنولوجيا في العين، ومعهد بينونة للعلوم والتكنولوجيا بفرعيه في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، ومدرسة الحصن العلمية في دلما بنين وبنات. اكتشاف المواهب وقال علي المرزوقي رئيس مهارات الإمارات إن المعسكر يقدم “وثيقة المهارات” لكل المشاركين المنتظمين في الفعاليات، حيث يتم في هذه الوثيقة تسجيل وإثبات كل المهارات التي اكتسبها الطلبة خلال مشاركتهم في البرنامج، ومنحهم شهادات المشاركة في البرنامج، وجوائز عينية قيمة للمتميزين، مؤكداً أن البرنامج يشكل نقلة نوعية جديدة، واكتشاف المواهب المبدعة لدى أبناء الوطن، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والطيران والعلوم الصحية وغيرها من المجالات التقنية بمختلف أنواعها ومن ثم العمل على صقل هذه المواهب وتنميتها بالأساليب التربوية والعلمية السليمة. تنمية المهارات من جانبه، لفت الدكتور عادل العامري مدير معهد الجزيرة للعلوم والتكنولوجيا إلى أن المعسكر يركز على تنمية مهارات الطلبة في اللغة الإنجليزية والتصميمات الهندسية، والرقائق الإلكترونية، وتكنولوجيا الحاسوب، وتصميم المجوهرات والإسعافات الأولية، والفنون الجميلة، وميكانيكا السيارات، والاهتمام بالأنشطة الرياضية والثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©