الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تساوي الخدمات الطبية والكشف المبكر للصم في الإمارات مع أقدم مؤسسة أميركية

تساوي الخدمات الطبية والكشف المبكر للصم في الإمارات مع أقدم مؤسسة أميركية
30 ديسمبر 2013 09:56
أجرت وزارة الشؤون الاجتماعية أول دراسة مقارنة بين واقع تعليم وتأهيل الصم في مراكز المعاقين بدولة الإمارات، وأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وهى المدرسة الأميركية للصم، وتعتبر أقدم مدرسة لتعليم الصم في الولايات المتحدة، وتأسست قبل نحو 200 عام. وأظهرت نتائج الدراسة، التي حصلت عليها “الاتحاد”، أن خدمات الكشف والتدخل المبكر في الإمارات ومدرسة الصم الأميركية متشابهة، وتبين أن الخدمات الطبية المقدمة للصم الملتحقين بمدارس الإمارات تتميز بوجود تأمين صحي مجاني للطلبة، فيما تتميز في أميركا بوجود طبيب وممرضة مداومة مع طلبة المدرسة. وأشارت الدراسة، إلى تميز مجموعة من الخدمات التعليمية بالتجربة الأميركية، أهمها أن الدراسة التعليمية تمتد لجميع المراحل الدراسية، إضافة لوجود برنامج خاص لتحضير الطلبة للمرحلة الجامعية ووجود برامج خاصة بالموهوبين الصم، وتوفر الكثير من الوسائل والتقنيات الحديثة في النظام التعليمي للمدرسة الأميركية للصم. وتبين أن هناك تقاربا بين التجربتين الإماراتية والأميركية في موضوع دمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، حيث يتوفر في وزارة الشؤون الاجتماعية خطة إستراتيجية للأعوام 2014-2016 ترمي إلى دمج المعاقين سمعياً في التعليم العام. أهداف الدراسة وقالت وفاء حمد سليمان، مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بوزارة الشؤون الاجتماعية، في تصريح لـ “الاتحاد”، “جاءت الدراسة حرصاً من الوزارة على النهوض المستمر بالخدمات المقدمة للمعاقين عموما، والصم على وجه التحديد، للوصول إلى أفضل ما توصلت إليه البشرية في هذا المجال”. وأضافت: “تم اختيار المدرسة الأميركية للصم والتي تعتبر من أفضل الممارسات العالمية في المجال والتي قاربت على إكمال قرنين من التأسيس”. وأشارت إلى أن الدراسة تهدف إلى التعرف على واقع تعليم وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في دولة الامارات العربية المتحدة، ومقارنة الواقع التعليمي والتأهيلي لذوي الإعاقة السمعية في دولة الإمارات بأفضل الممارسات العالمية. منهجية البحث وقالت سليمان، “من أجل تحقيق هذا الهدف تم تصميم أداة الدراسة وهي عبارة عن استبيان يتضمن (142) سؤالاً، يتم الإجابة عنها بنعم أو لا، إضافة إلى أسئلة تفصيلية أخرى مفتوحة تتعلق بأعداد الخدمات ومدى توفرها، استناداً إلى الأدبيات العالمية المتوفرة عن تعليم الصم في العالم”. وذكرت انه تم تطبيق أداة الدراسة خلال الفصل الأول من العام الدراسي الحالي 2013/2014، وبعد جمع أدوات الدراسة معبأة وتحليلها إحصائياً، تم مقارنة نتائج التجربتين، واستخلاص جوانب القوة والضعف في كل تجربة. وأفادت سليمان، انه تنبع أهمية هذه الدراسة كونها الأولى في دولة الامارات والتي قارنت واقع تعليم وتأهيل الصم بأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وكونها توصلت إلى نتائج ملموسة حول مستوى الخدمات التعليمية والتأهيلية المقدمة للصم في مراكز تأهيل المعاقين في الدولة. ونوهت إلى أن الدراسة قدمت توصيات هامة للمسؤولين والقائمين على تعليم وتأهيل الصم في الدولة من أجل النهوض بالأنظمة التعليمية والتأهيلية للصم في مراكز تأهيل المعاقين. أهم النتائج وحسب نتائج الدراسة، توفر المدرسة الأميركية مصادر غنية لتعليم الصم وضعاف السمع، الأطفال منهم والبالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 3-21 سنة، وتوفر المدرسة في حرمها التعليمي مجموعة من الخدمات التعليمية للصم في مختلف المراحل الدراسية: ما قبل المدرسة، ابتدائي، ثانوي، وخدمات التأهيل المهني. بالإضافة إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من المساقات الأكاديمية والمهنية والبرامج الدراسية التي تركز على تطوير مهارات التواصل لدى الطلبة باستخدام لغة الإشارة، القراءة، الكتابة، النطق والتدريب السمعية. وتقدم المدرسة أيضاً خدمات الدعم الخارجي للمجتمع المحيط للفئة العمرية من الولادة إلى ثلاث سنوات، والتي تتضمن الخدمات التربوية والسمعية للصم وضعاف السمع، بما في ذلك الخدمات المقدمة إلى الطلبة الملتحقين بها من خارج الولايات المتحدة الأميركية. وتوصلت الدراسة إلى أن خدمات الكشف والتدخل المبكر في الامارات ومدرسة الصم الأميركية متشابهة، وذلك من حيث وجود خدمات للأطفال الصم وضعاف السمع في مراحل عمرية مبكرة وبرامج ما قبل المدرسة، إلا أن ماهية البرامج وجودتها قد تكون مختلفة، إضافة إلى أن تجربة التدخل المبكر للصم في أميركا هي قديمة جداً تصل إلى العام 1975، حيث أنها في الامارات تعتبر تجربة حديثة. أما بالنسبة للخدمات الطبية المقدمة للصم الملتحقين بمدارس في الامارات وأميركا، فتبين أنها تتميز في الامارات بوجود تأمين صحي مجاني للطلبة، فيما تتميز في أميركا بوجود طبيب وممرضة مداومة مع طلبة المدرسة. ويتشابه مستوى الخدمات الطبية المقدمة للصم في مراكز المعاقين الحكومية، مع التجربة الأميركية من حيث توفر المركز الصحي أو العيادة الطبية في المركز، ووجود الفحوصات الطبية العامة للطلبة وفحوصات الأسنان لجميع الطلبة، وهو ما يعتبر مؤشر إيجابي على مستوى هذه الخدمات في المراكز التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وأظهرت الدراسة مجموعة من الخدمات التعليمية التي تتميز بها التجربة الأميركية أهمها أن الدراسة التعليمية تمتد لجميع المراحل الدراسية، إضافة لوجود برنامج خاص لتحضير الطلبة للمرحلة الجامعية ووجود برامج خاصة بالموهوبين الصم، وتوفر الكثير من الوسائل والتقنيات الحديثة في النظام التعليمي للمدرسة الأميركية للصم. وتبين أن هناك تقارباً بين التجربتين في في موضوع دمج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، حيث يتوفر في وزارة الشؤون الاجتماعية خطة استراتيجية للأعوام 2013-2016 ترمي إلى دمج المعاقين سمعياً، عن طريق تهيئة البيئة لعملية الدمج، ووجود متابعة مستمرة لعملية الدمج في المدارس، وتقديم الدورات التدريبية لمعلمات الدمج وللطلبة ولأولياء الأمور. إضافة إلى التزام وزارة الشؤون الاجتماعية بالمناهج المتبعة في وزارة التربية والتعليم مما يسهل عملية الدمج، وتبادل الزيارات والأنشطة بين أطراف العملية. جوانب للتطوير ومن أهم الجوانب التي تحتاج لمتابعة وتطوير في التجربة الإماراتية هي مشاركة الأسرة في عملية تأهيل وتعليم ابنها الأصم، فيما تتميز التجربة الأميركية بوجود مجموعات الدعم الذاتي بين الأسر التي تدعم بعضها بعضاً وتستفيد من تجاربها، إضافة إلى مجالس أولياء الأمور التي لها دور فاعل في العملية التربوية، والتواصل المستمر والمقنن من قبل الأسر للمدرسة، ووجود مقر دائم لأولياء الأمور للاجتماعات وتبادل الخبرات، حيث تتيح المدرسة الأميركية للصم لأفراد الأسرة الاستفادة من مصادر التعلم المتوفرة في مكتباتها من كتب وأسطوانات تسجيل وفيديو وحواسيب. وعلى الرغم من تميز برامج التأهيل المهني في المدرسة الأميركية من حيث التوجيه المهني والخيارات المهنية المتنوعة والتدريب بالتعاون مع مؤسسات المجتمع، إلا أن التجربة الإماراتية قطعت شوطاً في خدمات المتابعة للصم العاملين، من أجل دعم تكيفهم في بيئة العمل، وتذليل العقبات التي قد تواجه تواصلهم مع المحيط، من زملاء ورؤساء عمل، والاهتمام بتسويق منتجات طلبة التأهيل المهني عبر المعارض وغيرها، وهو ما يعتبر دعماً للنظرة المجتمعية الإيجابية نحو الصم وانخراطهم في الحياة العملية المستقبلية. تحفيز الصم أما من حيث الموارد البشرية، فهناك تكافؤ في كلا التجربتين من حيث سياسات التوظيف ووجود معايير واضحة لعملية توظيف العاملين مع الصم ومراعاة التطوير الوظيفي لهم، والإشراف المستمر عليهم، إضافة إلى أنظمة تحفيز الموارد البشرية. ويتم صرف بدل طبيعة عمل عن المهنة لمعلمات التربية الخاصة العاملات في مراكز تأهيل المعاقين التابعة للوزارة، إضافة إلى وجود العديد من الجوائز في الدولة والتي يمكن مشاركة العاملين فيها مثل جائزة الناموس، جائزة خليفة التربوية، جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة، الأمر الذي يعتبر محفزاً للكوادر العاملة مع المعاقين في الدولة. أما من حيث مدى توفر هذه التخصصات فنلاحظ وفرة الاختصاصات وتنوعها في المدرسة الأميركية للصم، بالمقارنة مع مراكز وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث يتوفر (المرشد المدرسي، أخصائي السمعيات، أخصائي التوظيف، مترجمي لغة الإشارة، أخصائيي الإرشاد أسري، المرشدين الكشفيين). توصيات مهمة وبناء على هذه النتائج، قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات للجهات العاملة مع الصم في الامارات، أهمها: زيادة أعداد الكوادر العاملة مع الصم من الناحية الكمية، ومن الناحية النوعية، وتكثيف البرامج التعليمية والتأهيلية المقدمة للصم في مراكز تأهيل المعاقين، مثل برامج الموهوبين، والمتأخرين دراسياً، وبرامج الأنشطة اللامنهجية والأنشطة الصيفية والمسائية. وتطالب الدراسة، بزيادة الخدمات المقدمة للمعاقين في الدولة، مثل خدمات ما بعد زراعة القوقعة والفحوصات السمعية وصيانة السماعات، إضافة إلى دعم وإشراك أولياء الأمور للمساهمة الفاعلة في العملية التعليمية. خطط مستقبلية كشفت وفاء بن سليمان، مدير إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بوزارة الشؤون الاجتماعية، انه بناء على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج، تحرص وزارة الشؤون الاجتماعية على تطوير الخدمات المقدمة للصم في مراكز تأهيل المعاقين وذلك من خلال خطتها الاستراتيجية 2014-2016، التي تركز بشكل أساسي على تأهيل الصم وتوفير البيئة المناسبة والداعمة من أجل دمجهم في التعليم العام. وأوضحت سليمان، أن هذا التطوير يتمثل في توظيف الكوادر العاملة المؤهلة وإدخال تخصصات جديدة من شأنها المشاركة ودعم عملية التأهيل، وإدخال أحدث العناصر التقنية في العملية التعليمية التي تدعم توفير التعليم للطلبة الصم بشكل مشوق ويعتمد على الإيضاحات البصرية وسهل الاستخدام. وأشارت إلى توفير البرامج لأولياء الأمور والتي من شأنها إشراكهم في العملية التعليمية، وقيامهم بدور فاعل في اتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بأبنائهم، وتيسير النفاذ لهم للحصول على المعلومات. وقالت سليمان، “من أجل وصول الصم إلى مراحل تعليمية متقدمة، سوف تتبع الوزارة مبدأ الدمج التعليمي من مراحل مبكرة لما له من أثر في تطوير القدرات اللغوية والتعليمية عند الطلبة”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©