الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراسات تستهدف حماية المرجان والتنوع الإيكولوجي على سواحل الدولة

دراسات تستهدف حماية المرجان والتنوع الإيكولوجي على سواحل الدولة
17 ديسمبر 2012
شباب إماراتيون يوحدون جهودهم لدراسة التنوع الحيوي على سواحل الإمارات، رغم اختلاف تخصصاتهم العلمية، جمع بينهم شغفهم بالطبيعة وشعورهم بالمسؤولية الوطنية تجاه رعاية البيئة والمحافظة عليها، فحرصوا على توحيد جهودهم تحت مظلة واحدة، وهي مركز الإمارات للخدمات البيئية، فكان المركز نافذة يعمل من خلالها أعضاء المركز لخدمة القضايا البيئية، خاصة تلك المتعلقة بتأثير المناخ على المكونات البيئية المختلفة. موزة خميس (دبي) - ثلاثة شبان إماراتيين، هم أحمد آل علي تخصص مراقبة الطيور وتسجيل أنماط سلوكها، وكم فقدنا منها خلال السنوات العشرين الماضية، وكم استعدنا بعد الجهود الحكومية من خلال برامج الحماية وإعادة التأهيل؟.. وعبدالعزيز العبيدلي توجه لدراسة أحد أهم جوانب حياتنا، وهي علاقتنا المباشرة بالطاقة ومصادر توليدها، أما أحمد الهاشمي، فقد اختار دراسة الماجستير في مجال علوم البيئة في جامعة الإمارات، وتخصص في الشعاب المرجانية، ويعتبر الهاشمي أول إماراتي قام بدراسة الشعاب المرجانية أكاديمياً، وكان قد حرص أثناء دراسته على الغطس قرب سواحل جبل علي لتجميع العينات وتحليلها، وكانت النتيجة أن بحث ودرس أساليب التكاثر لدى المرجان، وتوقيته ودرجة تزامن بيوض أنواع المرجان المختلفة، وهنا تحاورنا معه حول تكاثر المرجان وطرق الحفاظ عليه في ظل التغيرات المناخية التي تسيطر على كوكب الأرض. تنوع حيوي هائل وللتعرف إلى جهود فريق مركز الإمارات للخدمات البيئية في دراسة التنوع الحيوي على سواحل دولة الإمارات، يقول أحمد الهاشمي المدير التنفيذي للمركز، والذي قام هو وزملاؤه بإنجاز العشرات من البحوث منذ عام 2007م، كما دأبوا على إقامة رحلات متخصصة للبحث العملي، والتي ربما تكلف الجهات البيئية ملايين في حال استقطبوا خبراء من الخارج، إنه أصبح بإمكانهم منافسة الأجانب علميا بالدراسة والأدلة البحثية، على أرض الواقع. ويؤكد الهاشمي، أن دولتنا لديها سواحل مترامية الأطراف على البحر، وهنا تكمن أهميتها منذ الماضي وحتى اليوم، نظرا لموقعها الاستراتيجي، فهذه السواحل تزخر بتنوع حيوي هائل، يبدأ من أشجار القرم، ويمتد إلى الحشائش البحرية والشعاب المرجانية في قاع البحر، وتتميز أشجار القرم بقدرتها على تحمل البيئات القاسية، فهي تعيش على المياه شبه المالحة وعلى المالحة بالتأكيد، وتمثل مأوى لكثير من الكائنات الحية، فالأسماك مثلا تفضل أن تنقل صغارها للمنطقة التي تتوافر فيها جذور وسيقان أشجار القرم تحت الماء، لأنها أشجار عازلة للصوت، وبالتالي هادئة وتوفر المأوى والغذاء لنمو صغار الأسماك، إلى جانب أن الكثير من اللافقاريات والحلزونيات والصدفيات تحب العيش بالقرب منها. ولكن للأسف كغيرها تأثرت الكائنات الحية بالتغيرات البيئية من حولنا، فقد أثبتنا من خلال إحدى بحوثنا أن مثل هذه التغيرات لها علاقة قوية بتكاثر المرجان، ومن أهمها درجة حرارة المياه التي تشكل أهم عامل في دورة التكاثر هذه، إضافة إلى عوامل أخرى مثل نسبة الكلوروفيل وتركيز الأكسجين المذاب، وقد أظهرت نتائج الدراسة التي قمنا بها أن الفصائل الأربعة من المرجان، والتي تنتمي إلى ثلاث عائلات مختلفة لها دورات تكاثر متماثلة تقريبا، ما يبين لنا أنها استجابت للمتغيرات البيئية بنحو مماثل، ولكن بشكل مستقل على حسب طبيعة كل نوع. التوازن البيئي ويضيف الهاشمي: وجدنا من خلال الدراسة أن نمو وتطور الأمشاج مع إطلاق البويضات والحيوانات المنوية، يتأثر بالمتغيرات البيئية المحيطة، فقد ماتت نسبة كبيرة من المرجان على سواحل الإمارات بسبب ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة، ولكن ما يدفع للتفاؤل أننا وجدنا حديثا مؤشرات علمية تؤكد أن المرجان بدأ في استعاده حيويته في بعض الأماكن، ولكن للأسف فإن البعض منه لن يعود للحياة، وهي خسارة للبيئة البحرية، خاصة في ظل حاجتنا لزيادة المخزون السمكي. ويكمل الهاشمي: من جهة أخرى، فإن للنشاطات البشرية تأثيراً سلبياً على الحياة البحرية، ونحن لسنا ضد المشاريع التنموية، ولكن علينا أن نعي أهمية كل كائن حي، بدءاً من القرم ووصولا إلى المرجان، فكلاهما مرتبط بالثروة السمكية، وأي ارتفاع في درجات الحرارة يؤثر بشكل سلبي على ما خلقه الله من أجل التوازن البيئي. وإذا ما علمنا أن هناك الآلاف من أنواع الأسماك تفضل العيش في بيئات الشعاب المرجانية، فسنؤمن بأهمية دراستها والحفاظ عليها لأجلنا نحن البشر، خاصة أنها أساس السلسلة الغذائية في البحار، فإن تعرضت إلى أي مشكلة أو تمت إزالتها أو موتها، فإنها حتما ستؤدي إلى رحيل أنواع كثيرة من الكائنات البحرية خاصة الأسماك، والتي تشكل مصدراً رئيساً للغذاء في المنطقة. الممارسات البشرية ويوضح الهاشمي: عندما تحدث العلماء في عام 1992 في ريو- 20 ، في البرازيل عن التغيرات المناخية، أخبرونا أن نتيجة الممارسات البشرية في مجال الاستفادة من الطاقة والتصنيع، أثرت في درجات حرارة الأرض، وبالتالي في التنوع الحيوي من حولنا، سواء على اليابسة أو في البحر، وكل المؤتمرات تطرقت إلى ما سوف يتم العمل عليه حتى نهاية هذا العام، حين تنتهي صلاحية اتفاقية كيوتو، واليوم تم تمديد الاتفاقية الخاصة بكيوتو حتى عام 2020 وذلك من خلال إعلان جاء في مؤتمر الدوحة للتغير المناخي، وهذا يعني أن الكثير من الدول لم تستعد لليوم لإحداث تلك التغييرات والخطوات نحو الحد من ارتفاع درجات الحرارة، ولابد من القول إننا كإماراتيين فخورون بأن دولتنا من أكثر الدول تقدما في مجال تفعيل التشريعات البيئية لمصلحة البيئة وحماية التنوع الحيوي، خاصة في مجال تقييم الأثر البيئي على أي مشروع يرغب صاحبه أو أية جهة في تنفيذه. توعية الناس ويضيف الهاشمي،أننا نؤمن بأهمية أن تصل نتائج البحوث التي قمنا بها إلى عامة الناس، ولذلك قمنا في الفترة الأخيرة بالتنسيق مع جامعات وكليات الدولة، من أجل توعية الناس بتأثير الحرارة وارتفاعها على كل الكائنات من حولنا، وربما أهمل الكثيرون مناشدات العلماء بشأن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وإن ارتفاع الحرارة سوف يضر بالمكونات البيئية،ولذا لابد أن يعي الناس أنه في حال تضرر المكونات الحيوية من حولنا،سواء في البر أو البحر،فإن الإنسان هو أول من سيتضرر،موضحاً أن العديد من المشاريع العمرانية والصناعية والتنموية، إن لم يتم مراعاة الجانب البيئي فيها، فستشكل تهديدا لاستدامة الشعاب المرجانية،وأيضا على نظم البيئة المختلفة، ولذلك نحن بحاجة لتكاتف كل الجهود لمصلحتنا نحن البشر، لأن الإيمان بالعمل كشركاء من أجل البيئة والكائنات الحية التي تعيش فيها، إنما هو قمة الثقافة البيئية وقمة الاهتمام بالبشرية. مصادر التمويل حول مصادر تمويل بحوث وأنشطة المركز، يقول أحمد الهاشمي: نعمل بشكل جاد ومنافس في مجال الأبحاث البيئية، ولكن أغلب المعدات التي نستخدمها في البحوث مكلفة مادياً بشكل كبير، ولذلك نحتاج لدعم من الجهات البيئية الحكومية أو الخاصة، خاصة أننا نعمل على أبحاث متنوعة ونود متابعتها، ولذلك نسعى دائما للبحث عن رعاة من أجل إقامة البحوث العلمية والأنشطة التوعوية المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©