الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

6 قتلى بينهم مستشار الحريري بتفجير إرهابي يهز بيروت

6 قتلى بينهم مستشار الحريري بتفجير إرهابي يهز بيروت
28 ديسمبر 2013 11:39
قتل محمد شطح وزير المالية السابق ومستشار رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بانفجار ضخم بسيارة مفخخة هز وسط بيروت أمس، أودى أيضا بحياة 5 أشخاص آخرين وأصيب نحو 70 بجروح، وخلف مشهد دمار وحالة هلع بين لبنانيين شعروا بانه “لم يعد هناك أي مكان آمن” في لبنان. ودانت دولة الإمارات العربية المتحدة، دون تردد وبشدة، حادث التفجير الإرهابي، الذي وقع أمس في العاصمة اللبنانية بيروت، وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأكدت وزارة الخارجية في بيان امس أن الإمارات تشجب بشدة هذا العمل الإرهابي الذي يستهدف وحدة لبنان واستقراره ويتناقض مع كل القيم الإنسانية. ودعا البيان القيادات السياسية اللبنانية إلى تفويت الفرصة على العابثين بأمن لبنان واستقراره وحمايته من تداعيات هذا العمل الإجرامي الذي يهدف إلى الزج بلبنان في دائرة الفوضى والعنف . وأعربت وزارة الخارجية عن خالص التعازي لأسر الضحايا والشعب اللبناني، مجددة موقف الإمارات الثابت الرافض للإرهاب بمختلف أشكاله وصوره . وتوجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، بالدعاء إلى المولى عز وجل، بأن يحافظ على لبنان الشقيقة، وينتقم ممن يريد لها الخراب. وفي تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، دوّن سموه: “رب ارحم عبدك محمد شطح، وانتقم ممن أراد بلبنان الخراب”. من جهته، وصف معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية شطح بالوطني المعتدل، معتبراً تصفية الرجال والعقول مسلسلاً مؤلماً، من شأنه تقويض فكرة الوطن الواحد. ودوّن معاليه على “تويتر”: “رحم الله محمد شطح، عرفته لبنانياً وطنياً معتدلاً، وما تصفية الرجال والعقول إلا مسلسل مؤلم يقوّض فكرة الوطن الواحد الجامع”. وأعلنت وزارة الصحة العامة وقوع ستة قتلى في الانفجار “بينهم أربعة لم يتم التعرف عليهم إلى الآن” بسبب التشويه الذي لحق بهم. بينما تم التعرف على شطح (62 عاما) ومرافقه الشخصي طارق بدر (26 عاما). وقال مسؤول في قوى 14 مارس لوكالة فرانس برس إن شطح كان يفترض أن يشارك امس في اجتماع لقيادات قوى 14 مارس مقرر في منزل سعد الحريري الواقع على بعد مئات الأمتار من مكان الانفجار. وكان عدد من المشاركين في الاجتماع وصلوا إلى المنزل المعروف بـ”بيت الوسط”.ووقع الانفجار في الوقت نفسه تقريبا الذي كان مقررا فيه الاجتماع في الساعة التاسعة والنصف بالتوقيت المحلي. وقال مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود بعد تفقده مكان الانفجار، إن زنة العبوة التي تسببت بالانفجار تقدر “بما بين 50 و60 كيلوجراما” من المتفجرات، مشيرا إلى بدء “التحقيقات الأولية” في الحادث. ووقع الانفجار في شارع “الستاركو” وهو طريق رئيسي تتفرع منه أسواق بيروت المليئة بالمطاعم والمحال التجارية. وفور وقوع الانفجار، ارتفعت غيمة رمادية ضخمة في سماء المنطقة، بينما اندلعت النيران في عدد من السيارات، وتضررت عشرة ابنية على الأقل تضم مقاهي ومحالا تجارية ومكاتب.وأمكن رؤية شظايا الزجاج وبقع الدماء متناثرة هنا وهناك في منطقة تكون عادة شديدة النظافة، إذ تعتبر الواجهة الجميلة لبيروت وتضم العديد من الوزارات والمقار الرسمية والمصارف والفنادق. وأصاب الانفجار الذي وقع في منطقة يفترض أنها تتمتع بحماية أمنية عالية، اللبنانيين بالذهول في عز موسم أعياد نهاية السنة والاحتفالات. وقبل ساعة من مقتله، وفي آخر تغريدة له على حسابه على موقع “تويتر” قبل حوالي ساعة من الحادث، انتقد شطح حزب الله، وكتب “حزب الله يهول ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاما: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية”. وفور شيوع نبأ مقتله، وصل إلى “بيت الوسط” عدد من السفراء الغربيين، أبرزهم السفير الأميركي ديفيد هايل الذي كان آخر شخصية عامة التقاها شطح قبل يومين، والسفير الفرنسي باتريس باولي، والسفير البريطاني طوم فلتشر. وقال حسن عكاوي الذي يعمل في شركة للتمويل في مكان قريب “سمعت انفجارا هائلا ورأيت كرة من النار وسحبا من الدخان الأسود. هرعنا من مكاتبنا إلى الشوارع”. وقال عادل رؤوف كنيعو “الانفجار وقع فيما كانت سيارات الأجرة في الشوارع في ساعة الذروة الصباحية. حل الرعب والهلع بين السكان. كانت هناك كرة كبيرة من النار فيما الهلع في كل مكان ومن ثم علمنا أن شطح كان الهدف”. وقال شاهد من رويترز إن سيارات الإسعاف شوهدت وهي تنقل الضحايا. وذكر أن الانفجار دمر مطعما ومقهى وان عددا من السيارات اشتعلت فيها النيران وان الزجاج المحطم تناثر في كل مكان وانتشرت رائحة المتفجرات في الأجواء. وبعد سلسلة من التفجيرات هزت العاصمة ومدينة طرابلس الشمالية كثف الجيش اللبناني من الإجراءات الأمنية قبيل عيدي الميلاد ورأس السنة خوفا من المزيد من الهجمات. وتسبب الانفجار بحالة صدمة بين السكان حيث فرغت الشوارع من المارة في وسط المدينة التي كانت تعيش فترة عيدي الميلاد ورأس السنة. وأغلقت معظم أحياء العاصمة اللبنانية بعد أن سدت الشرطة الطرق في أرجاء المدينة. وقالت مايا مديرة محل ملابس “كنت في طريقي لفتح المحل ثم وقع الانفجار. فكرت لوهلة هل أنا مازلت على قيد الحياة لم أدر ما حدث. فقط كنت أشاهد الناس وهم يركضون ويضعون أيديهم على آذانهم وعيونهم”. وقال صاحب مطعم في الشارع الذي وقع فيه الانفجار والذي تحطمت نوافذ مطعمه “المشكلة ليست في تحطم الزجاج. لن يقبل الناس على القدوم إلى هنا الآن. كان مطعمنا محجوزا بالكامل على مدى الأيام الخمسة المقبلة”. وقال لبناني يدعى جمال قرب موقع الانفجار “أعتبر كل هذا إرهابا يضر بالبلاد والشعب. ماذا يمكننا أن نقول بعد ذلك؟ كان الله في عوننا وعون هذا البلد”. وقال علي عون، وهو عامل نظافة كان في الشارع يقوم بعمله عندما دوى الانفجار على مقربة منه، “كان صوت الانفجار قويا إلى درجة أن كل الابنية اهتزت من حولي. لا اصدق أنني مازلت على قيد الحياة”. على الأرض قرب مكان الانفجار وفي قطر واسع من شوارع العاصمة المجاورة، تناثرت شظايا الزجاج. وقال زياد، رجل أعمال رفض الكشف عن اسم عائلته، “هذه المنطقة يفترض أنها آمنة، أو لعلها الأكثر أمنا في كل البلد”، مضيفا “لم يعد هناك مكان آمن. ليتني استطيع ان آخذ زوجتي وأولادي وارحل إلى أي مكان”.ورأى حاتم، وهو حارس مبنى كان يقف على بعد أمتار من مكان الانفجار، “هذا الاعتداء هو رسالة إلى الجميع في لبنان مفادها: أي كان يمكن أن يقتل في أي وقت في أي مكان. البلاد تتجه نحو الخراب”. وأضاف “أسوأ شعور هو الشعور بانعدام الأمن. انفجار سيارة مفخخة يمكن أن يطال أيا كان في أي مكان، لا يمكن التنبؤ به أو أخذ احتياطات”. وعبرت جويل، وهي موظفة في احد المكاتب، عن خوفها قائلة “اشعر بالرعب. كنت في مقر عملي. وأصيب عدد من زملائي بجروح علما انهم كانوا داخل مكاتبهم. ماذا يعني هذا؟ أن لا نستطيع حتى الذهاب الى العمل؟”. وتابعت “لا احد يستحق ان يموت بهذه الطريقة”. وقال رجل أعمال كويتي وصل لتوه إلى لبنان، إن ما حصل “مأسوي” و”سيؤثر سلبا على الاقتصاد اللبناني”. وأضاف رافضا الكشف عن اسمه “هذا يعني أن أحدا لن يجرؤ بعد اليوم على المجيء إلى لبنان للقيام بأعمال”. وقال ذو الفقار، وهو لبناني كان يرافقه، “الناس يأتون إلى وسط العاصمة ليلا للسهر، والى العمل في وسط العاصمة كل يوم. أنا مصدوم”.وشاهد مصورون في وكالة فرانس برس عددا من السياح الأجانب يحملون أمتعتهم ويغادرون فندقين في وسط العاصمة بعد وقت قصير من الانفجار. وقالت سيدة قريبة من شطح رفضت الكشف عن اسمها لوكالة فرانس برس وهي تجهش بالبكاء “إنها رسالة. هم يقولون لنا. تريدون عدالة؟ خذوا هذه العدالة”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©