الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ريان» واحتواء شقاقات «الجمهوريين»

1 يناير 2016 01:26
في عطلة نهاية أسبوع مبكر من ديسمبر تلقى «مت سامون» النائب «الجمهوري» عن ولاية أريزونا مكالمة هاتفية من «بول ريان» الرئيس الجديد لمجلس النواب. واستمرت المكالمة 25 دقيقة مع سامون العضو في «تكتل الحرية» الجمهوري الذي جعل الأمور شديدة الصعوبة على الرئيس السابق للمجلس «جون بوينر» ليستقيل في أكتوبر الماضي. وكان «ريان» يريد أن يتحدث عن فكرة اقترحها النائب «سامون» الآونة الأخيرة في الاجتماع الأسبوعي للجمهوريين في مجلس النواب. وتحدث النائب فيما بعد لمجموعة صغيرة من الصحفيين واصفاً بسعادة فيما يبدو ما حدث بأنه «ما كان ليحدث قط مع جون بوينر». وما هذا إلا أحد الأمثلة الكثيرة على تواصل رئيس المجلس «الجمهوري» مع محافظين كانوا يشعرون أنهم مبعدون عن صناعة القرار في المجلس. ويشير مراقبون إلى أن سياسة الاحتواء التي يتبناها «ريان» تمثل تغيراً ملحوظاً عن نهج «جون بوينر» لهيمنة القمة، وهذا الاحتواء قد يساعد «ريان» في إدارة المجلس بشكل أفضل. ويرى «جون بيتني» الخبير في شؤون الكونجرس في «كليرمونت مكينا كوليدج» في كاليفورنيا أن المشكلة في ظل رئاسة «بوينر» تمثلت في شعور الأعضاء بأنهم خارج رقعة اللعب. ويرى أن الرئيس الجديد «ريان» أعطاهم «إحساساً بالامتلاك». لكنه يعتقد أن هذا ليس كافيا كي يمر ريان بسلام من معارك العام المقبل «لكنه بدأ بداية جيدة». فقد استطاع «ريان» أن يجعل الحكومة تواصل عملها، وهو تحد سهل لكن مع الأخذ في الاعتبار سياسة حافة الهاوية الخاصة بالمالية في السنوات القليلة الماضية، فهذا إنجاز ليس بالصغير. ففي منتصف ديسمبر أقر مجلس النواب بسهولة مشروع قانون للإنفاق للحزبين بقيمة 1.1 تريليون دولار دون كثير من التأزم أو الإثارة. وحذا مجلس الشيوخ حذوه. ومع انتهاء العام الأول لخضوع الكونجرس لسيطرة «الجمهوريين»، استطاع مجلس النواب المشاكس أن يقر بعض التشريعات الجوهرية للحزبين التي حصلت على موافقة في مجلس الشيوخ. وقسط كبير من هذا العمل وأبرزه اتفاق الحزبين بشأن الميزانية الذي هيأ الجو لمشروع قانون الإنفاق كان يجري إعداده قبل أن يترك بوينر منصبه. لكن تواصل ريان مع جماعات الحزب ساعد في تحسين المناخ وفي الموافقة على التشريعات. ومنذ انتخابه في 29 أكتوبر ليكون أصغر رؤساء المجلس سنا منذ ما يقرب من 150 عاما وهو يجرب منهج سياسة من القاعدة إلى القمة. وشكل «مطبخا حكوميا» من أصوات الحزب الجمهوري المختلفة ليقوم بدور قيادي استشاري. وهو يستضيف اجتماعات أسبوعية مع أعضاء من تكتل الحرية وفصائل أخرى من الحزب الجمهوري. ويعيد أيضا كتابة قواعد لجنة التوجيه المؤثرة التي تحدد مهمات اللجنة وهي مهمة للغاية لعمل الأعضاء. وكانت اللجنة في ظل قيادة بوينر مرصعة بالقيادات لكنها الآن أكثر تنوعا. وفتح ريان أيضا الباب لعملية صناعة القوانين. وهو يعيد طرح أسئلة بشأن قضايا واستراتيجيات على المجلس. وهذا يجعل من الصعب على أصحاب رأي الأقلية الشكوى من عدم السماح لهم بالمشاركة. ووعد ريان بأن ينقل مشروعات قوانين الإنفاق إلى وكالات الحكومة المختلفة واحدا بواحد العام المقبل بدلا من عرضها في صورة قانون واحد عملاق في ديسمبر. ولذا، فإنه يحتاج إلى المزيد من التعاون من «الديمقراطيين» أكثر من «الجمهوريين» وذكر ريان أنه حصل على تطمينات من هاري ريد زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ بأنه لن يمنع مشروعات الإنفاق من العرض على المجلس لمناقستها العام المقبل. لكن ريد اشترط أن تكون مشروعات القوانين وعملية تداولها تجمع الحزبين من البداية للنهاية. وهذا قد يكون بعيد المنال في عام الانتخابات الرئاسية الذي يريد فيه المشرعون تحقيق مكاسب حزبية. وترى «سارة بيندر» الخبيرة في شؤون الكونجرس في معهد بروكينجز البحثي في واشنطن أن الجماعات والآراء المختلفة التي جعلت الأمور صعبة على «بوينر» مازالت كما هي. لكن «ريان» الذي لا يفت في عضده شيء متفائل. وقال لمجموعة من الصحفيين في مقابلة في 18 ديسمبر «لأننا استعدنا نزاهة العملية، وأنا فعلت كل ما قلت أنني سأفعله، يشعر الناس بالارتياح... ويدركون الآن أن النتيجة لا يتعين أن تكون مثالية وقد لا تتضمن كل شيء يريدونه لكنني أعتقد أن الناس يبدؤون صفحة جديدة. اعتقد أنهم يعتبرونه تغيرا في الثقافة». *فرانسين كيفير* *صحفية متخصصة في الكونجرس الأميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©