الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رايس: لماذا خسرت الترشح للخارجية

16 ديسمبر 2012
ليندا فيلدمان واشنطن فاجأت السفيرة سوزان رايس واشنطن بعد ظهر يوم الخميس من خلال انسحابها من الترشح لمنصب وزيرة الخارجية. وقد وافق الرئيس أوباما على قرارها. السفيرة رايس، التي تشغل حالياً منصب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، كان ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها من المرشحين الأوفر حظاً لخلافة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي ستتقاعد في نهاية ولاية أوباما الأولى. غير أن نجمها تلطخ في سبتمبر الماضي بعد أن أدلت بتصريحات مغلوطة على التلفزيون حول الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في سبتمبر الماضي وحصد أرواح أربعة أميركيين، من بينهم السفير كريستوفر ستيفنز. وكان جمهوريون بارزون، مثل السيناتور جون ماكين، قد توعدوا بمعركة شرسة في حال قام أوباما بإرسال اسمها إلى مجلس الشيوخ من أجل تثبيتها في المنصب. وعبر قبول انسحابها، يكون أوباما قد تفادى إنفاق رأسمال سياسي في محاولة تمريرها عبر مجلس الشيوخ، كما تفادى إعادة تسليط الأضواء الوطنية على الأخطاء التي ارتُكبت في بنغازي. وفي رسالة إلى أوباما حصلت عليها «إيه بي سي نيوز»، كتبت رايس تقول: «إنني على يقين الآن بأنه إذا تم تعييني في هذا المنصب فإن عملية التثبيت ستكون طويلة ومزعجة ومكلفة لك ولأكثر أولوياتنا الوطنية والدولية إلحاحاً»، مضيفة: «إن الأمر لا يستحق هذه المفاضلة ببساطة... ولذلك، أطلب منك أن تعدل عن بحث إمكانية شغلي لهذا المنصب في هذا الوقت». البيت الأبيض أفرج عن بيان من الرئيس أوباما يشير إلى أنه تحدث مع رايس ووافق على طلبها بسحب اسمها من الترشح. كما أثنى عليها باعتبارها «مسؤولة عامة تتمتع بالكفاءة والوطنية والتفاني». ومما جاء في بيان أوباما: «وإذ أأسف كثيراً للهجمات المجحفة والمضللة التي تعرضت لها رايس خلال الأسابيع الأخيرة، فإنني أرى أن قرارها إنما ينم عن قوة شخصيتها، والتزام مثير للإعجاب بالسمو فوق الصراعات السياسية الآنية من أجل تغليب مصالحنا الوطنية على ما عداها». موضوع الخلاف كان هو تصريحات أدلت بها رايس حول ما أدى إليه الهجوم الذي استهدف البعثة الأميركية في بنغازي. ففي سلسلة من المقابلات التلفزيونية صباح يوم الأحد، بعد خمسة أيام على حادث الحادي عشر من سبتمبر الذي استهدف القنصلية، قالت رايس إن هذا الأخير نتج عن احتجاجات عفوية على فيديو مسيء للإسلام ولم يكن هجوماً إرهابياً منسقاً، وربما مرتبطاً بتنظيمات تابعة لـ«القاعدة». وفي أواخر نوفمبر، اعترفت رايس بأن تفسيرها الأولي كان غير دقيق جزئياً، لكن ذلك لم يهدئ منتقديها. فقد التقت في مقر الكونجرس مع السيناتور ماكين والسيناتورين ليندزي جراهام (الجمهوري) من كارولاينا الجنوبية وكيلي آيوت (الجمهورية) من ولاية نيوهامبشر، لكنهم لم يتراجعوا عن اعتراضهم على إمكانية تعيينها في منصب وزيرة للخارجية؛ حيث انتقد ماكين طريقة التعاطي مع حادث بنغازي باعتبارها تستراً أو افتقاراً للكفاءة. ومن جانبها، ساهمت «فوكس نيوز» في الإبقاء على الضغط من خلال تغطية معمقة. واعتبر المنتقدون أن تصريحات رايس توحي بأن إدارة أوباما لم ترغب في الاعتراف بهجوم إرهابي ناجح -هجوم أدى إلى مقتل أول سفير أميركي منذ 1979- في ذروة الحملة الانتخابية الرئاسية. وفي بيانه، أشار أوباما إلى أن رايس ستظل في منصبها كسفيرة في الأمم المتحدة وأشاد بخدمتها وأدائها، وقال في هذا السياق: «لقد حصلت على دعم دولي للعقوبات ضد إيران وكوريا الشمالية، وعملت من أجل حماية الشعب الليبي، وساعدت في الحصول على استقلال جنوب السودان، ودافعت عن أمن إسرائيل وشرعيتها، كما كانت من المناصرين لإصلاح الأمم المتحدة، ودافعت عن حقوق الإنسان لكل الشعوب». وأضاف يقول: «إنني سعيد لأن سوزان ستستمر في الخدمة كسفيرة لبلدنا في الأمم المتحدة وكعضو مهم في إدارتي وفريقي للأمن القومي حيث ستواصل عملها إلى الأمام حول كل هذه المواضيع وغيرها». وفي هذه الأثناء، تتجه كل الأنظار نحو السيناتور جون كيري (الديمقراطي) عن ولاية ماساتشوسيتس، وهو مرشح قوي آخر لمنصب وزير الخارجية. ويتمتع جون كيري بخبرة في السياسة الخارجية؛ كما أنه لطالما اعتُقد بأنه يرغب في هذا المنصب. غير أن مغادرته مجلس الشيوخ قد تكلف الديمقراطيين مقعده. ذلك أن السيناتور الآخر عن ولاية ماساتشوسيتس، سكوت براون (الجمهوري)، خسر للتو إعادة الترشح أمام المتمردة الديمقراطية إليزابيث وارن، لكنه مازال يحظى بشعبية في الولاية ويُتوقع أن يكون مرشحاً قوياً في الانتخابات الخاصة لشغل مقعد كيري. وبالمقابل، لا يملك الديمقراطيون اختياراً واضحاً، اللهم إلا إذا انضم حاكم الولاية ديفال بارتيك. هذا ويتعين على أوباما قريباً أن يحسم بشأن الشخص الذي سيعينه لمنصب مهم آخر سيصبح شاغراً قريباً، ألا وهو وزير الدفاع. وقد أشارت التقارير الإخبارية يوم الخميس إلى أن السيناتور السابق تشاك هاجل من ولاية نبراسكا، وهو جمهوري، قد يحظى ببعض الامتياز لخلافة ليون بانيتا الذي أوضح نيته في التنحي عن هذا المنصب. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©