الجيش الأميركي: "حزب الله" وسيط بين طهران وميلشيات عراقية

دخلت الاتهامات الأميركية لإيران بالتدخل في شؤون العراق منعطفاً جديداً أمس، يإعلان الجيش الأميركي اعتقال القيادي ب''حزب الله'' اللبناني علي موسى دقدوق بتهمة تدريب مليشيات شيعية في بغداد، كما اتهمت القوات الأميركية مسؤولين إيرانيين بالتورط مع ''فيلق القدس'' التابع للحرس الثوري في هجوم ضد القوات الأميركية بكربلاء· وأعتقل القيادي من ''حزب الله'' علي موسى دقدوق الخبير في صناعة المتفجرات في مارس حيث كان يقوم بتدريب مليشيات الشيعية على مواجهة قوات التحالف· وقالت مصادر تابعة لقناة ''سي·إن· إن'' الأميركية إن هوية دقدوق لم تكن تكشف إلا بعد مرور عدة أسابيع حيث تظاهر بأنه أخرس واصم ساعة اعتقاله· وفي مؤتمر صحفي ببغداد، أعلن المتحدث باسم القوات الأميركية الجنرال كيفين بيرجنر ''أن دقدوق والملقب بحميد محمد جبور اللامي جاء إلى العراق بمساعدة وتغطية من فيلق القدس''· وأوضح ''أن قيادة (حزب الله) اللبناني أرسلت في عام 2005 دقدوق إلى إيران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين''· وجاء اعتقال دقدوق مصادفة أثناء حملة عسكرية هدفت إلى اعتقال قيادي شيعي آخر يشتبة في تورطه بهجوم ضد القوى الأميركية بكربلاء في العشرين من يناير· وأوضح مسؤولون أميركيون أن الهجوم الذي هدف إلى أسر جنود أميركيين ومبادلتهم بخمسة إيرانيين يعتقلهم الجيش الأميركي منذ العاشر من يناير· وأكدت قناة ''سي·إن·إن'' أن دقدوق اعترف بأنه كان يتعاون مع عناصر القوات الخاصة الإيرانية في تدريب وقيادة الميليشيات الشيعية المناهضة للولايات المتحدة· وأضاف بيرجر ''عندما ألقينا القبض على دقدوق كانت بحوزته وثائق تثبت تورطه في عملية مهاجمة مركز التنسيق المشترك في مدينة كربلاء'' مبيناً أنه بالإضافة إلى دقدوق جرى اعتقال مجموعة أخرى من أبرزها أبو ياسر وأبو مصطفى الشيباني وأبوزكي وأبو زهراء وأبو موسى وأزهاء الدليمي وقيس الخزعلي وشقيقة ليث الخزعلي وهما أبرز المتعاونين ومتربطان بصورة مباشرة مع قوات (قيلق القدس)''· وقال بيرجنر ''إن الناشطين المعتقلين والمتهمين بالتخطيط لهجوم استهدف الجيش الأميركي بكربلاء في يناير الماضي أكدوا أن كبار قادة ''فيلق القدس'' دعموا العملية''· وأوضح أن ''حزب الله'' و''فيلق القدس'' يديران معسكرات تدريب قرب طهران· وقال أن دقدوق تلقى تعليمات من فيلق القدس بنقل عراقيين من وإلى بلدهم وكتابة تقارير حول تدريباتهم والعمليات التي تقوم بها مجموعات عراقية خاصة· وأشار إلى أن كل فئة من الفئات العراقية تضم بين 20 و60 عراقياً في كل دفعة· وأوضح بيرجنر أنهم يتلقون تدريبات على كيفية استخدام المتفجرات الخارقة للدروع والهاون والصواريخ والمعلومات الاستخبارية وعمليات الخطف· وأضاف توضح استخباراتنا أن قيادات كبيرة في إيران على دارية بهذا النشاط، كما نعتقد أن زعماء عراقيين بارزين أعربوا عن قلقهم للحكومة الإيرانية تجاه هذه الأنشطة''· ويعد اتهام واشنطن هذا من أكثر الاتهامات مباشرة لطهران التي اتهمتها أميركا مراراً وتكراراً بتأجيج العنف في العراق من خلال تدريبها لبعض الميليشيات العراقية الشيعية المتطرفة والتي كانت تنفيه إيران دوماً· وكان وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار قد رفض في وقت سابق اتهامات أميركا ووصفها بأنها محض أكاذيب· ورفض كل من الجيش الأميركي والحكومة العراقية التعقيب على اعتقال دقدوق· وكان أحد المسؤولين في الاستخبارات الأميركية صرح أوخر نوفمبر الماضي أن ''حزب الله'' القريب من دمشق وطهران يدرب مليشيات عراقية بينهم مقاتلون في ''جيش المهدي'' التابع لمقتدى الصدر مؤكداً ما نشرتة صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأميركية التي تفيد بتوجه مقاتلين من ''حزب الله'' إلى العراق للقيام بذلك، والتي نفها ''حزب الله'' كما نفى ممثل ''جيش المهدي'' تلقي أي مساعدات عسكرية من حزب الله واعترف بمشاركة الحركة في بعض مبادئها·