يعد نجاح تكاثر طائر «الفنتير» أو النحام في حديقة العين للحيوانات، مؤشراً على مدى ملاءمة البيئة المتوافرة لطائر النحام كموئل، حيث تعمل الإدارة على توفير الغذاء مثل الروبيان وهو الغذاء الأساسي المناسب له، كما تعمل على أن تكون مساهمة في تحسين أماكن معيشته في الحديقة، مما يوفر بيئة مناسبة لتكاثره، ويمتد نطاق انتشار طائر النحام أو «الفنتير»، من غرب حوض البحر الأبيض المتوسط إلى سريلانكا في الشمال، وحتى جنوب أفريقيا في الجنوب، وربما يشاهد هذا الطائر في أماكن مختلفة في الإمارات، مثل المحميات والأراضي الرطبة، وهو يزور دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل منتظم.
بالقرب من البحيرات
مياس القرقاز، مدير تجميع الحيوانات في حديقة الحيوانات بالعين، يقول: يمكن رؤية طائر النحام طوال العام في بحيرات المياه العذبة والمالحة للأراضي الرطبة، حتى أنه يوجد بالقرب من الأماكن السكنية والعامة، ومنها الطرق السريعة والضواحي والمناطق الصناعية والأحواض الملحية، وأيضاً بجوار برك الصرف الصحي، وبالنسبة لوجود الطائر في الحديقة، فإن المتابعة له سجلت أن معدل أكبر طيور النحام في المتوسط يبلغ ما بين 110 و150 سم، وهو يزن من كيلوجرامين إلى أربعة كيلوجرامات، والذكور ربما يصل وزن الواحد منها إلى أربعة كيلوجرامات ونصف الكيلوجرام. ومثله مثل بقية الطيور يضع بيضه الأبيض الطباشيري على كومة من الطين، ويميل لون ريشه في الغالب من اللون الأبيض إلى الزهري، وربما يصل إلى درجة من الاحمرار ولكن بداياته تكون سوداء اللون، واللون الزهري يأتي من أصباغ الكاروتين التي يحصل عليها من خلال الكائنات الحية التي يتغذى عليها، وقد بلغ عدد طيور النحام في حديقة الحيوانات بالعين 29 طائراً، وكل الطيور من النحام تحصل على تغذية متوازنة، وتتضمن نوعية طعام خاصة لها، كما أنها تحصل على الروبيان من خلال بركة المياه الخاصة.
تحت جنح الظلام
ويضيف مياس القرقاز: في حال تعرض طائر النحام لظروف تضطره إلى المغادرة، فإنه يغادر في الغالب تحت جنح الظلام، ويمكنه أن يطير بسرعة تصل إلى 60 كيلومتراً في الساعة. وتعود هذه الطيور إلى موطنها الأصلي ولكن في حال وجدت البيئة المناسبة مثل توافر الطقس الملائم، ومستويات محددة من المياه في المستعمرات أو المستوطنات، فإنها تبقى وتستعمر المكان، وفي حال وجد أن الماء أصبح عميقا فإنه يسبح على السطح ولا يمكنه الغوص، وهو يدس منقاره في الطين من أجل استخلاص الطعام، وعندما لا يجد الروبيان الأحمر فإنه يبحث عن الطحالب الحمراء والخضراء المائلة إلى اللون الأزرق، ويقوم بتناول الرخويات واليرقات في طور النمو، ويأتي بعد ذلك دور الأسماك الصغيرة.
مهدد بالانقراض
ويشير القرقاز: إلى أن من أهم التحديات التي تواجهه، عدم توافر المناخ والبيئة الملائمة لتكاثره، خاصة أنه من الطيور التي أعلن أنها مهددة بالانقراض، ولكنها تجد لها بيئة ملائمة في الإمارات، من حيث الحماية والطقس في بعض المواسم، وهناك محاولات عديدة في مختلف أرجاء العالم لحمايته وإكثاره، كما أن له أعداء يتغذون على بيض النحام مثل الطيور الجارحة، بالإضافة إلى تحديات أخرى ومنها القضاء على البيئات التي توفر له المكان الملائم للعيش عندما تقام المشاريع العمرانية، وتعد الأراضي الرطبة من أكثر الأماكن الملائمة له، ويجد طائر النحام محبين له يأتون للحديقة للتوقف كثيراً قرب البرك التي أعدت له، للتمتع بشكله الأنيق الجميل، وبألوانه الزاهية التي تجتذب الزوار.
عدد اليوم
