الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في مركز أبو ظبي لذوي الاحتياجات الخاصة ومركز التوحد: ذكاء وانضباط.. رغم الإعاقة

في مركز أبو ظبي لذوي الاحتياجات الخاصة ومركز التوحد: ذكاء وانضباط.. رغم الإعاقة
1 يوليو 2007 01:38
للمعوق الصغير حقه ببيئة ملائمة لإعاقته تساعده على الاستمتاع بوقته وبإجازة الصيف تماما كسواه من الأطفال الأصحاء· وهو وإن حُرم من البصر وتعذر عليه السمع أو النطق، أو كان مشلولا عن الحركة واستعصى عليه التركيز وأصيب بالتوحد، إلا أنه كتلة من المشاعر بحجم الحواس كلها· من هنا يعمد كل من مركز أبو ظبي لذوي الاحتياجات الخاصة ومركز التوحد التابعين لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القصر مع بداية كل صيف الى تنظيم فعاليات مختلفة من خلال المعسكر الصيفي للأطفال من عمر 5 سنوات وحتى 13 سنة· ويقام المعسكر حاليا وحتى 5 من الشهر الجاري في نادي ضباط القوات المسلحة بالتعاون والتنسيق مع إدارة النادي التي تساهم مساهمة فاعلة في إنجاح أنشطة المعسكر و تقديم كافة التسهيلات والخدمات للفئات الخاصة· وهنا أهمية تجهيز بيئة ملائمة للأطفال المعوقين لتدريبهم و تأهيلهم بأقل صعوبة ممكنة وتشجيعهم على اكتساب مهارات خاصة ومتنوعة كممارسة الألعاب الرياضية والثقافية· وتتبنى مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية من خلال المعسكر الصيفي دمج فئة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد بفئات المجتمع الأخرى· وهذا من شأنه تعزيز ثقتهم بأنفسهم وصقل مهاراتهم ومواهبهم ،بحيث يستفيدون من قدرات الآخرين وإمكاناتهم· 56 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد يمارسون أنشطة متنوعة من خلال تواجدهم في المعسكر الصيفي تحت إشراف 26 مدرسا متخصصا بحالاتهم· وبالإضافة الى شغل أوقات الفراغ لديهم بفعاليات مفيدة، يساعد المعسكر الصيفي على تعلم مهارات كثيرة كالسباحة والكاراتيه وممارسة الألعاب الجماعية ككرة القدم وسواها من المسابقات الترفيهية والألعاب المختلفة· إشارات مائية توجهنا الى المعسكر واختلطنا بالأطفال الغارقين بين المتعة والتشويق؛ مما ترك في أنفسنا مزيجا من الألم على حالهم والاستئناس بما تعلمناه منهم من صبر وإصرار على المشاركة· حللنا ضيوفا على حصة لتعليم السباحة للصم والبكم، حيث رذاذ الماء ملأ المكان بالفرح· بالإشارة يتفاهمون وبحركة الشفاه يعبرون، وهكذا كان اللقاء معهم مؤثرا وممتعا في آن· مسؤولة النشاط الصيفي في المركز فاطمة الظاهري وهي مدرسة الأطفال التي تفهم عليهم بلغة الصم والبكم، ساعدتنا في التعرف على بعض منهم: عبدالرحمن جمال صاحب ابتسامة مشرقة، عمره 10 سنوات وهو في الصف الثاني، يحب اللعب بالماء لكنه يخشى الغرق· وكذلك رفيقه حمدان سعيد الذي أبدى إعجابه بكل نشاطات المعسكر بفرحة بدت أكبر من سنه الذي لا يتجاوز 11 عاما· أما محمد يونس ومع انه يكبرهما وهو في الصف الرابع، فقد عبر عن خوفه من الألعاب المائية· محمد بشير علي مدرب السباحة في نادي ضباط القوات المسلحة، يقول انها المرة الأولى التي يتعامل فيها مع أطفال يعانون من مشاكل في السمع والنطق، وهو سعيد بهذه التجربة الإنسانية التي أضافت الى مهنته الكثير· وعما إذا كان يجد صعوبة في التواصل معهم، يشير الى أنه يتفاهم معهم بالإشارة، وقد لاحظ أن تركيزهم يعتمد على حركة الشفاه وبالتالي فقد تعلم منهم لغة جديدة· وهو يوضح أن درجة الاستيعاب تختلف بين طفل وآخر بحسب حجم المشكلة، الا أنهم جميعا لديهم الرغبة في التعلم· البنات والكرة انتقلنا الى قاعة كرة القدم، وهناك لاحظنا المشاركة من قبل البنات الصغيرات، وأول ما لفت انتباهنا تلك الطفلة الجميلة وتدعى مهرة· كانت تلعب بمفردها بالبالون، وعندما اقتربنا منها سألناها عن سنها وفهمنا أنها في الخامسة من العمر وقبل أن نطرح عليها السؤال الثاني ابتعدت عنا شاعرة بالخجل· وهنا تقدمت الينا حنان عمر لنصورها وأبلغتنا أنها في الثامنة من العمر وهي تحب السباحة واللعب بالكرة· وحنان تعالج في قسم التنمية الفكرية في المركز· أما وفاء سليمان ومريم عبد الرحمن فقد عبرتا أن اللعب بالمعسكر الصيفي يفرحهما لأن المكان واسع والأنشطة كثيرة· صبر وانضباط قبل الدخول الى قاعة الكمبيوتر ،حيث كل طفل منهمك بلعبة الكترونية، التقينا بإحدى الأمهات تساعد ابنها المقعد لتجلسه على الكرسي المتحرك· انها باسمة محمود وهي على غير عادة الأهالي، تصر على الحضور يوميا الى المعسكر مع ابنها أحمد (7 سنوات)· تقول باسمة: ابني مصاب بشلل في الدماغ تسبب له بشلل في الحركة وبصعوبة في النطق، وأنا أفضل المجيء معه يوميا لمتابعته بنفسي · وهي تعبر عن امتنانها لمؤسسة زايد العليا التي تتيح للأطفال المعوقين فرصة الاندماج بالمجتمع والتعبير عن مواهبهم، مضيفة أنها تشعر بتحسن كبير في حالة ابنها· فالنشاط الصيفي والاختلاط مع الآخرين يعلم الأطفال الانضباط والصبر، وهذا ما أفتقده في البيت مع أحمد وإخوانه الثلاثة· مُقعد··· ولكن على الكرسي المتحرك كان وليد محمد (12 سنة) منسجما للغاية أمام الشاشة الالكترونية عندما قاطعناه وتحدثنا معه· استيعابه ممتاز لكنه يحتاج الى بعض الوقت للتركيز، هكذا عرفنا من المدرس وهكذا كان· ومن حديث الى آخر عرفنا أنه يعشق الكمبيوتر وقد اشترى له والده جهازا فيه الكثير من الألعاب التي يفضلها ككرة القدم والملاكمة· وليد الجذاب المرح الذكي، كان في الصف الخامس يمشي على قدميه قبل أن يتعرض منذ سنتين الى حادث سير أليم تسبب بشلله· وبما أن الإصابة أتت على الدماغ مباشرة؛ فقد أثرت على نطقه وعلى أعصابه· قبل مغادرة المعسكر تحدثنا الى محمد غياث أحمد البغدادي وهو أخصائي علاج طبيعي في المركز، وعرفنا منه أن كل الحالات التي يصادفها ممكن التوصل معها الى تحسن كبير ···بشرط· وهذا الشرط هو تعاون الجميع في رعاية الطفل والأخذ بيده، من الأم والأب والأخوة، الى الأقارب والمدرسة والمدربين في مركز الرعاية والطبيب الجراح والمعالج الطبيعي· وهو يذكر أنه خلال 17 عاما في مجال عمله لمس الكثير من التحسن عند ذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث وصلت نسبة كبيرة ممن عالجهم الى مقاعد الجامعة سواء داخل الدولة أو خارجها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©