السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاروق جويدة: أبحث عن نهار.. لأفتَحَهُ

فاروق جويدة: أبحث عن نهار.. لأفتَحَهُ
26 مارس 2016 22:48
محمد عبد السميع (الشارقة) في زمن تداخل المصالح وتشعب العلاقات وازدياد قنوات التواصل، أصبح للشعر دور في تكريس قيم المحبة والخير والسلام بين شعوب العالم، بما يملكه من إمكانيات وأسلحة عقلية مرتبطة بالجانب الوجداني ونزعة الخير، رافضة لكل عوامل الفرقة التي قد تخلقها الطائفية أو المذهبية أو العرقية أو الاختلافات الدينية. وفي زمن الرماد وتفشي العنف وتراجع المنسوب الإنساني لدى اللاهثين وراء معطيات الحضارة المادية، يأتي الشعر ليعلن ضرورة الدفاع عن كل جمال في الإنسان، معلياً من شأن الحوار بين بني البشر.. وفي ملتقى شعراء السلام الذي شهدته الإمارات مؤخراً كانت لنا فرصة لقاء الشاعر المصري فاروق جويدة وسؤاله حول الشعر والسلام البشري. يقول جويدة عن السلام ولغة الحوار والتواصل مع الآخر في الشعر: «مثَّل الشعر منذ القدم لغة حوار صادقة ووسيلة للسلام والتصالح والتفاهم بين الناس، وقد تم من خلاله التوصل إلى حلول إيجابية تعود إلى احترافية الشاعر في صياغة القصيدة بشكل حواري، وربما استطاع الشاعر ببعض العبارات اختراق حواجز الخلاف». ويشير جويدة إلى أن للشعر دوراً مهماً ومؤثراً في نشر السلام، «فحين أتحدث عن الحرية والعدالة والكرامة فإنني أجسد المعنى الحقيقي للسلام. السلام ليس كلمة مطلقة، فهي تعني حياة أكثر كرامة للبشر، حياة تمنح الإنسان حقه والعيش في أمن وأمان». ويلفت جويدة إلى أن «الشاعر يتأثر بمحيطه. يستقي منه الأفكار ومن ثم كتاباته، ويعيش واقع اللحظة التي تتكرر وتأخذ ذات الأبعاد، وشأني كشأن بقية الشعراء المحملين بهموم أوطانهم، ما زلت أبحث عن نهار مشرق لأفتحه». يضيف جويدة: «المتتبع لمراحل الشعر يجد أن الشعر قام بأدوار الإخبار والتعارف وتوضيح الحالة وتصوير المشاعر، مما يؤكد أن لغة الحوار والتسامح والبحث عن توافق وسلام لم تكن غائبة»، ويقول: «عبرت عن الحلم بحياة إنسانية يسودها الحب والوئام في نصوصي الشعرية الكثيرة، ومنها (مثالاً لا حصراً) قصيدة لو أننا لم نفترق: «لا تسألي العين الحزينةْ كيف أدمتها المقل؟! لا تسألي النجم البعيد بأي سر قد أفل؟! مهما توارى الحلم في عيني وأرقني الأجل ما زلت ألمح في رماد العمر شيئاً من أمل» وينبه جويدة إلى أن «الشعر مسؤولية، والقصيدة جزء أصيل من تكويننا العقلي، تتضمن مكونات إبداعية تشكل ذائقة الناس الجمالية وتحميهم من الاتجاه إلى جوانب أخرى غير سوية. للشعر دور في توعية الشباب والمجتمع كله بشكل عام. ينبغي عدم الخلط بين الدين والسياسة لأن للدين قدسيته، فهو علاقة خاصة بين الإنسان وخالقه. والسياسة عالم من التناقضات والصراعات، ولا ينبغي أن نخلط بين النقاء والنفاق والتغييب. كثير من أدعياء الدين يحاولون فرض وصاية فكرية على عقول الشباب وتغييب وعيهم. ينبغي أن نتعلم من التجارب، وينبغي علينا كشعراء أن ننبه لذلك وندعو لإعمال العقل، وهنا يأتي دور الشعر القادر على التأثير في النفس البشرية. شيء عن الشاعر فاروق جويدة أحد الأصوات الشعرية المميزة في حركة الشعر العربي المعاصر. كتب في القصيدة العمودية والمسرح الشعري، وقدم للمكتبة العربية مجموعات شعرية، عبرت عن هموم الإنسان والوطن والأمة العربية.. وحققت مسرحياته التي كتبها (الوزير العاشق، دماء على جدران الكعبة، الخديوي) نجاحات في عديد المهرجانات المسرحية. ترجمت بعض قصائد ومسرحياته إلى عدة لغات أخرى منها الإنجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©