الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حزن في أميركا على ضحايا مذبحة المدرسة الابتدائية

حزن في أميركا على ضحايا مذبحة المدرسة الابتدائية
16 ديسمبر 2012
نيوتاون، الولايات المتحدة (وكالات) - أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بتنكيس الأعلام على المباني الحكومية الأميركية كافة طيلة أربعة أيام حداداً على مقتل 27 شخصاً، بينهم 20 طفلاً في مجزرة ارتكبها شاب أطلق النار داخل مدرسة ابتدائية بولاية كونيتيكت، في حادث أحيا الجدل حول الأسلحة الفردية في الولايات المتحدة حيث دعا الرئيس باراك أوباما إلى اتخاذ اجراءات “فعلية” لتجنب مآس جديدة. وقالت الشرطة، إن حصيلة القتلى في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون المدينة الصغيرة الهادئة في ولاية كونيتيكت شمال نيويورك هي “عشرون طفلاً وستة بالغين والقاتل”. وعثر على امرأة قد تكون والدة مطلق النار، ميتة في شقة في نيويورك، كما ذكرت السلطات التي لم تذكر أي تفاصيل في هذا الشأن . وندد أوباما بالجريمة “البغيضة” في كلمة مقتضبة بدا فيها شديد التأثر وغالب دموعه مرارا لإكمالها، مشيراً إلى أن الضحايا “بغالبيتهم أطفال، أطفال رائعون تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات”. ودعا إلى اتخاذ إجراءات “فعلية” لمنع وقوع حوادث مفجعة جديدة من هذا النوع، بعدما قال البيت الأبيض أولا إن الوقت ليس مناسبا لخوض هذا الجدل. وأمر أوباما بتنكيس الأعلام على المباني الحكومية الأميركية كافة طيلة أربعة أيام حداداً. وقال في كلمته، وقد اغرورقت عيناه بالدمع، إن “قلبنا محطم”. والأميركيون منقسمون حول ضرورة تعزيز التشريعات المتعلقة بالأسلحة النارية الفردية التي أدت في 2009 إلى مقتل 31 ألف شخص بينهم أكثر من 18 ألفا انتحارا. ودعا رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج الذي يدعو منذ فترة طويلة إلى تعزيز القانون، الرئيس إلى “إرسال نص الى الكونجرس”. ويؤكد معارضو إصلاح هذه القوانين أن حق امتلاك أسلحة مدرج في الدستور بموجب التعديل الثاني الذي تدافع عنه مجموعات الضغط المتخصصة بالسلاح بقوة. وقال آلان جوتليب مؤسس “مؤسسة التعديل الثاني”، إنه “متأكد من أن الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة المروعة كان يعرف أنه يستطيع الذهاب إلى ذلك المكان ولا يمكن لأي شخص أن يوقفه”، مشيراً إلى أن “المدارس أماكن يحظر حمل أسلحة فيها”. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن مطلق النار، هو ابن مُدرِسة تعمل في المدرسة الابتدائية التي ارتكبت فيها الجريمة، ووصل إلى المدرسة بعيد الساعة 9:30 مسلحاً بمسدسين. وأضافت أنه ركز هجومه على اثنين من الصفوف الدراسية حيث قتل بدم بارد عشرين طفلاً وستة بالغين. وقالت الشرطة، إن 18 طفلاً قتلوا على الفور، في حين توفي الطفلان الآخران بعيد نقلهما إلى المستشفى. ونجت من المجزرة جريحة واحدة. ومن بين البالغين الستة الذين أرداهم القاتل مديرة المدرسة والمعالجة النفسية فيها. ولم تكشف الشرطة عن اسم القاتل، ولكن وسائل الإعلام الأميركية قالت في بادئ الأمر، إنه يدعى راين، ولكنها عادت وقالت إن اسمه آدم لانزا وعمره 20 عاماً، وإن الشرطة استجوبت شقيقه راين البالغ من العمر 24 عاماً. ولا تزال دوافع مطلق النار مجهولة. وطوال النهار توافد أهل التلاميذ إلى مبنى فرق الإطفاء المجاور للمدرسة والذي تم إجلاء التلامذة إليه إثر الهجوم. وقالت والدة تلميذة تدعى الكسيس “إنه أمر لا يمكن تصوره إطلاقاً. إنه نوع من القصص التي نقرأها في الصحف ولا نتصور أنها قد تحدث بالقرب منا”. وقال تشاك ستوفكو الذي يقطن قرب المدرسة”هذا رعب مطلق.. ما من كلمات تقدر على وصف ما جرى”، مشيراً إلى أن مدينة نيوتاون “مميزة”؛ لأنها لا تعرف جرائم القتل. بدورها قالت ميليسا لطيفي (23 عاماً) إن “المجتمع هنا متكاتف جداً، الكل يعرف الكل”. وعلى بعد أقل من كيلومترين عن المدرسة، حضر مئات الأشخاص مساء الجمعة قداساً في كنيسة كاثوليكية اكتظت بالحضور. وقال أهالي تلاميذ وعاملون في المدرسة إن حوالى مئة رصاصة أطلقت. وقال تلميذ في الثامنة من العمر يدعى بريندان موراي لشبكة “سي ان ان”، إنه سمع في الصباح مع رفاقه صراخا وصيحات استغاثة. وأضاف أنه بعد ذلك “قالوا لنا جِدوا مكانا آمنا فاختبأنا في خزائن قاعة الرياضة. وتابع “بعدها قالت الشرطة “نحن نقوم بعملية إجلاء، هيا أسرعوا”، فركضنا إلى ثكنة فرق الإطفاء.. نحن سعداء لأننا لا نزال على قيد الحياة”. وروت معلمة في المدرسة لشبكة “سي إن إن” والدموع في عينيها كيف حبست نفسها في الصف مع تلامذتها الصغار لدى سماعها أزيز الرصاص وطلبت منهم عدم إصدار أي صوت كي لا يجذبوا الانتباه إليهم. وقالت باكية “جلبوا سيارات الإسعاف، ولكن بعضها لم يجد نفعا”. وهذه المجزرة هي الحلقة الأخيرة في مسلسل طويل من الحوادث المماثلة التي ازدادت في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة. وفي يوليو الفائت، قُتل 12 شخصاً في إطلاق نار في سينما بولاية كولورادو، وبعدها ببضعة أسابيع قتل جندي سابق ستة أشخاص في معبد للسيخ في اوك كريك في ويسكونسن ثم انتحر. ومجزرة نيوتاون هي إحدى أبشع المجازر في تاريخ المؤسسات التعليمية الأميركية. وصباح أمس تظاهر حوالى خمسين شخصاً أمام البيت الأبيض للمطالبة بتشديد الضوابط المفروضة على اقتناء الأسلحة النارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©