الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المعرض العام للتصوير الفوتوغرافي يقدم حزمه منوعة من الثقافة الشعبية الإماراتية

المعرض العام للتصوير الفوتوغرافي يقدم حزمه منوعة من الثقافة الشعبية الإماراتية
30 ديسمبر 2013 00:49
جمعت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية نحو مئة صورة فوتوغرافية في معرضها السنوي العام للتصوير الفوتوغرافي في دورته الثانية والثلاثين، والذي افتتحه مساء أمس الأول معالي محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي بحضور أعضاء المجلس التنفيذي للجمعية وعدد من الفنانين المشاركين والمهتمين. المشاركة ويشارك في المعرض الذي يستمر بمقر الجمعية في الشارقة إلى السادس من الشهر المقبل، أربعة وثلاثين مصوراً، من المحترفين والهواة، مع حضور مميز للمرأة، من خلال مشاركة عشرين مصورة في معظمهن إماراتيات مثل خولة الحواي، ريم الحمادي، إيمان الزرعوني، وسواهن. وقد قاربن في تصاويرهن الأشكال والألوان والمواقع الدالة على الهوية الإماراتية المنفتحة على سبل التحضر والحداثة مع التمسك بالمورثات الثقافية والاجتماعية، وهو ما يمكن أن تعبر عنه صورة لمركب صنعه الخيال الشعبي بمواد بسيطة، وقد توسط بحيرة تبرق أنوار سلسلة البنايات الحديثة المنتشرة من حولها على سطحها اللمّاع، وترينا الصورة البعد الجمالي الممكن في تلاقي الأصالة مع المعاصرة. وثمة في صورة للفنانة «قماشة الزعابي» عامل يضفر خيوط شبكة لصيد الأسماك، وقد بانت الشعيرات الدقيقة النابتة في جلد رجله الممدودة وتداخلت مع نسيج كتلة الخيوط المتشابكة بين يديه. ويبدو موضوع هذه الصورة مكرراً لدى العديد من المصورين، ولكنه في كل مرة يكسب قيمة مضافة كونه يحيل إلى مهنة تقادم عليها الزمن ولكنها لا زالت صامدة على ما حصل من طفرات تقنية في هذا الجانب، وشأن الفن دائماً هو أن يلاحق مثل هذه القصص والموضوعات لما تمثله من قيمة ثقافية وفلكلورية. وتجد «المساجد» دائماً مكانتها المميزة في كثير من المعارض المماثلة، لما تثيره، شكلا وموضوعا، من دلالات ذات صلة بالقداسة أو لما تمتاز به من علو أو هندسة معمارية دقيقة تجتذب أعين المصورين على رغم من إنها مستهلكة بكثرة، وفي هذا المعرض تبدو صورة مسجد «النور» التي التقطها مصطفى يوسف مميزة فعلاً فهي تظهر المسجد كاملاً ضمن زوايا كادرها وقد بدا مشعاً بفضل الحلول الضوئية الملونة التي أضفاها عليه أحد فناني «مهرجان أضواء الشارقة»، بحيث ظهر المسجد وتفاصيله الهندسية مثل قطعة فسيفساء متعددة الأبعاد وقد تموضعت في موقع مركزي وسط حلقة واسعة من أضواء المدينة الحديثة. مفردات إماراتية بالمجمل، استندت معظم أعمال المعرض الذي جاء تحت إشراف الفنان محمد القصاب مفردات الثقافة الإماراتية الشعبية؛ مثل الاشغال اليدوية والأزياء واللقاءات العائلية وتشكيلات العمارة التقليدية، مع اشتغال بعض الصور بموضوعات طبيعية مثل شموخ الجبال ولمعان الرمال وعلاقات الأشجار والطيور بالظلال والمياه.. ولكن بدا واضحاً أن طموح المشاركين في معظمهم تجاوز فكرة التوثيق والتثبيت الزماني للمشهد المصور إلى البحث عن معالجة جمالية تزيد من وقع الصورة في نفس المتلقي وتعمقه. ومن هنا جاء توجه بعضهم إلى برامج تحرير وتظليل وتبييض وتكبير وتلوين الصور التي يسعف بها الحاسوب، للوصول بالصورة إلى احتمالات أوسع من نطاقها الضيق والساكن، كسباً للمعاني الجديدة. تجارب وأسئلة وتثير مثل هذه التجارب أسئلة من مثل: متى يكسب المصور رهانه الفني مع الصورة، حين يلتقطها في الزمان والمكان المناسبين أم بالكيفية الأدائية الملائمة، أي حين يضبط كاميرته بالشكل الصحيح أو حين يفلح في معالجة الصور ويضبط تباينها ومستوى الضوء فيها وقربها أو بعدها من موضوعها؟ وثمة سؤال أو أسئلة أخرى: حين يُنظر إلى صورة ما من حيث العلاقات بين ألوانها والمسافة بين المساحة المشغولة فيها والفارغة منها وغير ذلك من قيم وتقييمات، فهل يقاس الأمر هنا استناداً إلى طبيعتها كصورة فوتوغرافية أم قياساً إلى ما راكمته ذاكرة التلوين والرسم من معايير ورؤى وتنظيرات حول جماليات ودلالات الألوان والأشكال؟ وشهد افتتاح المعرض مسابقة لأفضل ثلاثة أعمال مشاركة، وقد نالت الجائزة الأولى موزة الفلاسي وفاز ماجد الزرعوني بالجائزة الثانية فيما ذهبت الجائزة الثالثة إلى مصطفى يوسف، أما لجنة التحكيم فضمت بدر عباس مراد وصالح الأستاذ وسعيد الشامسي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©