الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بروكسل والمترشحون الأميركيون

26 مارس 2016 04:57
في أعقاب هجمات بروكسل الإرهابية يوم الثلاثاء الماضي، بدأ المترشحون الأميركيون للرئاسة بإعادة النظر في مواقفهم والتركيز على رفع حدّة الخطاب المضاد للإرهاب. وسبق للعديد من الناخبين أن استمعوا إلى تفاصيل خطة دونالد ترامب التي أعلنها في شهر ديسمبر الماضي، وتقضي بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، «حتى يتمكن من فهم ما يجري تماماً»! واشتملت أفكاره الأخرى على تنفيذ ضربات جوية على حقول النفط التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي، وإغلاق نوافذ محددة في شبكة الإنترنت يستخدمها التنظيم المذكور لتجييش المزيد من الإرهابيين وضمهم إلى صفوفه، وكذلك ملاحقة أفراد عائلات مقاتليه أينما وجدوا! وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجيرات الإرهابية في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل ونظام مترو الأنفاق فيها. وقد اعتبر خبراء أن «الوصفات» التي طلع بها ترامب لمحاربة الإرهاب غير قانونية (وخاصة منها ما يتعلق باستهداف عائلات الإرهابيين)! أو أنها مستحيلة التنفيذ على أرض الواقع (مثل إغلاق بعض نوافذ الإنترنت)! وفي إطار تعليقه على هجمات بروكسل، قال ترامب لقناة «فوكس» الإخبارية: «سأغلق حدود الولايات المتحدة، لأننا ما زلنا نقبل دخول الناس من دون أوراق ثبوتية حقيقية، ودون أن نعلم من أين أتوا أو مَن هم». ولكن.. ما الذي يقترحه المترشحون الآخرون؟ لقد سارع كل المترشحين للرئاسة إلى التعبير عن رؤاهم حول طريقة محاربة الإرهاب، وللحفاظ على أمن أميركا وهم: السيناتور عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، وحاكم ولاية أوهايو جون كازيتش، والمترشحة هيلاري كلينتون، والسيناتور تيد كروز عن ولاية تكساس. ويرى ساندرز أن من الضروري تغيير أسلوب المواجهة. وفي هذا السياق، قال يوم الثلاثاء الماضي في تصريح صحفي «تذكّرنا الهجمات الوحشية التي شهدناها هذا اليوم بأن على المجتمع الدولي أن يتعاون لتحطيم داعش. وهذا النوع من السلوك البربري لا يمكن لأحد أن يقبله». وتقضي سياسته بامتناع الولايات المتحدة عن المشاركة المباشرة في هذه المواجهة. وهو يقول: إن دحر «داعش» يجب أن يعتمد على الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، وهي الدول التي ينبغي أن تقود الجهود الرامية إلى دحر التنظيم فيما يقتصر دور الولايات المتحدة على تقديم الدعم العسكري. وتتركز سياسة ساندرز المتعلقة بالهجرة على ضبط الحدود الجنوبية، ولكنه يغفل الحديث عن الإجراءات الخاصة التي يجب اعتمادها لمنع تسلل الإرهابيين إلى الولايات المتحدة. وقد ذهب إلى حد إطلاق وعد قاطع بأنه سيسارع إلى إغلاق «وكالة الأمن الوطني» تماماً لو تم انتخابه رئيساً. وكانت ردة فعل «كروز» على هجمات بروكسل مختلفة نوعاً ما، حيث قال: إن «على أميركا أن تعمل فوراً على إيقاف تدفق اللاجئين من الدول التي يوجد فيها تنظيما القاعدة وداعش بشكل كبير». وقال في كلمة ألقاها في «مؤسسة التراث» في شهر ديسمبر الماضي: إن على الولايات المتحدة أن تفعل كل ما هو ضروري لتدمير «داعش». واقترح ذات مرة ضرب المواقع التي يتحصن فيها مقاتلو التنظيم في العراق وسوريا بطريقة «التغطية بالقنابل»، وهي شكل من الغارات الجوية العنيفة المحظورة وفقاً لمعاهدة جنيف. وبدوره قال «كازيتش» لصحيفة «نيويورك تايمز»، في إطار تعليقه على أحداث بروكسل: «نحن لسنا في حرب مع الإسلام، بل نحن في حرب ضد الإسلام الراديكالي المتطرف. وفي بلدنا، لا نريد أن نخلق نوعاً من الانقسام بالقول لأحدهم أنت مسلم، ولكننا سنبقي على أعيننا مفتوحة عليه، لأن آخر ما نريده الآن هو المزيد من الاستقطاب في مجتمعنا». وكانت لهيلاري أيضاً كلمتها في هذه المناسبة المؤلمة، حيث قالت: «يتعين علينا أن نكون أكثر ذكاء وقوّة في طريقة تعاملنا مع الإرهاب. لكن من غير المقبول أن نعلن أننا سنغلق حدودنا في وجه كل الناس». وكان من الواضح أنها تردّ بذلك على أطروحات ترامب. وهي تدعو إلى اقتلاع الإرهاب من جذوره في بعض دول الشرق الأوسط التي يعمّها الاضطراب عن طريق دعم حلفاء أميركا في المنطقة. وقالت: إنها ستعمل على تحقيق الاستقرار في ليبيا واليمن وبلدان أخرى، لمنعها من التحول إلى ملاذات للإرهابيين. * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©