الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارسم، لكن!

1 يوليو 2007 02:54
أسعدتنا نانسي عجرم صغاراً وكباراً بعملها الأخير للأطفال والذي تستحق عليه التنويه خصوصاً في زحمة الأغاني الخبيثة التي تجز فيها كلمات بريئة بقصد نوايا أخرى وتلميحات غير بريئة على الإطلاق· فقد بدت نانسي بكليب شخبط شخابيط تماماً كالباربي بهندامها وتسريحة شعرها تلاعب الصغار وترقص معهم وتهمس إليهم بالنصائح قائلة: ارسم لكن، من غير ما تلخبط عالحيط!!! · وعدا عن موهبة هذه الفنانة المطواعة في تأدية مختلف الأدوار، فمما ساعد على نجاح الأغنية الكادر المبهر من الألوان الذي وضعها فيه المخرج على شكل فراشة تطير في فضاء الطفولة وتدخل بلا استئذان من النافذة لتمضي مع البراعم أجمل الأوقات· وبما أن نانسي تغني للأطفال وبلغتهم، لم يكن التركيز على أزيائها المثيرة ولا على إيحاءات بين عينيها أو بين أسطر الأغنية· وكل ما اعتمدت عليه غير خفة دمها، سيناريو جيد كتب خصيصاً للأطفال ليقدم بإطاره الصحيح، حيث مملكة الصغار نجوم وألوان وفراشات· الغناء للأطفال أصبح موضة في الآونة الأخيرة بعد أن شاعت أغنيات بعدة نكهات مثل (الواوا) و(نوتي) و(واوا أح)، وأخذت عباراتها حيزاً كبيراً من التعليقات وذهبت بها مخيلة الكثيرين إلى بحر من المعاني وشلال من المقاصد· · وكل بحسب سعة خياله· لكن ليس كل من غنى لهذه الفئة العمرية حسناً فعل· فأن نغني للأطفال يعني أن نتوجه إليهم شكلاً ومضموناً، لا أن نستخدمهم في الفيديو كليب كأكسسوار مكمل للعبة الضحك على المشاهدين أو لنخفي من خلالهم نوايا مبطنة ب600 ألف بطانة· ولأن المشاهدين والمستمعين ليسوا أغبياء ولم يعد من السهل استدراجهم إلى مستنقعات الغشاوة، فهم أول من صفقوا لـ(لخبط لخابيط) ورددوها مع أبنائهم، وها هي محطة مثل (أم· بي· سي· 3) المخصصة للأطفال تعرضها بكثرة وسط برامجها، وهذا على غير عادتها مع أغاني الفيديو كليب· وعلى ما أظن فإنه مع لخبط وشخبط ، لن يمسك طفل بعد اليوم بالألوان ليرسم على الحيط · فارتحن أيتها الأمهات!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©