الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤتمر زراعة الأعضاء يدعو لحماية العمليات من الممارسات غير الأخلاقية

مؤتمر زراعة الأعضاء يدعو لحماية العمليات من الممارسات غير الأخلاقية
16 ديسمبر 2012
إبراهيم سليم (أبوظبي) - أكد خبراء شاركوا في المؤتمر الـ 13 لجمعية الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء، أن بإمكان الشخص المتوفى المساهمة في إنقاذ حياة 8 أشخاص على الأقل ممن يحتاجون إلى زراعة عضو من أعضاء الجسم، وأن هناك حاجة ماسة لتضافر الجهود الدولية في مجال زراعة الأعضاء وحمايتها من الممارسات غير الأخلاقية، والتوعية بضرورة التبرع بأعضاء من يموتون في الحوادث، إما من خلال موافقة ذويهم أو من خلال وصية المتوفى ذاته بالتبرع بأعضائه، لافتين إلى أن هناك تحديات تواجه عملية زراعة الأعضاء تحتاج إلى تثقيف مجتمعي لمواجهتها. ونوقشت خلال المؤتمر الذي اختتم أعماله في أبوظبي أمس، واستقطب ما يزيد على 800 طبيب من الجراحين والمتخصصين في زراعة الأعضاء، أكثر من 100 ورقة علمية، في الوقت الذي أكد فيه أعضاء في اللجنة الخليجية لزراعة الأعضاء ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، من أجل تفعيل التعاون والتبادل في هذا المجال بين دول مجلس التعاون. وأعرب المشاركون في المؤتمر الذي نظمته شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، “أم الإمارات”، عن شكرهم وتقديرهم لسموها على رعايتها للمؤتمر، ما ساهم في إنجاح الفعاليات على مدى أربعة أيام، مثمنين تبرعها السخي برصد مبلغ مليون درهم للبحوث العلمية. كما أعربوا عن تقديرهم لشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” على تنظيمها ورعايتها لهذا الحدث العلمي، الذي نوقشت خلاله أهم القضايا الطبية والأخلاقية والتحديات التي تواجه زراعة الأعضاء. وقال الدكتور علي العبيدلي استشاري أمراض الكلى والمدير التنفيذي للشؤون الطبية في شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، رئيس المؤتمر، إن عدد المرضى الذين يحتاجون لزراعة أعضاء في دولة الإمارات يبلغ 1500 مريض، من بينهم 1200 مريض يجرون عمليات دورية لغسيل الكلى، و300 يحتاج لزراعة كبد، لافتا إلى أن مدينة خليفة الطبية أجرت ما يزيد على 65 عملية زراعة كلى حتى الآن، من بينها عمليات لأربعة أطفال، لافتا إلى نية “صحة” بالتوسع في برنامج زراعة الأعضاء. من جانبها قالت الدكتورة منى الرخيمي رئيسة شعبة أمراض الكلى في جمعية الإمارات الطبية، الرئيس المشارك في المؤتمر، الذي عقد تحت شعار “الأبعاد الأخلاقية لزراعة الأعضاء” إن المتحدثين والمشاركين فيه ناقشوا العديد من الدراسات المتعلقة بزراعة الأعضاء، حيث تضمن برنامجه العلمي ورش عمل حول التبرع بالأعضاء وزراعتها، وزراعة الكبد، وعلم أمراض الأنسجة والتوافق النسيجي في الزراعة، والمناعة، والتقييم وإجراءات التشخيص ما قبل عملية زراعة الكلية، إضافة إلى بنك الأنسجة والخلايا. وأضافت أن المؤتمر تضمن عددا من الجلسات ناقشت زراعة الأعضاء من الجوانب الطبية والأخلاقية والتحديات التي تواجهها، وكيفية التغلب عليها، والقوانين الناظمة لها، والإرشادات والمعايير الدولية حول تشخيص وتقييم حالة المريض الذي سيخضع لعملية زرع كلية أو أي عضو آخر في الجسم، وواقع التبرع بالأعضاء في دول الشرق الأوسط وآسيا، والنواحي الشرعية والأخلاقية المتعلقة بزراعة الأعضاء، إضافة إلى مناقشة الإرشادات والمعايير الدولية حول تشخيص وتقييم حالة المتبرع بالكلية، وصعوبة معالجة الرفض الناجم عن عمليات زراعة الأعضاء والكبد، وعلم المناعة والتوافق النسيجي في عملية تحضير المرضى لزراعة الكلية، و كيفية تقييم الخطر المناعي لدى الأشخاص الذين يجرون عمليات لزراعتها. كما ناقش المؤتمر سبل تشجيع التبرع بالأعضاء، وكيفية زيادة الإقبال عليه لتلبية المتطلبات مع احترام القيم الأخلاقية والتشريعات المتعلقة، والتثبيط المناعي في زراعة الأعضاء، والاتجاهات الحالية والمستقبلية في هذا المجال، إضافة إلى زراعة نخاع العظم. وتضمن الحدث ورقة حول الجيل المقبل من زراعة الأعضاء بالخلايا الجذعية، وترميم الأعضاء وهندسة الأنسجة، وأخرى حول أخلاقيات زراعة الأعضاء والاتجار بها، والأوجه المتعددة لعملية الاتجار وكيفية التغلب عليها والتحديات التي تواجهها. وأعلن الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي عن تقديم ثلاث جوائز لكل من الدكتور علي مالك حسيني أستاذ الجراحة ورئيس قسم زراعة الأعضاء في جامعة شيراز للعلوم الطبية، صاحب أفضل مبادرة في زراعة الأعضاء من المتوفين، والذي يعتبر الأب الروحي لزراعة الكبد في إيران، حيث أجرى خلال حياته المهنية 1000 عملية لزراعة الكبد، وفي العام الماضي وحده 345 عملية من هذا النوع، في حين نال الدكتور إيراج فاضل جائزة أفضل بحث في زراعة الأعضاء، حيث أسس البرنامج الوطني لزراعة الكلى في إيران، ونشر أكثر من 150 مقالة في المجلات الطبية، وألقى أكثر من 165 محاضرة داخل وخارج إيران. وفاز بجائزة أفضل إنجاز في زراعة الأعضاء، الدكتور أديب حسن رزفي رئيس ومؤسس مركز “سند” لأمراض الكلى وزراعتها في باكستان، والذي يعتبر أكبر مستشفى لزراعة الكلى لعلاج المرضى مجاناً، حيث يجري هذا المستشفى من 10 إلى 12 زراعة كلى أسبوعياً، فضلا عن تأسيسه مدرسة طبية خاصة لمساعدة الفقراء. من جانبه قال الدكتور فيصل بن عبد الرحيم شاهين، مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء بجدة، إن التقارير العالمية تشير إلى أن هناك أكثر من 500 مليون شخص في العالم يعانون من خلل ما في وظائف الكلى، يؤدي إلى عدد من أمراض الكلى، في حين بلغ عدد الكلى المزروعة بالتبرع بعد الوفاة على صعيد العالم 2443 عملية، بينما بلغ عدد عمليات زراعة الكلى من متبرعين أحياء في منطقة الشرق الأوسط، 5000 عملية. تجدر الاشارة إلى أن نسبة كبيرة تصل إلى 92% من أهالي المتوفين دماغيا، يوافقون على التبرع بأعضاء أبنائهم إذا ما علموا أن ذلك كان رغبة المتوفى دماغياً، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 30% إذا لم يعرفوا ذلك. وشدد الدكتور شاهين على أهمية التوعية بأهمية التبرع بالأعضاء عبر مختلف الطرق، وأهمهما التوعية عبر وسائل الاعلام، خصوصاً وأن المتبرعين الأحياء مازالوا يمثلون المصدر الرئيسي للزراعة، حيث تعادل نسبة التبرع بالكلى من الأحياء ثلاثة أضعاف نسبة التبرع من المتوفين دماغياً، فيما تعادل نسبة تبرع الأحياء بجزء من الكبد ضعف نسبتها لدى المتوفين دماغياً، لافتا إلى أنه يمكن لكل شخص متوفى في حال التبرع بأعضائه، أن يساهم في إنقاذ حياة 8 أشخاص يحتاجون إلى زراعة أعضاء. إلى ذلك، اختتمت أمس الأول فعاليات الدورة الرابعة لألعاب زارعي ومتلقي الأعضاء في الشرق الأوسط والتي ترافقت مع انعقاد المؤتمر. وفي حفل إطلاق الدورة الرابعة لألعاب متلقي ومانحي الأعضاء، قدم سيف القبيسي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” التي رعت المؤتمر، درع تكريم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة؛ تقديراً لجهودها ودعمها المؤتمر وبرامج زراعة الأعضاء وتسلمته عنها فاطمة المحرزي مدير إدارة الموارد البشرية والمالية في الاتحاد النسائي العام. إحصاءات عالمية في مجال الزراعة أظهرت إحصائية طبية عالمية، أن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الـ 45 بين دول العالم في زراعة الأعضاء، وأن هناك 13 ألف مريض في المملكة بحاجة إلى زراعة كلى، منهم ستة آلاف على لائحة الانتظار. وأشارت الإحصائية إلى زراعة 500 كلية في السعودية من متوفين دماغياً أو من أقارب للمرضى خلال العام الماضي، في حين تمت زراعة 120 كبدا من متبرعين متوفين دماغيا، و18 قلبا، و18 رئة. وقالت إن هناك 100 ألف شخص في الصين، زرعت لهم أعضاء، في حين أن هناك مليون شخص سنويا بحاجة إلى زراعة كلى، و300 ألف شخص بحاجة إلى زرع كبد، لكن 1% فقط من هؤلاء يحظون بفرص لزراعة الأعضاء. ويتجاوز عدد المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة أعضاء في الولايات المتحدة الأمريكية، 100 ألف مريض، بينهم 70 ألفا يحتاجون إلى زراعة كلى، في حين يموت 7 مرضى يومياً وهم بانتظار زراعة الأعضاء. وتجرى في الشرق الأوسط، سنويا أكثر من 7800 عملية زراعة كلى، وفي إيران لوحدها 2700 زراعة، في حين تجرى في تركيا 2480 زراعة كلية سنوياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©