الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دبي السينمائي» يحقق أهداف شعار «ملتقى الثقافات والإبداعات»

«دبي السينمائي» يحقق أهداف شعار «ملتقى الثقافات والإبداعات»
16 ديسمبر 2012
إبراهيم الملا (دبي) - تختتم مساء اليوم في مسرح الأرينا بمدينة جميرا بدبي فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي، الذي يسعى، منذ انطلاقته قبل تسع سنوات، إلى تحقيق طموحه في ترجمة شعار المهرجان وهو: “ملتقى الثقافات والإبداعات” وتحويله إلى واقع ثقافي وسينمائي ملموس من خلال التعاون الكبير والمثمر بين المؤسسات والقطاعات الرسمية في دبي وبين إدارة المهرجان بشقيها التنفيذي والفني، وذلك لفتح منافذ واسعة للحوار بين الحضارات والمرجعيات المختلفة ونشر روح التسامح والوعي السينمائي في المنطقة. وكان المهرجان قد انطلق في التاسع من شهر ديسمبر الجاري في حفل كبير حضره جمع من المسؤولين والمهتمين بالقطاعين السينمائي والثقافي، بالإضافة إلى حشد من الإعلاميين والفنانين المحليين والعرب والأجانب وضيوف المهرجان، وحظي كل من المخرج البريطاني مايكل أبتيد، والفنان المصري محمود عبدالعزيز بتكريم خاص من إدارة المهرجان في حفل الافتتاح، وذلك تثميناً لجهودهما المميزة في صناعة أفلام حاضرة وملهمة في ذاكرة السينما على المستويين الدولي والعربي. عرض عالمي أول واحتضن المهرجان في دورته الحالية (158) فيلما من (61) دولة منها (50) فيلما في عرضها العالمي الأول، و(14) فيلما في عرض دولي أول، وشارك في المهرجان (78) فيلما عربيا، وتوزعت هذه الأفلام على أقسام متعددة وتنافس أغلبها على جوائز عالية في قيمتها المعنوية والمادية والتي خصصها المهرجان للمبدعين والمتميزين من صناع الأفلام في الإمارات والعالم العربي والدول الأسيوية والأفريقية، من خلال عدة مسابقات هي مسابقة المهر الإماراتي، ومسابقة المهر العربي للأفلام الروائية والأخرى الوثائقية والقصيرة، مسابقة المهر الآسيوي الأفريقي للأفلام الطويلة والقصيرة والتسجيلية. وعبر عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان عن المرحلة المهمة التي قطعها المهرجان خلال تسع سنوات منذ انطلاقته، مشيرا إلى أن هذا الحدث السنوي الكبير أسس لحركة سينمائية واعدة في المنطقة من خلال العروض المحلية والعربية والعالمية المميزة، ومن خلال تخصيص صناديق لتمويل الأفلام، والمبادرات الخاصة بالصناعة السينمائية، وتحفيز الطاقات والمواهب الشابة في هذا الحقل الثقافي والفني الذي يجسد لغة التواصل الإنساني الحرّ والشفّاف مع الآخر. وبدوره أكّد مسعود أمر الله آل علي المدير الفني للمهرجان، أن هذا الحدث السينمائي والثقافي المهم في المكان يحقق المغامرة الجميلة للذهاب بالسينما إلى أقصى مدى، وخلق جو متناغم للتعرف على السينما في المنطقة من خلال العروض الاستثنائية، وابتكار مبادرات التمويل والتوزيع من خلال برامج مستقلة مثل “سوق دبي السينمائي”، وبرنامج “إنجاز”، الذي يدعم المشاريع السينمائية والأفكار الإبداعية الجديدة والخلّاقة في الإمارات والخليج ولدى صناع الأفلام في العالم العربي. كما ضم المهرجان عدة برامج مهمة ومصاحبة للمسابقات الرسمية وهي برنامج “ليال عربية”، الذي حمل نسيجا من القصص المشوقة لأفلام من العالم العربي أو تلك التي تتحدث عن القضايا المؤلمة والحكايات المبهجة في هذا العالم، والتي تترجم في النهاية غنى وثراء الثقافة العربية والإسلامية خصوصا في بلدان الشرق الأوسط. وهناك أيضا برنامج “سينما العالم”، وضم أفلاما مدهشة مثل فيلم الافتتاح الذي حمل عنوان “حياة باي”، للمخرج الصيني آنج لي، وفيلم “حب” الحائز جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي، وهو من إخراج الألماني المبدع مايكل هانيكه، بالإضافة إلى أفلام أخرى لقيت صدى واسعا في عروضها العالمية ورشح بعضها لجوائز الأوسكار في فئات الترشيح المختلفة مثل فيلم “هيتشكوك” من بطولة النجمين أنتوني هوبكنز في دور مخرج أفلام الإثارة والرعب الشهير ألفريد هيتشكوك، والنجمة هيلين ميرين في دورة زوجة هيتشكوك. احتفاء بالسينما الهندية وبمناسبة مرور مئة عام على انطلاقتها، احتفى مهرجان دبي السينمائي في دورته التاسعة بالسينما الهندية وخصص لها برنامجا احتفاليا مستقلا اشتمل على عرض مجموعة من الأفلام المبهرة والمفصلية في تاريخ السينما الهندية التي تحمل بهارات ونكهة وجماليات الصورة المتداخلة مع الإرث القديم والمتجدد في الثقافة الهندية. وضمن اهتمامه بسينما الأطفال قدم المهرجان مجموعة مميزة من الأفلام لجمهور من الصغار والذين تجاوبوا مع العوالم الخيالية الجذابة والثرية للقصص العلمية والحكايات الخرافية وتقنيات التحريك المبتكر في هذه الأفلام، والتي يمكن لها أن تضيف الكثير للمخزون العلمي والمعرفي المتشكل في دواخل هؤلاء الأطفال. واحتوى برنامج “أصوات خليجية” على مجموعة من الأفلام التي منحت فرصة ذهبية للضيوف الأجانب من أجل التعرف على الجوانب الاجتماعية والتاريخية والثقافية للمنطقة من خلال قصص وقضايا مستقلة تطرحها هذه الأفلام في إطار درامي مشوّق وحافل بالاشتغال السينمائي لشباب جدد يحاولون تأسيس حالة سينمائية وفنية جديدة في منطقة الخليج. «وجدة» السعودي ومن العروض المميزة التي استقطبت جمهور المهرجان فيلم “وجدة” للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، وهو أول فيلم روائي سعودي طويل يتم تصويره في منطقة الرياض، بالتعاون مع طاقم ألماني متكامل في مجال التصوير والإضاءة والصوت والمونتاج والسينوغرافيا السينمائية، ويحكي الفيلم قصة الفتاة الصغيرة “وجدة”، التي تحاول وسط مجتمعها المحافظ أن تقتني دراجة هوائية تحقق من خلالها حلمها في اكتشاف العالم الخارجي المحيط بها. أفلام إماراتية روائية وتميز المهرجان بعرض مجموعة من الأفلام الإماراتية الروائية القصيرة والوثائقية ضمن مسابقة المهر الإماراتي، وهنا عرض مكثف لعدد من هذه الأفلام، حيث قدمت المخرجة أمل العقروبي في فيلمها التسجيلي القصير “نصف إماراتي”، روايات توثيقية لخمسة مواطنين إماراتيين واجهوا صعوبات وتحديات شخصية كون أحد والديهم من جنسيات غير إماراتية ويستعرض الفيلم التجارب والمفارقات التي مر بها هؤلاء الخمسة والتي يمكن تحليلها من خلال إسقاطات نفسية واجتماعية متعددة. وفي فيلم “رذاذ الحياة”، تقدم المخرجة الإماراتية الشابة فاطمة النايح حكاية فتاة تقبل على الزواج وتواجه صعوبة في التخلي عن واقعها السابق وعن طفولتها وجوها الأسري الذي اعتادت عليه. أما المخرج وليد الشحي فيروي بأسلوب واقعي وسحري حكاية الشاب المراهق الذي يتسبب دون قصد في سقوط أخته من أحد المباني العالية، وكيف أن هذه الحادثة باتت تلاحقه أينما ذهب، دون أن يقدر على التخلص من عقدة الذنب وتبعات المأساة التي سببها لوالدته. «سراب. نت» و «رأس الغنم» يستعرض المخرج منصور الظاهري، في فيلم “سراب. نت”، المشاكل التي يتورط بها الشباب والفتيات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تقدم واقع هذا التواصل المزيف بأبشع صوره وأكثرها خديعة ما يساهم في تفكيك الترابط الأسرى وخلق كوارث إنسانية في النسيج الاجتماعي. وفي فيلمه الروائي القصير “رأس الغنم”، يتناول المخرج جمعة السهلي حكاية الفتاة التي تهرب من منزلها خوفا من بطش الزوج والأب اللذين باتا يعاملانها بأساليب قهرية ومتجردة من الحس الإنساني، مما يعمق من مأساتها الشخصية وحيرتها الذاتية في كيفية التأقلم والعودة إلى الحياة الطبيعية وسط كل هذا الإقصاء الذكوري لتطلعاتها الأنثوية السوية في مجتمع متصالح وخال من العقد والأحكام الخاطئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©