الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التكنولوجيا تعزز استثماراتها في خطوط كابلات الإنترنت

شركات التكنولوجيا تعزز استثماراتها في خطوط كابلات الإنترنت
27 ديسمبر 2013 21:30
تكثف كبريات شركات التكنولوجيا مثل جوجل وفيسبوك جهودها للتحكم في مزيد من خطوط كابلات الألياف البصرية التي تعد عمود شبكة الإنترنت الفقري على نحو يثير التوترات بينها وبين شركات الاتصالات. في العام الماضي هذه الشركات التي تقدم كثيراً من محتويات الإنترنت زادت من استثمارها في بنية الشبكة الأساسية. وتشمل الجهود الإعلان عن الكابلات الغاطسة البحرية والجوفية البرية التي مولتها وإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لتأجير ما يسمى بكابلات الإنترنت وبناء معدات مد شبكاتها. وهي بذلك بدأت في منافسة بعض شركات الاتصالات التي تعتبرها ضمن عملائها. قضت جوجل سنوات في تركيب شبكة من كابلات الألياف البصرية وتتحكم حالياً في أكثر من 100 ألف ميل من المسارات حول العالم وهو ما يتجاوز حجم شبكة الولايات المتحدة القارية التي تديرها شركة سبرينت التي تغطي أقل من 40 ألف ميل. وقال تنفيذيون بشركات التكنولوجيا إنهم يهدفون إلى تقليل التكاليف والنهوض بأداء خدماتهم على شبكة الإنترنت وضمان أن لديهم سعة تكفي لمواكبة الحركة المتنامية لما يتداول على الإنترنت من فيديو وصور وألعاب وغيرها من الخدمات التي تصدرها شركاتهم. وبدأت فيسبوك في شهر يونيو الماضي تقديم دفق معلومات على الكابلات حول أوروبا لتوسيع شبكتها والارتباط بمركز بياناتها الجديد على حافة الدائرة القطبية الشمالية في السويد. كما قامت كل من جوجل وفيسبوك بالاستثمار في كابلات بحرية آسيوية جديدة في السنوات القليلة الماضية. يأتي هذا في وقت تعكف فيه كل من أمازون دوت كوم ومايكروسوفت على الاستثمار بكثافة في بنية شبكتهما الأساسية لاستيعاب نمو أعمالهما في مجال الحوسبة السحابية. وقد أثارت هذه الأعمال مؤخراً بعض الجدل بعد أن تردد أن وكالات الاستخبارات الأميركية اخترقت بيانات مارة بين مراكز البيانات التابعة لجوجل وغيرها من الشركات. ورغم أن الاستثمارات غير موجهة إلى معالجة تلك الانتهاكات إلا أن امتلاك الكابلات يمكن أن يكفل للشركات مراقبة ما يمكن أن يحدث من انتهاكات من هذا القبيل. غير أن هذا التطور يقلق العديد من شركات الاتصالات التي قالت إنها لا تريد التخلي عن التحكم في تلك الكابلات وتركها ليستفيد بها أكبر عملائها. وقال خبراء إن تلك المشاريع تأتي بمصدر استثمار جديد لصناعة متأزمة لأكثر من عقد بسبب الأسعار الآخذة في الهبوط وزيادة السعة. غير أن هذه الصناعة تخشى أصلاً من شبح تقلصها إلى مجرد أنابيب حركة بيانات عمومية. وتخشى هذه الصناعة من أن التوجه الجاري قد يهمش دور الشركات إلى أن تصبح مجرد مقاول بناء تلك الأنابيب. وقال جيف جاردنر رئيس تنفيذي شركة وبندستريم للاتصالات إن بعض المشغلين غير مكترثين بالتوجه الجديد، وأضاف أن شركته التي دأبت على امتلاك المزيد من خطوط الكابلات، تفضل علاقة تقليدية مع مواقع الشبكة بحيث تفرض عليها الرسوم حسب حجم الاستخدام بدلاً من إبرام عقود تأجير طويل الأجل لخطوط الكابلات بكاملها. وقال جاردنر: «لو اكتفينا بتأجير الكابلات في أنحاء البلاد سنكون مجرد شركة مقاولات». ومع ذلك فهذه الصناعة مضطرة للتأقلم نظراً لأن الأرباح وميزان القوة يتوجه إلى شركات المحتوى. وقال اريك هولبرج الذي يتولى إدارة خطوط الكابلات العالمية لشركة الاتصالات السويدية تيليا سونيرا التي تتولى تشغيل وإدارة شبكة فيسبوك الأوروبية: «لقد تغيرت قواعد اللعبة، وعلينا جميعاً أن نكون أكثر مرونة». وقال خبراء إن توقعات تعاظم حركة بيانات الإنترنت دفعت بالشركات مثل جلوبال كروسينج وتايكو انترناشيونال إلى إنفاق مليارات الدولارات على مد كابلات الألياف البصرية في أواخر تسعينيات القرن الماضي الأمر الذي ترتب عليه أفراط السعة ما أدى إلى التأزم أو الإفلاس. وتتعاظم حالياً حركة بيانات الإنترنت بسبب بث الفيديو والهواتف الذكية التي زادت من انفتاح ملايين الأفراد على الإنترنت، كثير منهم من الفقراء يقطنون في أماكن أقل توصيلاً بالإنترنت. وتلتهم حركة فيديو يوتيوب التي يتبادلها المشاهدون أكثر من نصف سعة شبكة جوجل العالمية، بحسب خبراء. كما تضاعف عدد مستخدمي الإنترنت في الهند إلى 200 مليون مستخدم في العامين الماضيين بينما انضم أكثر من 60 مليون آسيوي إلى إنترنت المحمول في ثلاثة أشهر هذا العام، بحسب شركة اريكسون مصنعة معدات الشبكات. وقد أدى طوفان المحتويات إلى الخشية من حدوث اختناق في بعض المناطق حتى لو سمحت التقنية الجديدة لشركات الإنترنت بإرسال مزيد من البيانات عبر الأنابيب ذاتها، ورغم ذلك لا بد من تقليص السعة المفرطة، ومع استمرار تراجع أسعار نطاق الترددات فإن شركات الاتصالات التقليدية التي تعلمت الدرس من سنوات الفقاعة تتوجه بحذر نحو الاستثمار في النوع الجديد من الكابلات. وتواجه شركات الإنترنت هذه المسألة من خلال الاستثمار بنفسها في خطوط الكابلات ضماناً لتيسير حركة البيانات وبلوغها مزيداً من المستخدمين الجدد. ويعزى ذلك جزئياً إلى أن شركات الاتصالات لا تنفق الكثير على الإنشاءات الجديدة تفادياً لانخفاض أرباحها. ولكنه يعزى أيضاً إلى أن شركات الشبكة تريد ضمان استفادتها من امتلاك خطوط الكابلات. وقال إن كاروسو الرئيس التنفيذي لشركة زايو جروب مورد بنية الإنترنت الأساسية التي تبيع خطوط كابلات الألياف البصرية لشركات مثل جوجل: «إن الأمر يتعلق بأن الشركات تريد التحكم في مصيرها». بدأت جوجل توجهها نحو خطوط كابلات الإنترنت عام 2008، حين اشتركت مع مجموعة استثمارية في بناء نظام كابلات بتكلفة 300 مليون دولار يربط كاليفورنيا باليابان. في تلك الصفقة، انتزعت جوجل دوراً كانت تقوم به شركات مثل إيه تي اند تي وفيريزون كوميونيكيشنز من خلال إبرامها اتفاقية مع وزارة الأمن الوطني الأميركية. وضعت تلك الاتفاقية الشروط بين الحكومة والشركة بهدف حماية الأمن القومي الأميركي. ثم توسعت جوجل في آسيا من خلال كابل طوله 6000 ميل أو 9500 كيلو متر ربط بين ست دول آسيوية تشمل سنغافورة دخل الخدمة في شهر يونيو الماضي. كما عقدت جوجل اتفاقية طويلة الأجل للتحكم في خطوط كابلات ألياف بصرية خاصة تربط مراكز بياناتها الرئيسية بأكبر 12 محور إنترنت في أميركا الشمالية. وقالت شركات الاتصالات التي تجري أعمالاً مع جوجل إن عملاقة البحث تنشغل بكل نشاط في إبرام عقود نطاق ترددات معدة مسبقاً تفادياً لمفاوضات مطولة. زاد إنفاق جوجل الرأسمالي إلى 2.3 مليار دولار في الفترة الربعية الماضية بما يساوي ضعف ما كان يتوقعه محللون، يغطي معظمه تكاليف الجديد من أجهزة الكمبيوتر ومراكز البيانات والأراضي. وقال باتريك بيشت مدير الشركة المالي إن المستثمرين يعتبرون هذه الزيادة في الإنفاق مؤشراً شديد الإيجابية. كما أن تكاليف الكهرباء تعمل على زيادة استثمار شركات المحتويات في الكابلات. فبدلاً من بناء مراكز بيانات في مناطق تزيد فيها أسعار الكهرباء، تستكشف مايكروسوفت الأماكن التي تكون الكهرباء فيها أرخص ثم تمد خطوط الكابلات لربط مراكز البيانات مع المستخدمين. وتتنامى احتياجات مايكروسوفت من نطاق الترددات نظراً إلى توسعها في مجال خدمات الحوسبة السحابية التي تنقل المعلومات بين العملاء ومراكز بياناتها العالمية. ونتيجة لذلك تقوم الشركة ببناء شبكات كابلات خاصة بها ووقعت عقود إيجار طويلة الأجل لحجز مسارات خطوط كابلات عبر المحيط الباسفيكي القادرة على إرسال أكثر من تيرابت من البيانات في الثانية الواحدة، ما يكفي لنقل أكثر من 1500 فيلم عالي الوضوح عبر المحيط كل دقيقة. ودرجت مراكز البيانات على تشكيل معظم استثمار بنية مايكروسوفت الأساسية، ولكن إنفاقها الآن على عمليات الشبكة آخذ في الزيادة ليصبح مساوياً تقريباً لاستثمارها على مراكز البيانات، بحسب كريستيان بيلادي مدير عام خدمات مراكز بيانات مايكروسوفت. كذلك تكثف أمازون جهودها نحو بنية الإنترنت الأساسية بدافع ذات الديناميكيات. وقال جيمس هاملتون أحد تنفيذيي أعمال حوسبة أمازون السحابية متسارعة النمو خلال معرض الشركة التجاري في شهر نوفمبر الماضي، إن الشركة تزيد استثماراتها في معدات مد شبكات خاصة بها وما يلزم من خطوط كابلات الألياف البصرية. إذ تستخدم الشركة خطوط الكابلات بكثافة من أجل تحسين الأداء وتقليص التكاليف حسب المتحدثة باسم أمازون ماري كماراتا. وزاد حجم إنفاق أمازون الرأسمالي بنسبة 44% إلى 2,6 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولي من هذا العام مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. وتتوقع أمازون أن يستمر هذا التوجه مستقبلاً. هذا ولكي تستوعب فيسبوك زيادة الاستخدام في أوروبا تعاقدت الشركة العام الماضي مع شركة تليا سونيرا للاشتراك معاً في إنشاء شبكة كبيرة السعة تغطي القارة. كما أنها ربطت محاور إنترنت المنطقة الرئيسية بمركز بيانات سويدي جديد قريب من مدينة لوليا المتميزة بجوها البارد، الأمر الذي يتيح للشركة توفير ملايين الدولارات من تكاليف الكهرباء. يذكر أن تليا سونيرا قامت بتشغيل خطوط كابلات تغطي أنحاء أوروبا تضم شبكة فيسبوك الجديدة. عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©