الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تدخلات زنجا تحسم «الكلاسيكو» لمصلحة الجزيرة بشعار «المجازفة المحسوبة»

تدخلات زنجا تحسم «الكلاسيكو» لمصلحة الجزيرة بشعار «المجازفة المحسوبة»
29 ديسمبر 2013 23:15
ظهرت بصمات الإيطالي والتر زنجا مدرب الجزيرة على المستوى البدني في أداء فريقه، وكذلك على المستوى الفني والخططي، وكانت مباراة العين هي الثالثة التي يظهر خلالها ذلك في أداء «الفورمولا» من حيث التنظيم والتوازن الدفاعي والاندفاع الهجومي، خاصة مع إجادة توظيف المغربي عبدالعزيز برادة باللعب متحرراً في الواجبات الهجومية والانتقال من اليمين إلى اليسار إلى خلف رأس الحربة. ونجحت تدخلات المدرب الإيطالي في «الكلاسيكو»، وكانت على درجة عالية من الاحترافية والشجاعة في المجازفة المحسوبة، وذلك بعد أن أراد حسم اللقاء في ظل التعادل 1/1، فكان الدفع بالمهاجم العائد من الإصابة علي مبخوت، لتتحول الطريقة إلى 4 - 4 - 2 مع عودة برادة إلى الارتكاز بدور هجومي للانطلاق إلى الأمام، ثم مشاركة عبدالله قاسم بدلاً من أحمد ربيع للاستفادة به في الجهة اليمنى وسرعة الانطلاق التي سجل عن طريقها هدف الحسم. ونجح زنجا في توظيف اللاعبين بشكل رائع، مع منح كل لاعب دوره الحقيقي وأهميته، وإيجاد الدوافع النفسية وزيادة ثقته بنفسه، وهو ما جعل اللاعبين يؤدون الواجبات الدفاعية والهجومية في وقتٍ واحدٍ بشكلٍ مميزٍ، وتسبب في حدوث التوازن رغم وجود العديد من العناصر الهجومية في التشكيلة مثل أوليفيرا وفالديز وبرادة وعبدالله قاسم ومن قبلهم أحمد ربيع، والتوازن لم يكن في الأسماء والمراكز، لكنه تمثل في طريقة الأداء. واستطاع فريق الجزيرة في هذه المباراة تأكيد شخصيته التي ظهرت من قبل في لقاء بني ياس، وخطف الفوز دون الرضا بالتعادل، وهو ما يستحق الإشادة مثلما كان أداء الفريق في وقت سابق يستحق الانتقاد، خاصة أن المدرب قام بتغيير مراكز بعض اللاعبين مثل وضع تشين في مركز المدافع الأيسر وبرادة في الارتكاز، مع تحفز البدلاء وجاهزيتهم للمشاركة في أي وقت، وهي روح جديدة لم تكن موجودة من قبل. أداء متواضع في المقابل، استمر أداء العين سلبياً في الناحية الدفاعية، فلا يمكن أن يكون الفريق هو عمر عبدالرحمن وجيان وحدهما، إلى جانب سلبية الاستحواذ وإنهاء الهجمات، خاصة مع هبوط مستوى عدد من النجوم، حيث يفتقر الفريق للقدرة على الاختراق من العمق، أو تطوير الهجمة بعدد وافر من اللاعبين، وذلك رغم الجهد الكبير الذي يبذله جيان ليفعل المستحيل، لكنه لا يجد المساندة. ولا يمكن لأحد أن يلحظ تأثير تدخلات الإسباني كيكي مدرب العين، أو تغييراً في أداء الفريق على يديه، حيث تستمر الأخطاء الدفاعية، ويفتقر الفريق للأداء الجماعي الذي كان يميزه، وهو ما أفقد «الزعيم» شخصيته المعروفة في هذه المباراة وبعض المباريات الأخرى السابقة، وإن ظل نجاح الثنائي عموري وجيان، وهو ما ظهر في الهدف الذي تم تسجيله بتمريرة عمر عبدالرحمن إلى جيان الذي يصر على التسجيل برشاقة وقوة، لكن ذلك ليس كافياً. أصبحنا نجد أن العين لا يسجل إلا عندما يخطئ دفاع الفريق المنافس، وقد سجل أمام الجزيرة بعد خروج علي خصيف حارس الجزيرة للكرة بشكل خاطئ مع المدافع علي العامري، وهو أمر لا يجوز مع فريق كبير بحجم العين، والفريق في حاجة ماسة لاستنفار قدراته مجدداً، وهي مسؤولية المدرب النفسية قبل الفنية، لإخراج البنفسج من حالة الإحباط التي قد يشعر بها للتحضير للمباريات التالية. تبديلات غريبة كانت تبديلات كيكي أكثر غرابة، وهو أمر يشير إلى أنه لا يؤمن بقدرات بعض اللاعبين وإمكانية اللعب على الفوز، ولا يمكن تفسير مشاركة المدافع فارس جمعة بدلاً من دياكيه واللعب بخمسة مدافعين في ظل السعي لتعديل النتيجة إلى الأفضل وتحقيق الفوز، وهو ما مثل رسالة إحباط إلى لاعبي العين، ورسالة تحفيز للجزيرة لزيادة النزعة الهجومية؛ لأن التبديل أكد الخوف الشديد من قوة الفريق المنافس. ومن الناحية «التكتيكية»، لم يكن لاعبو الدفاع في الحالة التي تسمح لهم بمواجهة هجوم «الفورمولا»، حيث وقف اللاعبون الخمسة على خط واحد، وهو ما جعل مهمة ضرب الدفاع سهلة في الهدف الثاني بتمريرة برادة إلى عبدالله قاسم، وكان من الممكن تفادي ذلك عند مشاركة فارس جمعة واللعب بطريقة 5-3-2 بوجود «الليبرو» خلف المدافعين الأربعة، وهو ما لم يحدث، ليصبح التبديل أكثر ضرراً على طريقة أداء الفريق فنياً ومعنوياً. ورغم الغيابات لعب فريق الجزيرة المباراة بنفس الرسم الخططي الذي يلعب به دائماً، مع توظيف بعض اللاعبين في غير أماكنهم بالدفاع والهجوم، وإجراء التغييرات والتبديلات بعد التأخر بهدف، وهو أمر يحسب لقدرة المدرب على الاستفادة من كل الأوراق المتاحة وتوظيفها بشكل جيد، وكان العين على النقيض، رغم أنه كان الأفضل في الشوط الأول وتقدم رغم وجود بعض الغيابات أيضاً. وتسببت الغيابات في تعديل بعض المراكز، حيث لعب أحمد الشامسي بجوار هلال سعيد في الارتكاز، ولعب باستوس مدافعاً أيسر، وزاد الأمر صعوبة بعد إصابة هلال ومشاركة محمد سالم، ولم يتمكن الفريق من خلق العدد الكبير من الفرص، وجاء المدرب لينهي الأمر بالتبديل السلبي، الذي منح الأفضلية والتفوق النفسي والفني للمنافس ليحول التأخر بهدف إلى فوز بهدفين.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©