الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تراث الإمارات».. فعاليات ومسابقات وعروض تتميز بالتنافسية

«تراث الإمارات».. فعاليات ومسابقات وعروض تتميز بالتنافسية
28 مارس 2016 12:21
رأس الخيمة (الاتحاد) وسط إقبال كبير من جانب الأسر الإماراتية والأطفال والشباب، وكذلك الأسر المقيمة على أرض الدولة، واصل مهرجان تراث الإمارات الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة مساء أمس الأول، فعالياته لليوم الثاني على التوالي في رأس الخيمة تحت شعار «الألعاب الشعبية.. ذاكرة ووجدان»، والذي ضم العديد من الفعاليات والمسابقات والعروض التراثية التي تميزت بالتنافسية. بدأت الفعاليات بتنظيم مجموعة من الألعاب الشعبية وكيفية صناعاتها، تلاها العديد من المسابقات الثقافية والفعاليات التراثية، وسط حضور جماهيري كبير، حيث أشعلت الجماهير المنافسة بين المشاركين في المسابقات الثقافية والتراثية، بجانب العديد من الفعاليات، منها المقهى الشعبي والسوق والطبخ الشعبي والحرف اليدوية والعروض السينمائية، بالإضافة لما يزيد على 7 عروض لفرق الجمعيات الشعبية المشاركة، قدم من خلالها عروض لفن العيالة وفن وليوا وهبان والدان وفن الحربية، كما شاركت جاليات من مصر والأردن وفلسطين والسودان والعراق وسوريا والهند وباكستان وبنجلاديش وتونس ولبنان، ثم اختتم المهرجان فعاليات اليوم الثاني بفقرة المسابقات والجوائز التي لاقت إقبالاً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور. إحياء الثقافة الشعبية وأكدت عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، أن المهرجان له أبلغ الأثر من أجل تقديم التراث الإماراتي بصورة شبه متكاملة وجاذبة للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن «تراث الإمارات» الذي تنظمه الوزارة للعام الخامس، يمثل مناسبة لاحتفاء الحضارات الإنسانية بمنجزها التراثي في أشكاله التعبيرية كافة التي تقف شاهدة على تكامل المجتمعات في الإيفاء بمتطلباتها، وفي إطار ذلك تقدم الإمارات نموذجاً تراثياً فريداً يجمع بين مفرداتها التاريخية والثقافية والمجتمعية، بما تحتضنه أراضيها من تراث وثقافة وشواهد معمارية تعطي مجالها البصري التنوع الجمالي الذي لا يملك أي مشاهد لها إلا ويصف ثراء مكونات دولة الإمارات الثقافية والتراثية والتاريخية، ولذك يمثل يوم التراث العالمي محطة مهمة للاحتفاء ولرفع مستوى الوعي والإدراك من الجميع بأهمية المحافظة على القيم الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي تقدم من خلال التراث الوطني. وقالت الصابري، إن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تحرص على الاحتفال بالتراث في كل عام بشكل مختلف من خلال تنظيم مهرجان تراث الإمارات الذي أصبح علامة بارزة في هذا الإطار، من أجل المحافظة على التراث الإماراتي الأصيل وتفعيله في مختلف المناسبات. وأضافت أن التراث في الدولة جزء أساسي من ثقافة المجتمع، وأن عناصر هذا التراث كانت عاملاً مهماً في صياغة مجتمع الأمس ومصدراً لقوته وتعاضد وتماسك أفراده، وبالتالي فإنه يستوجب إحياء عناصر الثقافة الشعبية أو الموروث لتعريف جيل اليوم بثقافة الأجداد، وتعزيز روح الولاء والانتماء لديهم، وتحصين المجتمع من العادات الغريبة والدخيلة القادمة من الخارج. وأشارت الصابري إلى أن المهرجان تضمن العديد من الفعاليات الشائقة التي لاقت إعجاب زوار المهرجان، وأسهمت بشكل واضح في جذب المئات من الأسر والأفراد يومياً، خاصة أن اللجنة المنظمة حرصت على توفير جو أسري جميل للاستمتاع بهذه الاحتفالية. تراث إنساني وقال الخبير التراثي الفرنسي دومنيك لوبجوى رئيس الجمعية الدولية للألعاب الشعبية وضيف شرف المهرجان، إنه منبهر بوجود كل هذه المفردات التراثية والألعاب الشعبية في مكان واحد، مؤكداً أن هناك عدداً من هذه الألعاب يتطابق تماماً مع بعض الألعاب الشعبية في فرنسا، وهو ما يؤكد وحدة التراث الإنساني مهما اختلفت البيئات والثقافات، معبراً عن تقديره لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة التي حرصت على أن يكون المهرجان عيداً حقيقياً للألعاب الشعبية، إلى جانب المفردات الأخرى من التراث. وعن الجمعية الدولية للألعاب الشعبية التي يترأسها، أكد أنها تضم دولاً عديدة مثل فرنسا والسنغال والإمارات وتونس وغيرها، وتهدف إلى أن تكون هذه الألعاب رسالة تدل على وحدة التاريخ الإنساني، بصرف النظر عن اختلافه من مكان إلى مكان، فهي رسالة سلام ومحبة بين شعوب العالم كافة. لوحات فنية ومن جانبه، أوضح الخبير التراثي التونسي محمد بن يونس، أن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي تولي التراث اهتماماً بالغاً، وتحرص على كنوزه البشرية كحرصها على حمايته وحفظه وأرشفته للأجيال المقبلة، وهو الأمر الذي يجعل التراث ينبض بالحياة مع تعاقب الأجيال، مشيداً باختيار مكان المهرجان الذي هو كتلة فنية تراثية رائعة، كما أن شعار المهرجان يمثل على حد وصفه دليلاً واضحاً على قيمة الألعاب الشعبية كعنصر بارز من عناصر التراث. وأضاف أن اهتمام وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدعوة أكثر من 12 دولة لمشاركتها هذه الفعالية التراثية الإماراتية، كان له أثره في ثراء المهرجان وتنوعه، وفرصة لتعريف الجمهور بالتراث العالمي، جنباً إلى جنب مع التراث الإماراتي، وهذا هو غاية احتفالات دول العالم باليوم العالمي للتراث. ومن جانبها، أكدت الفنانة التشكيلية والباحثة التونسية جيهان محمد، أن استعراض الألعاب الشعبية الإماراتية كافة في مكان واحد، يمثل لوحة فنية رائعة الجمال ونابضة بالحركة، تغلفها معالم تاريخية من حيث الزي والأدوات، وتبرز جماليات هذه اللوحة عندما تكون في مهرجان للتراث بهذا الحجم، مشيرة إلى أن الإقبال الجماهيري الكبير على هذه الألعاب يدلل على إيمان إنسان الإمارات بأهمية تراثه. تجربة ناجحة وقد حرصت الفنانة الإماراتية عائشة عبد الرحمن وعدد من الإعلاميين، على مشاركة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة احتفالاتها بمهرجان تراث الإمارات، حيث تجولت في كل ركن بالمهرجان، تنقل بالصوت والصورة وصفاً لكل لعبة، وتحاول مشاركة القائمات على الحرف اليدوية وصناعة أدوات الألعاب الشعبية، كنوع من الترويج والتعريف بهذه الألعاب للجمهور الغفير الذي حضر الفعاليات. وقالت عائشة إنها في غاية السعادة بحضورها هذا المهرجان الذي استعادت من خلاله أيام الطفولة الأولى والألعاب التي كانت رائجة في ذلك التوقيت، مشيدة بدور وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في تنظيم الفعاليات التراثية كافة الذي يمثل المهرجان درة تاجها. وأضافت أن محاولة بعث الألعاب الشعبية بتعليم الجمهور كيفية صناعتها، تعد تجربة ناجحة، حيث تفاعل معها الجمهور وحاول البعض صناعتها بنفسه، مستخدماً الأدوات القديمة نفسها، كما هي الحال مع «البندقة والجمل ومرفع القران والكربة والقراحيف والعربانه، وغيرها»، إضافة إلى الحرف اليدوية التراثية التي يمارسها الرجال والنساء على السواء، وضم المهرجان أعداداً كبيرة منها مثل «دق الحب، قلادة الحبال وصناعة الجربان والدباية والالياخ والكاجوجة وغيرها»، وكلها مفردات تراثية يجب أن يتعرف عليها الأطفال والشباب، معبرة عن اعتزازها بالمشاركة في هذا الحدث الكبير. تواصل اجتماعي وحضر المهرجان مجموعة من الشباب الذي استهوتهم مواقع التواصل الاجتماعي كمتطوعين للترويج لفعاليات مهرجان تراث الإمارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كافة بالكلمة والصورة والفيديو، لنقل الفعاليات عبر مواقعهم ليستمتع بالمهرجان الذين لم يتمكنوا من الحضور إلى مقر جمعية شمل للفنون الشعبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©