أبوظبي تستقطب أكبر الفنادق العالمية

لم يستغرق الوقت سوى عامين فقط لتضع أبوظبي نفسها بقوة على خريطة السياحة العالمية وأن تصبح وجهه جاذبة ليس فقط لأكثر من مليون سائح، ولكن أيضاً للعديد من أشهر وأقوى السلاسل الفندقية العالمية مثل ستاروود وفورسيزون وماريوت وشانغريلا وغيرها الكثير من العلامات التي رصدت بشكل سريع التطورات السياحية التي شهدتها الإمارة في الآونة الأخيرة بإطلاقها العشرات من المشاريع النوعية في القطاع السياحي، الأمر الذي أشعل سباقاً من نوع خاص بين هذه السلاسل على الوجود السريع في تلك الوجهة السياحية الواعدة والاستفادة من مقومات النمو الضخمة التي تدعمها إرادة حكومية صلبة لجعل السياحة في مقدمة روافد الناتج الإجمالي للإمارة· ويؤكد مديرو العديد من السلاسل الفندقية العالمية أن ما شهدته صناعة السياحة في أبوظبي خلال الفترة الأخيرة فاق توقعات المراقبين، خاصة فيما يتعلق بإطلاق هيئة أبوظبي للسياحة والتي تقوم بجهود جبارة للترويج في كافة المحافل السياحية الدولية، وكذلك قيام الاتحاد للطيران التي نجحت أيضاً خلال فترة قصيرة من الزمن في أن تحلق عالياً في أجواء العديد من الوجهات العالمية منطلقة من مطار أبوظبي، الذي يشهد بدوره خطط تطوير وتوسعة ضخمة· وبالإضافة إلى ذلك، فهناك المشروعات السياحية الكبيرة التي أطلقتها الإمارة خلال العامين الماضيين باستثمارات تتجاوز 200 مليار درهم وفقاً لتقديرات غير رسمية مثل مشروع جزيرة السعديات وما يتضمنه من معالم سياحية ثقافية وترفيهية غير مسبوقة في المنطقة مثل متحف اللوفر، ومشروع جزر الصحراء ومجمع المعارض بتوسعاته الجديدة التي ستجعل من العاصمة مركزاً عالمياً لصناعة المعارض والمؤتمرات الضخمة، بالإضافة إلى مشروع تطوير منطقة النادي السياحي في أبوظبي وتحويلها إلى وجهة مائية ترفيهية يطلق عليها اسم الرصيف البحري أو ''ذا كواي'' والتي ستشتمل على فندق من فئة النجوم الخمسة يضم 620 غرفة، و400 شقة فندقية فاخرة، ومساحات للمكاتب في برجين يضم كل منهما 20 طابقاً، إضافة إلى مرسى للقوارب يضم 60 مرفأ· وكشف عدد واسع من مسؤولي سلاسل فندقية شهيرة عن وجود مفاوضات جدية مع المستثمرين في أبوظبي لإدارة وتشغيل عدد واسع من الفنادق الجديدة التي ستدخل السوق خلال السنوات العشر المقبلة، مشيرين إلى أن زيادة الطلب السياحي على أبوظبي ونقص المعروض من الطاقة الاستيعابية الفندقية حفز الكثير منهم لاستغلال تلك الفرصة دونما تأخير· ويشير الخبراء إلى أن الاستثمار في القطاع السياحي في الإمارة شهد دفعة قوية مؤخراً مع حلول أبوظبي بين أكثر 10 وجهات عالمية تحقيقاً لعوائد من الغرف الفندقية المتاحة، مؤكدين في الوقت ذاته أن التقديرات تشير إلى أن الإمارة تستعد لإضافة ما بين 70-80 فندقاً جديداً توفر سعة تبلغ 17 ألف غرفة فندقية جديدة بحلول العام ،2015 وأن ذلك يأتي في إطار خطتها لتطوير القطاع السياحي في أبوظبي ومواكبة الزيادات المطردة في أعداد السياح والطلب على خدمات الفنادق· الوقت المناسب يؤكد إد فولر، الرئيس والعضو المنتدب في مجموعة فنادق ماريوت، أن المجموعة التي وقعت مؤخراً عقد إدارة وتشغيل أول فندق لها في العاصمة، كانت ترصد التطورات السياحية في أبوظبي منذ سنوات، إلى أن جاء الوقت المناسب لاتخاذ القرار بالوجود في هذا السوق الواعد بما يملك من مقومات واعدة وسعياً منها لانتهاز الفرص الحالية والمستقبلية· واستبعد فولر ان تكون مجموعته تأخرت في دخول القطاع الفندقي في أبوظبي بتأكيده على تغير ديناميكية الأسواق السياحية بين فترة وأخري، معتبراً أن ما شهدته أبوظبي من تطورات سياحية وإطلاقها العديد من المشروعات الضخمة التي تخدم هذه الصناعة حفزت الفنادق على الوجود المباشر· وتوقع أن يشهد القطاع السياحي في أبوظبي نمواً كبيراً خلال السنوات العشر المقبلة، مؤكداً أن مجموعته ستساهم بدعم النمو بتقديم مزيد من الفنادق الفاخرة والمريحة المعتدلة والموجهة للعملاء الذين يختارون الإقامة في الفنادق لفترات طويلة· وأوضح فولر دخول ماريوت انترناشيونال سوق أبوظبي عبر الاتفاقية التي وقعت مؤخراً مع شركة أبوظبي الوطنية للفنادق لإدارة أول فندق ومنتجع جي دبليو ماريوت في الإمارة والذي يتوقع أن يبدأ بتقديم خدماته خلال الربع الأول من العام ،2009 سوف يكون البداية لمزيد من الفنادق في الإمارة والتي ستحمل اسم علامة ماريوت العالمية· وأكد فولر ثقته في أن المنتجع الجديد سيكون معلماً بارزاً من معالم عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة وسيساهم في استقطاب الزوار من المنطقة والعالم بفضل ما يتمتع به من واجهة مائية متميزة وتجهيزه بأحدث المرافق والخدمات، فضلاً عن ما يقدمه من أجواء خاصة وفريدة· وأضاف: ''بفضل موقعه الفريد بالقرب من الساحل، وتصميمه الذي يمثل مدينة البندقية في ايطاليا من خلال القنوات والتصميم المائي الرائع، بالإضافة إلى مرافق الأعمال المتنوعة والمتعددة، سيكون المنتجع الجديد الخيار الأول لعشاق قضاء الإجازات بشكل متميز وكذلك المسافرين من رجال الأعمال· حياة انترناشونال كشف تيري بيرتين، المدير الإقليمي للتسويق في منطقة الشرق الأوسط، لدى مجموعة فنادق ومنتجعات حياة انترناشونال عن دخول سلسلة حياة سوق أبوظبي عبر توقيعها مشروع تشغيل وإدارة فندق جراند حياة أبوظبي مع جهة استثمارية رفض الإعلان عنها، لافتاً إلى أن الفندق الذي سيقع في منطقة النادي السياحي، سيضم 620 غرفة وجناحاً ويتوقع أن يبدأ التشغيل في عام ·2009 وقال بيرتين: ان هناك مباحثات أخري مع جهات استثمارية مختلفة في ابوظبي لمناقشة بعض المشاريع الاخري تمهيداً للإعلان عن توقيعها خلال الفترة المقبلة· وأكد أن المقومات السياحية في إمارة ابوظبي غلى الرغم من قوتها عبر التاريخ باعتبارها عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنها باتت تختلف كثيراً عن السابق نظراً للتطورات الضخمة التى شهدتها في الآونة الأخيرة وتركيز الحكومة في الوقت الراهن على دعم وتنمية صناعة السياحة بكل منتجاتها وخاصة فيما يتعلق بسياحة النخبة والمؤتمرات التي تتطلب فئات خاصة من الفنادق الفخمة· وقال بيربين: إن مجموعة حياة انترناشونال التي تشغل حالياً 8 فنادق في منطقة الشرق الأوسط تتطلع لإضافة 4 فنادق جديدة بحلول عام 2009 أحدها في أبوظبي، مستبعداً أن تتأثر نسب الإشغال العالية التي تشهدها فنادق دولة الإمارات حاليا بدخول عدد كبير من الفنادق خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك نظراً لكفاءة السياسات الترويجية من جهة وتزايد شركات الطيران في الدولة والتي تلعب دوراً حيوياً في دعم نمو صناعة السياحة· علامات جديدة يعتبر أحمد عبدالباقي مدير التسويق في مجموعة ستاروود للفنادق ان مجموعته كانت من أوائل السلاسل الفندقية العالمية وجوداً في العاصمة من خلال فندقين لعلامة شيراتون وآخرين لعلامة مريديان، كاشفاً عن اعتزام المجموعة إدخال علامات جديدة تابعة لها الى سوق ابوظبي حيث يجرى التفاوض حاليا مع عدد من المستثمرين لتشغيل علامات مثل فوربوينتس ودبليو وغيرها، وذلك لتلبية احتياجات العملاء بمختلف شرائحهم· واوضح عبد الباقي ان مجموعة ستاروود تضع ابوظبي في بؤرة الاهتمام، نظرا للتغيرات الكبيرة التي شهدتها مؤخرا خاصة مع تأسيس هيئة ابوظبي للسياحة وإطلاق شركة الاتحاد للطيران، معتبرا أنها من أهم العوامل التى غيرت النظرة السياحية للإمارة حيث تساهم الاتحاد للطيران من خلال توسيع شبكة وجهاتها في نقل أعداد كبيرة من السياح، بالتوازي مع جهود هيئة ابوظبي السياحية الترويجية التي تنشط بفاعلية في مختلف المحافل السياحية الدولية، ما ساعد على وضع ابوظبي في خريطة السياحة العالمية بقوة وفي فترة زمنية قصيرة· ولفت عبد الباقي الى ان تنوع المنتج السياحي بين إمارات الدولة يشكل القاعدة الأساسية للنمو السياحي،حيث لا يوجد تنافس على نفس المنتج بين إمارة وأخرى فنزيل فنادقنا في ابوظبي يختلف عن العميل القادم إلى دبي على سبل المثال خاصة في مجال المؤتمرات والمعارض· وكشف عن خطة المجموعة الفندقية لمضاعفة أعمالها في المنطقة ليرتفع عدد الفنادق الى أكثر من 100 فندق مقابل 50 حالياً، ولتتجاوز عدد الغرف 20 ألف غرفة مقابل 10600 حالياً، وسيتضاعف الرقم في الإمارات في غضون ثلاث الى خمس سنوات، لافتا إلى أن ستاروود تدير حالياً 21 فندقاً في الإمارات منها 16 في دبي، وأربعة في أبوظبي، وتدير ستاروود فنادق تحت تسع علامات تجارية· ويدور معدل إشغال فنادق المجموعة في المنطقة حول 67 في المئة وفي الإمارات فاق 88 في المئة، كما تدخل ستاروود مدناً جديدة لأول مرة في السنوات المقبلة·