السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عبدالله المزروعي يتخطى الصعاب وينقل نكهات إماراتية إلى العالمية

عبدالله المزروعي يتخطى الصعاب وينقل نكهات إماراتية إلى العالمية
9 يناير 2016 21:08
ريم البريكي (أبوظبي) عبدالله المزروعي، شاب إماراتي حوّل حلمه بابتكار صناعات غذائية إماراتية إلى حقيقة، بعد أن بات مصنع دانات، ينتج الآن 26 منتجاً تتضمن نكهات وخلطات حصرية وخاصة، توزع محلياً وعالمياً، ويستقطب عروضاً لفتح أفرع في دول مجاورة، متجاوزاً كل الصعاب التي اعترضت طريقه منذ تدشين المصنع في 2007. ويوضح المزروعي أن والدته كانت الملهم الرئيس لحلمه، واستطاع الاستفادة من خبرتها الطويلة في هذا المجال، في تعلم الوصفات بكل احترافية، مبيناً أن والدته التي تمتلك كتباً عدة في مجال الطبخ، أسهمت في نجاح مشروعه من خلال دعمها وتحفيزها له لتقديم الأفضل من خلال ما ينتجه ويعرضه كمنتج يحمل بصمة وطنية من خلال مأكولات محلية الطابع. وبين المزروعي أنه وجد العديد من الانتقادات من أصدقائه حول اختياره لهذا النوع من المشاريع، مضيفاً أنهم نصحوه بتحويل فكرة مشروعه من الغذاء إلى أي مشروع آخر، بيد أنه أصرّ وتمسك بفكرته وقناعته بنجاح مشروعه بعد دراسة لمتطلبات السوق المحلي. وأوضح أنه وأصدقاءه طرحوا سؤالاً على خبير حول أهم المشاريع التجارية وأنجحها على الإطلاق، فأكد أن مشاريع الأطعمة تعد من أفضل المشاريع وأكثرها ربحاً ونجاحاً على المستوى العالمي، وذلك لحاجة المستهلك في أي بقعة من الأرض للطعام، مشيراً إلى أن إيمانه وتمسكه بفكرته وعدم تأثره بأفكار الآخرين، أسهمت في نجاح مشروعه، حيث تندثر الكثير من المشاريع الناجحة بمجرد تبني صاحبها لآراء الآخرين وتقديراتهم، داعياً المواطنين المقبلين على المشاريع التجارية إلى التمسك بمشاريعهم ودراستها وفق متطلبات السوق، وترك الآراء السلبية حول إمكانية فشل مشاريعهم. وتأتي بداية المزروعي من خلال المنزل باعتماده على خلط مقادير الوجبات البسيطة بمساعدة والدته التي قدمت له أنواع الدعم كافة، فأتت أولى تلك الخطوات بخلط البهارات التي حملت حصرية خلط المكونات، وتوجه لجمعية أبوظبي التعاونية عارضاً على إدارة الجمعية عرض منتجاته بأرفف الجمعية، فتم الاتفاق بينه والجمعية، وعرض إلى جانب البهارات التي يتم تصنيعها منزلياً، خلطات خاصة بوالدته التي تمتلك خبرة طويلة في أعداد الأعشاب الطبية والوصفات الموروثة من الجدات فيما يختص بفترة نفاس المرأة خلال فترة الأربعين بعد الولادة، وتسمى «خلطة النفيساء»، والخلطة الثانية عرفت باسم «بهار الصبغة» وهي مصنعة من مواد وأعشاب طبيعية لم يدخل في تكوينها أي مواد كيميائية ضارة بالصحة، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انتشاراً واسعاً للأمراض الناتجة عن المواد الكيميائية المضافة لأي منتج مصنع. ومن خلال الإقبال على المنتجات التي تم طرحها بالسوق، وجد المزروعي أن المستهلك المحلي يبحث عن السلع المنتجة محلياً، ويثق بها، مشيراً إلى أن الصناعات الغذائية الإماراتية تجد كل قبول من قبل المستهلكين، وهذا الدعم يمكن المنتج المحلي من الانتشار، ومضاعفة وجوده بالسوق المحلي. وكشف المزروعي عن أنه يقوم بنفسه بالعمليات التسويقية والترويجية كافة لجميع المنتجات التي يقوم بإعدادها، مروراً بتوصيل المنتجات للجهات المعنية بتسويقه. وأوضح المزروعي أنه يسوق منتجه داخل الإمارات من خلال عدد من الجمعيات التعاونية، بالإضافة إلى توزيع المنتج في إيطاليا، ويملك خطه مستقبلية لزيادة نسبة وجود منتجات مصنعه بالسوق المحلي والعالمي بنسبة 80%. وأفاد بأن سراً من أسرار نجاح مشروعه يتمثل في دقة اختياراته لتفاصيل المنتج والتزامه الشروط والمعايير العالمية لسلامة المنتج وجودته، بداية من مكونات المنتج المصنع، ونهاية بالعلبة التي تحتوي المنتج، موضحاً أن العلب تم استيرادها من فرنسا، وتتوافق مع نظام pet الفرنسي لمطابقة المنتجات للشروط والمواصفات الفرنسية، وهو مقياس عالمي معتمد لمدى توافق علب البلاستيك ومطابقتها للمواصفات الغذائية، وصالحة لتخزين الأطعمة. وتمثلت الصعوبات التي واجهت عبدالله المزروعي في الرسوم المبالغة التي تطلبها بعض الجهات التي تقوم بعرض منتجاته على أرففها، بدفع مبلغ 2000 درهم رسم تأجير للرف المخصص لعرض منتجاته، بالإضافة إلى أخذ نسبة 20% من نسبة عمليات بيع المنتج، وقال «كانت هذه المعضلة في بدايات مشروعي، وتضاعفت بعد مضاعفتي لإنتاجي ووجودي بالسوق بمطالبة إحدى الجمعيات دفع مبلغ 93 ألف درهم لعرض منتجاته بأرففها»، مشيراً إلى أنه يفترض من منافذ البيع أن تقدم دعماً ومساندة للمنتج المحلي، ودعمه عبر طلب رسوم مالية رمزية لعرض المنتجات المحلية بالأرفف، حيث إن المنتج المحلي نادر، ويحتاج للدعم حتى يستمر، ويتضاعف إنتاجه. وبين المزروعي أن أحد أهم الخطوات التي قام بها هو طلب المساعدة من صندوق خليفة لتطوير مشاريع الشباب، بعد مواجهته للصعوبات، موضحاً أنه وجد دعماً كاملاً من الصندوق، وتمكن من خلال اتفاقية شراكة بين الصندوق ومركز اللولو التسويقي من عرض منتجاته بالمركز، شاكراً المسؤولين بمركز اللولو على الدعم الكبير الذي لمسه من قبلهم، وسعيهم لدعم مشاريع المنتجين الإماراتيين، حيث تم إعفاؤه من دفع رسوم أرفف بالمركز خلال عامين، وهو دعم لم يجد مثيله في الجمعيات المحلية التي يفترض بها تقديم دعم للمواطنين. وأشار إلى أن هناك تهماً توجه للتجار وأصحاب المشاريع برفع أسعار سلعهم، وهو اتهام مجحف بحق التجار، حيث لا بد أن يعلم المستهلك ما هي الدوافع التي جعلت التاجر يرفع سعر منتجه، ومن تلك العراقيل المبالغ المالية المطلوبة على تسجيل المنتج، والرسوم المطلوبة على عرضه، والنسبة المالية التي تطلبها الجهات العارضة من أرباح المنتج، بالإضافة إلى غلاء الإعلانات الترويجية التي تتجاوز 120 ألف درهم كسعر للإعلان، مبيناً أن تلك الضغوط دفعت بالعديد من الشباب المواطن لإغلاق مشروعه خوفاً من تضاعف الالتزامات المالية المطلوبة لاستمرار مشاريعهم، إلي جانب الإجراءات الرسمية للرخص التجارية ومتطلباتها المالية التي لا تنتهي. وتكمن المشكلة الثانية في غياب الرقابة على بعض المصانع التي تفقتر إلى ابسط قواعد السلامة والصحة لتصنيع المنتج الغذائي، مبينا وجود مصانع عاملة في هذا القطاع وتتغافل عن تطبيق مواصفة أهمية توافر عامل السلامة والصحة للمنتج. وتكمن المشكلة الثالثة كما يرى المزروعي في تعدد الجهات المعنية بموضوع الترخيص ومتابعة النشاط التجاري، حيث تتعدد طلبات تلك الجهات، وتتضارب بعض الإجراءات المعلنة بين جهة وأخرى، حيث يتضح من الإجراءات تلك عدم وجود تنسيق بين الجهات المعنية في كل إمارة، وهذا يعد حاجزاً أمام نجاح المشاريع المحلية. وعن وصول منتجه للأسواق الإيطالية، قال المزروعي إنه وخلال زيارة له لأصدقاء له بإيطاليا، قام بإعداد وجبة محلية، وقد نالت إعجاب أصدقائه الإيطاليين، ومعروف عن الشعب الإيطالي ذائقته المميزة للطعام، حيث شدهم إدخال نكهة الزعفران للأطعمة، وطلبوا منه عرض منتجاته بإيطاليا، ووجدت المنتجات التي قام بعرضها إقبالاً في إيطاليا، وتحديداً من قبل الأمهات، لما تحتويه الوجبات من فوائد صحية لأطفالهن، بالإضافة إلى سهولة إعدادها. وأضاف أن أصحاب محال إيطالية عرضوا منتجاته بمحالهم، وطالبوه بأن ينتج منتجاً خاصاً يخلط بين الثقافة العربية والإيطالية عبر ابتكار بيتزا بنكهة عربية، وذلك لعشق الإيطاليين للبيتزا، مضيفاً أنه يدرس حالياً تنفيذ الفكرة وطرح بيتزا بنكهة عربية يختص بإنتاجها مصنعه. كما وجد عروضاً من جانب تجار سعوديين وقطريين لافتتاح أفرع لمصنعه داخل الدولتين، وعرض منتجات المصنعة من قبله بالسوقين السعودي والقطري، وينتج مصنع «دانات» 26 منتجاً، منها 13 منتجاً تم عرضها بالسوق المحلي، وتتضمن المنتجات نكهات وخلطات حصرية وخاصة، يمتلك سر وصفتها عبدالله المزروعي ووالدته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©