الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحاور الأوحد

2 يوليو 2007 02:38
دائماً ما أسأل نفسي، هل الهدف من وراء أي حوار صحفي أو تليفزيوني مجرد طرح تساؤلات مهمة، وشاملة، ومتنوعة، ومحرجة أحياناً على ضيف الحوار، أم القدرة على التوصل، وإخراج، واستنباط مجموعة من المعلومات أو الحقائق، وإن كانت معلومة أو حقيقة واحدة؟ لعلني أدرك ، وأتمنى ألا أكون مخطئاً، أن قيمة الحوار الصحفي ''المهني'' ليس مجرد إجراء الحوار مع أي شخص مهما كانت أهميته، ومهما كان موقعه، وإنما في النتائج التي يمكن أن تفيد القارئ أو المشاهد، وتقدم له ما هو جديد· عذراً·· اضطررت لهذا التقديم الذي خيمت خطوطه على تفكيري، مما دفعني أن أمسك بقلم وورقة لأحصي سيل التساؤلات المكتوبة والمعدة سلفاً ''للمحاور الأوحد''- كما يحلو له أن ينعت نفسه - مفيد فوزي، وهو يستجوب اللواء أحمد سمك مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في مصر، حول ظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات والاتجار فيها ومكافحتها، واستطعت - رغم ما سقط مني - حصر 87 سؤالاً ''فقط'' أمطر بها الضيف خلال 25 دقيقة، تخللتها فواصل قصيرة من لقطات أرشيفية لبعض الأفلام التي تناولت إدمان المخدرات· بعملية حسابية بسيطة، إذ اعتبرنا ''المحاور الهمام''- الذي سبق وقال: ''أنا فقط من يسأل'' - قد سأل ثمانين سؤالاً في مدة 20 دقيقة، يكون المعدل 4 أسئلة كل دقيقة، وكل سؤال من الأسئلة التي طرحها يحتاج على الأقل إلى 15 دقيقة حتى يتمكن الضيف من تقديم معلومة تفيد المشاهد· لنا أن نتخيل تساؤلات حول ظاهرة الإدمان، وطرق ووسائل العلاج، والمكافحة، والأمن الاجتماعي، واستعراض دراسات، واحصاءات، ومعالجات درامية، وقوانين، ومسؤولية الأسرة والمجتمع، وسلوكيات المراهقين والشباب، والمخدرات على الشبكة الالكترونية، وعشرات من التساؤلات المحورية المهمة التي يحتاج كل سؤال منها محاضرة أو برنامجاً كاملاً حتى يستطيع المشاهد الخروج منها بفائدة، وإلا فإن طرح قضايا غامضة من شأنه أن يسبب نتائج سلبية عكسية عديدة ولعل ''صديقنا'' المحاور يدرك أن إثارة المزيد من الغموض يؤدي إلى المزيد من الحيرة والاضطراب والتشكك و''التوهان''، فالمحاور الناجح لا يقاس بعدد الأسئلة التي يحاصر بها ضيفه، وكان الأجدر''بالمحاور'' أن يختصر العشرات منها حتى يفسح للضيف توضيح ما يهم المشاهد أن يعرفه في تلك الدقائق المعدودة، بدلاً من السؤال عن أسعار المخدرات في إسرائيل، أو الاستعراض بقراءات غير مفهومة للعامة عن أرسطو·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©