للطفل المعوق نصيبه من أنشطة الصيف

كخطوة فيها الكثير من الإنسانية التي يرتاح لها أهل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ينظم مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة برنامجا منوعا للصيف تحت شعار صيفنا تنمية قدرات · وهو يعتبر بمثابة هدية لأطفال قد تكون الحياة حرمتهم من أشياء أخرى لكنها في المقابل وبلا شك أنعمت عليهم بحواس إضافية كلما ساعدناهم على إظهارها كلما رفعنا من معنوياتهم· يستقبل المركز حالات الإعاقة الذهنية البسيطة والمتوسطة والتوحد ويقوم بإعداد خطة فردية لكل طالب على أساس نتائج عملية التقييم لكافة مهارات الطفل وسلوكياته ونواحي القوة والضعف لديه بغية تنمية قدراته الى أقصى حد ممكن تحت إشراف متخصصين وباستخدام أحدث البرامج والتقنيات· ومن المعروف أن ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون الى الكثير من العناية، لذلك فإن المدرسين في النشاط الصيفي هم من داخل المركز وخارجه· وبينهم متطوعون من طالبات الجامعات والمدارس الثانوية· نشاطات بالجملة خلال البرنامج اليومي للنشاط الصيفي والذي استمر على مدى شهر كامل وينتهي في 3 يوليو الجاري، كانت الأجواء مزدحمة بالإفادة والمتعة في آن· أجندة الطلاب، تضمنت الأنشطة الرياضية: السباحة وركوب الخيل والتمارين وكرة السلة· والأنشطة العلمية: رسم وتلوين، تحفيظ قرآن كريم، كمبيوتر وأعمال يدوية· والأنشطة الترفيهية: أفلام ثقافية وقصص، بالإضافة الى الرحلات التي نظمت الى المراكز التجارية والمجمع الثقافي وفرسان الشرطة والمدينة الثلجية· صيفنا تنمية قدرات أطفال النشاط الصيفي حالاتهم مختلفة، وهم يستفيدون من البرنامج المنوع سواء كانوا من داخل المركز أو خارجه· هنالك من يعاني من الخوف وغيره من مشاكل في النطق، وهنالك من لديه اضطرابات سلوكية وضعف في التواصل· لكن ومهما كانت علتهم وعلى تمايز أوضاعهم الصحية فهم يسعدون بشتى أنواع النشاطات التي تعد لهم، وهذا ما يبدو واضحاً على معالم وجوههم وضحكاتهم التي تصعد من القلب مع كل لعبة وحركة مرح يقومون بها· وبما أن شعار البرنامج صيفنا تنمية قدرات فإن التركيز هو على معالجة مثل هذه الإعاقات من خلال الأنشطة المختلفة وتقنيات اللعب مما يظهر فرحا وتجاوبا لدى أولئك الصغار وتحسنا في تصرفاتهم· ومن الملاحظ أن دمج الأطفال المصابين بالتوحد وبالإعاقات الذهنية البسيطة والمتوسطة مع بعضهم يعود بالمنفعة عليهم لأن كل واحد منهم يتشجع لخوض المنافسة ويعمل على تقليد نقاط القوة عند الآخر· ثقة بالذات عن الاختلاف بين نشاطات الطفل المعوق والطفل السليم تحدثت مديرة المركز سميرة سالم موضحة أن الفرق ليس بنوعية النشاط وانما بكيفية تنفيذه وبالمدة الزمنية المخصصة له، هذا بالإضافة الى أن كل طفل في المركز يتابعه مدرس خاص سواء أثناء الفقرات الفردية أو الجماعية· وذكرت سالم أن تفاعل أطفال التوحد مع بعضهم البعض في مركز خاص بمتابعة حالتهم والعمل الفردي معهم يعطي نتائج ايجابية لجهة تعديل سلوكهم وتحسين نطقهم ورفع قدراتهم· فالمشكلة الأساسية لدى أطفال التوحد هي التواصل مع الآخر، الأمر الذي يتسبب بتأخر في اللغة وبحركات نمطية وبضعف في القدرات العقلية· وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة والمتوسطة والذين يشــعرون بتحسن كبير حين يقدمون المساعدة لرفاقهم مما يمنحهم ثقة بالذات تعزز حالاتهم النفسية والمرضية·