الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عبقرينو».. مبتكر إماراتي صغير يمتلك موهبة المخترعين الكبار

«عبقرينو».. مبتكر إماراتي صغير يمتلك موهبة المخترعين الكبار
18 ديسمبر 2012
العالم الصغير، وأصغر مبتكر إماراتي يعنى بعلوم الروبوت، ألقاب مُنحت لطفل صغير، يدعى أديب سليمان البلوشي، وهو طفل كبقية الأطفال يحب اللعب واللهو، لكنه يمارسها بطريقته الخاصة وأهداف مختلفة غير التسلية. «عبقرينو» أو الطفلٌ أديب تميز عن غيره من الأطفال، فهو يتجه إلى آفاق عالية تتجه نحو البحث العلمي والتجارب العلمية، ويسعى العالم الإماراتي الصغير إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع سواهم من خلال الاختراعات التي يخترعها لجعلها وسيلة لخدمتهم. عن بداية اكتشافه لموهبة الاختراع لديه، يقول أديب البلوشي: منذ صغري كنت محباً للتفكير، وأسارع في إعطاء الإجابات، وكنت أعشق إيجاد الحلول للمشكلات التي نصادفها في المجتمع، إلى أن جاء يوم ذهابي مع والدي للسباحة في البحر، فرأيته ينزع الدعامة الحديدية المساعدة له في المشي كونه مصاباً بشلل الأطفال، شعرت حينها بخوف شديد عليه من أن يصيبه أي سوء أثناء السباحة، فسألت والدي عن السبب الذي يجعله يخلع الدعامة الحديدية، فكانت إجابته بأنها ليست مضادة للماء، وقد تتعرض للتلف بسهولة، الأمر الذي جعلني أفكر في نفسي أن أصمم دعامة ضد الماء من شدة خوفي على والدي، وهنا كانت بدايتي في عالم الابتكار. دور الأهل ويُبدي أديب الذي يدرس بإحدى المدارس الخاصة في دبي سعادته بأن الله عز وجل مَن عليه بوالدين يحبون العلم، ويقدسان الحرف قبل الكلمة، وأن دورهم أساسي في كل حياته في تنمية موهبة الاختراع لديه وتحفيزه على المضي في هذا الطريق، فرعايتهم و تضحياتهم واكتشافهم لإبداعات وابتكارات الطفولة المبكرة لديه هي سبب في وصوله لهذا المرحلة. أما عن نوع التحفيز، فيشير أديب إلى الحيز الكبير من حرية الثقافة التي يتلقاها من والديه، فهو بطبيعة الحال كثير التساؤل، ولا يقتنع بسهولة حتى يجد برهاناً على تساؤله، فكان يتكلم معهم بمنتهى الحرية، بمقابل احترام والديه لتساؤلاته ولآرائه التي كانت تُنفذ لخدمة بحثه مهما كان حجمها. ويذكر أديب موقفاً له عندما كان في الروضة، فقد كان شغوفاً بالنار ومعرفة أثرها على مواد مختلفة والرواسب.. إلخ، فقام في صباح يوم وبدأ بإشعال النار، وحرق عودين أحدهما من الخشب والآخر من البلاستيك، الأمر الذي جعل أفراد عائلته يستيقظون مذعورين، وتسارع والدته باحتضانه خوفاً من إصابته بأي مكروه جراء النار، بعكس والده الذي جلس ينظر إليه مطولاً سائلاً إياه عن ما في باله من تجربة عليمة، وتقديمه يد المساعدة في إنجاح التجربة ومعرفة نتائجها. وفي اليوم نفسه، اصطحبه والده لمنطقة جبلية وأشعل له ناراً، ورافقه خطوة خطوة في تجربته العلمية. الدعم والرعاية كما يشير أديب إلى الدور الدعم الذي يتلقاه من الأهل والأفراد والمؤسسات، فوالديه يقدمان له الدعم التام الذي يحتاج إليه. ومنحته وزارة شؤون الرئاسة منحة دراسية للدراسة في مدرسة خاصة، ساهمت في تغليف ولعه بالبحوث والاختراع من خلال المنهج الذي تنتهجه بأساليب التدريس الابتكارية، ويضيف أديب أنه في الآونة الأخيرة بدأت بعض الجهات والمؤسسات الحكومية بتوجيه دعوة له لإلقاء محاضرات ولتكريمه، الأمر الذي جعله سعيداً لتفهم الكثيرين لأفكاره وتقديرها له، وهو الأمر الذي كان يعاني منه سابقاً. اختراعات أديب ووضح أديب مجموعة الاختراعات التي قام باختراعها، منها أول اختراع كان الدعامة المضادة للماء الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، من المصابين بشلل الأطفال، ومن ثم قام باختراع «روبورت المكنسة الكهربائية»، وهو عبارة عن روبورت صغير الحجم صنعه من قطع فككها من ألعاب عدة لديه، يستطيع تنظيف الأماكن الصعبة والضيقة، وابتكره عندما لاحظ التعب الذي يُصيب والدته في التنظيف تحت أثاث المنزل والأماكن الضيقة. وهناك اختراع “الكرسي المتحرك الذكي” لذوي الاحتياجات الخاصة، متصل عبر الأقمار الصناعية مع الشرطة والمنزل والكثير من الإضافات. وواصل أديب اختراعاته في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ليخترع “عصا” لفاقدي نعمة البصر، تحمل خاصية التتبع وتتفرد بنغمات خاصة، ومجسات لتنبيههم على الرصيف، والماء، والكهرباء الأرضية وغيرها من الأمور التي يصعب عليهم تفريقها. وإضافة على اختراعاته السابقة، استطاع أديب من اختراع “حزام السيارة”، وهو حزام خاص بقياس نبضات وضربات القلب للسائق المعرض لأزمات قلبية مفاجئة، وأضاف عليه فكرة التنبيه الفوري للجهات المختصة من مستشفى أو شرطة أو الأهل بتوقف قلب السائق أو تزايد ضربات قلبه عن المعدل الطبيعي. وأخيراً، اختراع “باب القط الإلكتروني”، وهو عبارة عن باب إلكتروني صغير، يعتبره أديب أكثر أماناً من فتحات الأبواب العادية الخاصة بالحيوانات الأليفة في المنازل، حيث يتم تسجيل صوت القط في جهاز بصمة الصوت، ومن ثُم يُوصل هذا الجهاز في الباب الإلكتروني، ويفتح الباب على صوت القط المُسجل فقط، ويُشحن الجهاز بأسلاك كهربائية عادية، أو السولار (وقود الديزل)، أو البطارية. خوذة رجال الإطفاء وعن ما يُحضر له من اختراعات، أفصح أديب عن اختراعه الذي ما زال قيد التنفيذ، وهو “خوذة” خاصة برجل الإطفاء، يتم توصيلها بكاميرا دقيقة لها خاصية نقل الأحداث مباشرة من صوت وصورة ما بين رجل الإطفاء وغرفة العمليات. وتحمل الكاميرا خاصية التصوير تحت الماء بمنتهى الوضوح، وتتحمل درجات الحرارة العالية التي تنتج من النيران، كما أنها لا تنكسر. وأضاف إليها أديب خاصية مميزة وهي قدرتها على التحول ذاتياً لتقنية الرؤية الليلية، في حالة صعوبة الرؤية بسبب الدخان الكثيف الذي ينتج من الحرائق. ويأمل أديب من خلال اختراع الخوذة أن تساهم بخفض نسبة الحوادث التي يتعرض لها رجال الإطفاء، والذين يضحون بأرواحهم، لإنقاذ أرواح الآخرين. نطاق الاهتمامات حول أهم المجالات التي يوليها اهتماماً في اختراعاته، بين المخترع الصغير أنه يولي اهتماماً لجميع المجالات في اختراعاته، فهو لا يستطيع تحديد مجال معين، فدائماً ما يقوم باختراعه يكون مشكلة واجهها، أو رأى أحد يعانيها، وتأثر بها، ثم يبدأ بالتفكير بحلول لها ويخطط لها حتى يصل إلى فكرة اختراع ما، فه يحب مساعدة الناس ويهمه أن يرى جميع الأمور سهلة بين أيديهم. ويختتم أديب حديثه بأنه متأكداً بإذن الله تعالى أنه سوف يصبح عالماً ينتفع بعمله بالخير جميع البشر، وأنه سيخدم بلده دولة الإمارات، التي لم تقصر معه ولا مع غيره بتقديم الرعاية، وأنه يكفيه فخراً أنها أعطته لقب “العالم الإماراتي الصغير”، وهو بعمر السادسة من عمره، وأن جميع الألقاب التي لُقب بها يحبها؛ لأنها مُنحت له من قلوب الناس ومحبتهم له ولفكره وعلمه. الشهادات والجوائز عن الشهادات والجوائز التي حصل عليها، أعرب أديب عن سعادته وشعوره اللذين لا يوصفان، والراحة التي يشعر بها، عند التكريم الذي يحُظى به، الأمر الذي يجعله مصمماً على المتابعة والمضي بالأفكار والاختراعات. فقد تعددت الجوائز والشهادات التي حصل عليها من قِبل جهات عدة منها: حصوله على جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، وتكريمه كأصغر عالم عربي يُعنى بعلوم الروبوت. وتكريمه من مركز اليوبيل للتميز التربوي بالأردن، إضافة إلى تكريمه من الجمعية العربية للروبوت بالأردن، ومنحه عضوية استثناءية في الجمعية التي تضم كبار علماء العالم العربي المهتمين بعلوم الروبوت، حيث يعُد أول وأصغر طفل عربي يُمنح هذه العضوية، وحصل على هذا ضمن مشاركته في المؤتمر العربي الأول لعلوم الروبوت في الأردن، وتجاوز عدد الشهادات التي حصل عليها أديب 60 شهادة. نصيحة ينصح أديب البلوشي الأطفال ممن هم في سنه ويمتلكون المواهب، بأن يثقوا بمواهبهم، ولا يترددوا بالإفصاح عنها وإظهارها ومحاولة تنفيذها مهما صغر حجمُها. وأن لا يعيروا اهتماماً لمن يحاول أن ينتقض من مواهبهم وتفكيرهم الإبداعي. ويسرد أديب قصة طريفة حصلت: رآني شخص وأنا أتابع أحد مواقع الإلكترونية فترة طويلة، وأتحرك بمكاني محركاً يداي الاثنين، ثم انتبهت على صوته يقول لشخص آخر: هذا الذي يرقص بمكانه مخترع؟!، جعلتني كلماته أبتسم فهو لم يكن على علم أنني أتعلم لغة الإشارة الإنجليزية من الإنترنت، حتى أستطيع التواصل مع الأطفال الصم والبكم الذين أقابلهم. ويضيف: هذه اللغة أفادته في الفوز بالمركز الأول بمسابقة أجمل تعبير في حب الوطن العام الماضي من قبل دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©