تنمية الموارد البشرية "همنا الأول" وهدفنا الأساسي

أكد الدكتور عبد الله محمد الكرم رئيس هيئة المعرفة والتنمية البشرية أهمية الاستثمار في العنصر البشري والتنمية، لافتاً إلى أن تقدم المجتمعات لا يقاس بالأبراج السكنية، والمشاريع العمرانية، إنما يُقاس بتقدمها المعرفي والثقافي، وقال في حوار مع ''الاتحاد'': ''إن دبي - وحتى 20 سنة مقبلة - ستعمل على تنمية المهارات البشرية عبر جميع مراحل التعليم، وستجعل من تنمية العنصر البشري هدفاً رئيساً لعملها خلال السنوات المقبلة''، وقال: ''لقد شهدت الإمارة خلال السنوات السبع الماضية طفرةً ونهضةً على جميع الأصعدة، ولديها استراتيجية ومنظومة تعمل على تحقيقها لغاية ،2015 وهذا الحلم يجابهه تحد كبير، وهو العنصر البشري، وهدفنا العمل من الآن على تنمية العنصر البشري، والاستثمار طويل الأجل في الإنسان باعتباره الثروة التي نستطيع بها إكمال خططنا''· وفيما يلي نص الحوار: الاستثمار طويل الأجل ؟ ما خططكم في مجال التنمية البشرية؟· ؟؟ موضوع التنمية البشرية من المواضيع المهمة التي تؤرقنا وتشغل بالنا كثيراً، ودبي خلال السنوات السبع الماضية شهدت ازدهاراً وتقدماً مذهلاً، والجميع سعيد بهذه الإنجازات، ولكن نحن ننظر إلى السنوات السبع المقبلة وفقاً لاستراتيجية دبي ،1015 ولدينا طموح كبير، وهناك تحديات تواجهنا، وأول تحدٍ هو العنصر البشري، وللحصول على العنصر البشري لابد من التركيز على الإعداد والنوعية، فهيئة الطرق تنشئ الجسور والطرق والشوارع، وتنظر إلى تخفيف الازدحام في المستقبل لمواكبة الزيادة السكانية، ونحن نهتم بالتنمية البشرية ومن أهم عناصرها التعليم، لذلك سنصب جل اهتمامنا على بناء شخصية حضارية ملمة بالتقنيات واللغات والمهارات الحياتية، لافتاً إلى أن مهمة الهيئة تخطيط وتنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير التعليم وتنمية المهارات البشرية عبر جميع مراحل التعليم ومن خلال عدة محاور أهمها: تطوير القطاعات التعليمية في دبي لتصل إلى المستوى العالمي الذي يواكب التقدم الحاصل في الإمارة، وتوحيد جهود المؤسسات والبرامج التعليمية القائمة بما يتناسب مع خطة دبي الاستراتيجية 2007 -،2015 والتخطيط لعملية تنمية الموارد البشرية بشكل يلبي احتياجات سوق العمل المستقبلية ويمكّن من تحسين مخرجات التعليم بجميع مراحله· التنسيق ؟ ما حجم التنسيق بين مراكز ومؤسسات التنمية والتدريب ؟· ؟؟ الهيئة هي المظلة، وستقوم بدور الرابط بين المؤسسات التعليمية المشابهة لعمل الهيئة أوتلك التي تعمل تحت أي مجال من مجالات المعرفة والتنمية البشرية، وستكون الهيئة الجهة الوحيدة المسؤولة عن المحاسبة لكي نضمن استمرار تدفق الكوادر البشرية المؤهلة، لذلك سيتم العمل على استقطاب العقول والكفاءات العربية ليس من أجل خدمة دبي فقط، وإنما لخدمة المنطقة ككل· وقال: ''إن جميع مراكز التدريب الحكومية والخاصة ستخضع إلى الهيئة خصوصاً في ظل عدم وجود تقييم لها، وسيتم إنشاء مؤسسة خاصة تعنى بالتدريب''· التعليم المدرسي ؟ ما دور مؤسسة التعليم المدرسي التي تم إطلاقها مؤخراً ؟· ؟؟ تولت مؤسسة التعليم المدرسي إدارة جميع مؤسسات التعليم المدرسي بأنواعها ومراحلها كافة، من خلال التركيز على معايير الجودة لتقديم خدمات تعليمية وتربوية متميزة، وقد بدأت المؤسسة أولى خطواتها في الميدان بتطوير الهيكل التنظيمي لمنطقة دبي التعليمية التي تغيّر اسمها إلى: ''وحدة الخدمات الإدارية في مؤسسة دبي للتعليم المدرسي''، في خطوة تهدف إلى توفير الوقت والجهد على المتعاملين، وتقديم أفضل الخدمات الإدارية لهم، مع منح المدارس المزيد من الصلاحيات، ويأتي ذلك في إطار التركيز على أصحاب الشأن في الميدان التربوي من طلبة وأولياء أمور ومعلمين وإداريين· وتهدف المؤسسة إلى الارتقاء بمخرجات التعليم بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل المحلي· التعليم الحكومي ؟ أين التعليم الحكومي من خططكم؟· ؟؟ لتحسين التعليم الحكومي هناك ثلاثة أمور منها: البيئة التعليمية نفسها وما تضمه من مبنى، وثانياً: المناهج التعليمية، وثالثاً: ويعد في خططنا رقم واحد وهو ''المعلم''، وأرى أن المعلم هو الأساس، وليس بإمكاننا أن نلوم المعلمين على أي نقص؛ لأن مكانة المعلم في مجتمعنا غير لائقة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، ونحن سنعمل على رفع مكانته، وهي مسألة بحاجة إلى مجهود من الطرفين المجتمع والمعلم، وعلى المعلم أن يكون على قدر الثقة بتطوير مهاراته· وفي أي مجتمع من المجتمعات تكمن حلول مشكلات الفساد وغيرها في شخصين: المعلم في المدرسة، والأم في المنزل، لذلك عند طرح مبادرات لابد من فهم الميدان واستيعاب قدراته، العملية صعبة، ولكن لابد من خلق نظام لمشاركة الجميع، وهي مسألة مجتمعية بالدرجة الأولى وأهم عناصرها الطالب والمعلم· التعليم الخاص ؟ ماذا عن التعليم الخاص، فهناك أكثر من 150 ألف طالب ينتسبون إليه في دبي؟· ؟؟ المدارس الخاصة في دبي تضم 85 بالمائة من طلاب دبي، وخلال السنوات الخمس المقبلة سيكون هناك نمو كبير، وحالياً سيتم افتتاح 6 مدارس خاصة جديدة، وسيزيد عدد الطلبة، ونلاحظ وجود 18 منهجاً في هذه المدارس، ولو عدنا إلى التسعينيات سنجد أن المدارس الخاصة كانت للأجانب والمقيمين فقط، لكن الوضع تغير جذرياً، فحالياً لا يغادر الطلاب الأجانب الدولة لإكمال دراساتهم الجامعية في الخارج، بالإضافة إلى زيادة عدد الطلبة المواطنين الذين وصل عددهم إلى 30 ألف طالب في التعليم الخاص، أي عدد الطلبة المواطنين نفسه الدارسين في التعليم الحكومي، فلذلك يتوجب علينا مراقبة التعليم الخاص ووضع ضوابط له لضمان خدمة تعليمية ممتازة·