الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سينما للمكفوفين في البلقان

4 يوليو 2007 01:20
من حيث الرؤية بعين طائر·· تقترب الكاميرا من بلدة ريفية أميركية عادية·· تقترب المنازل الصغيرة شيئاً فشيئاً وتكبر حتى ندخل أحدها·· حيث تضطجع فتاة على سريرها · يستمع الجمهور من المكفوفين باهتمام شديد إلى الصوت في سماعة الأذن اليسرى والذي يصف المشهد الأول من فيلم أميركان بيوتي (الجمال الأميركي) باللغة الصربية· أما سماعة الأذن اليمنى فتنقل موسيقا البداية والكلمات القليلة الأولى في المشهد المنفرد التي تحدثت بها الشخصية الرئيسية في الفيلم بالإنجليزية· وقاعة العرض السينمائي الصغيرة الواقعة في وسط بلجراد والمجهزة بمقاعد وطاولات بها سماعات هي أول سينما للمكفوفين في منطقة البلقان· وتدير السينما رابطة صربية للمكفوفين وتهدف إلى الوصول إلى 25 ألف مكفوف مسجلين في يوغوسلافيا سابقاً والذين يعرفون اللغة التي كان يطلق عليها في السابق اسم الصربية الكرواتية والتي انقسمت حالياً إلى لهجتيها الإقليميتين المختلفتين· وقال رئيس رابطة هومر برانكو ماتيتش: خطرت لي الفكرة منذ فترة طويلة·· بينما كنت أحاول الاستمتاع بمشاهدة بعض الأفلام مع زوجتي··· كان من المستحيل عليها قراءة الترجمة على الشاشة وفي الوقت نفسه وصف ما يحدث لي·· كيف يبدو المشهد·· ما هي التعبيرات البادية على وجوه الممثلين · وهذا الإعداد الذي يتكلف نحو 80 ألف دينار (ألف يورو) للفيلم الواحد يقوم بها متطوعون يقرأون بصوت مسموع وصفاً مفصلاً للمشهد ولتحركات الممثلين كما يقلدون الحوار باللغة الصربية· وقال ماتيتش: من خلال السماع·· يمكننا الآن أن نرى بعقولنا ما يمكنكم رؤيته بسهولة بأعينكم · وصوت المتحدث الصربي يسمع فقط عبر سماعة الأذن اليسرى أما سماعة الأذن اليمنى فتنقل الصوت الأصلي للفيلم بما في ذلك الحوار الأصلي لأنه كما يقول ماتيتش: من يمكنه أن يحل محل لورانس أوليفييه في (فيلم) هاملت؟ · وتتطلب المشاهدة ممارسة وتركيزاً· وقال ماتيتش الذي فقد بصره وهو في سن الطفولة: إنه ليس من الصعب بالنسبة للأشخاص الذين كانوا قادرين على الإبصار لفترة من حياتهم تخيل ما يوصف لهم، أما بالنسبة لأولئك الذين ولدوا مكفوفين فالأمر لا يختلف كثيراً عن عمل إذاعي ، وقالت سوزانا (15 عاماً) بعد انتهاء الفيلم الايقاع سريع حقاً··· يجب أن تركز جيداً حتى تعايشها وربما لا أولي كل التفاصيل انتباهاً·· لكن لا يهم كثيراً لون المقعد أو شكل تنسيق الأزهار في زهرية· أهتم أكثر بالأشخاص ·
المصدر: بلجراد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©