مدريد وبيروت تتعهدان بملاحقة قتلة جنود يونيفل

تعهد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو، ونظيره اللبناني فؤاد السنيورة امس بملاحقة قتلة ستة جنود إسبان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ''يونيفل'' يوم الأحد الماضي في انفجار بجنوب لبنان، وصرح ثاباتيرو للصحفيين عقب لقاء السنيورة في مدريد بأن الحكومتين الإسبانية واللبنانية لن تتوقفا حتى اعتقال الجناة ومعاقبتهم· وتعهد السنيورة أيضاً بملاحقة وتقديمهم للعدالة، وكان السنيورة وصل إلى مدريد قادماً من باريس في زيارة قصيرة ليقدم تعازيه إلى ثاباتيرو في مقتل الجنود الستة، ولتقديم الشكر لإسبانيا على إصرارها على البقاء في لبنان، وقال السنيورة: إنه يشعر بالقلق من أن الهجوم على قوات الامم المتحدة قد يكون له أثر سلبي على مشاركة المجتمع الدولي في لبنان، وأطلع السنيورة نظيره الإسباني على مجريات التحقيق الحالي في مقتل الجنود الستة· وذكرت مصادر حكومية أن ثاباتيرو أخبره بأن إسبانيا ربما تشرك سوريا في تحقيقاتها الخاصة بشأن الهجوم على قوات الأمم المتحدة، ووصف السنيورة القتلى بأنهم ''رجال شجعان'' ضحوا بأرواحهم من أجل السلام، وأنهم سيكونون دائماً في ذاكرة العالم العربي· وقالت الحكومة الاسبانية: إنها سترسل على الفور إلى لبنان أربع حاملات جنود مدرعة مزودة بأجهزة لمنع وقوع التفجيرات· وستحد القوات الاسبانية من تحركاتها لحين تزويد نحو 30 مركبة بالأنظمة التي تمنع تفجير العبوات الناسفة والقنابل عن طريق أجهزة التحكم عن بعد، وتعرضت الحكومة لانتقادات لأن المركبة التي كانت تقل الجنود لم تكن مزودة بهذا النظام· من جهة أخرى اعلن السنيورة في روما أنه حصل على ضمانات بأن المجتمع الدولي لن يرضخ للترهيب بعد الاعتداء على قوة ''يونيفل''، وبعد ان وصف هذا الاعتداء بالمشين اعتبر ان الهدف منه كان ترهيب ''يونيفل'' وحرفها عن تحقيق هدفها الفعلي ألا وهو ضمان السلام والامن· وتابع السنيورة قبل بدء لقائه مع نظيره الايطالي رومانو برودي ان الاعتداء ضربة للامن وللسلم الاهلي في لبنان وتحد موجه الى المجتمع الدولي الذي لن ينصاع للترهيب، واضاف السنيورة ان إسبانيا والدول الاخرى المشاركة في قوة يونيفل ''لا تزال ملتزمة بالعمل على تحقيق السلام والامن في لبنان'' مؤكداً أنه حصل على ضمانات بهذا المعنى· من جهته اكد برودي الالتزام القوي لايطاليا دفاعاً عن لبنان حر وسيد، معتبراً ان البلدين صديقان· في غضون ذلك التقى ضباط من الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن ''يونفل'' مسؤولين من ''حزب الله'' لتنسيق التعاون بين الجانبين في التحقيقات حول الهجوم الارهابي، ووصفت صحيفة ''النهار'' اللبنانية اللقاء بأنه كان ايجابياً، وتناول تعاون الحزب في إجراء التحقيقات في التفجير الذي استهدف الوحدة الاسبانية· وأفاد مصدر امني في مرجعيون بالتوصل إلى طرف خيط في التحقيق في هذا التفجير، مما قد يؤدي إلى بعض النتائج الملموسة في الايام القليلة المقبلة· الى ذلك قال قائد ''يونيفل'' الجنرال كلاوديو جراتسيانو: إن التحقيق في الاعتداء على القوات الاسبانية لم يتوصل الى اي نتيجة بعد، مشيراً الى احتمال وجود رابط بينه وبين الاحداث الجارية في شمال لبنان، وقال جراتسيانو: ''الامم المتحدة لا تتكلم على مشتبه فيهم، إنما نسعى الى جمع الادلة، بالطبع نعتقد أنه قد يكون هناك ارتباط ما بما يجري في شمال لبنان''، وتابع ''ما اعنيه اكثر هو ان من يقف وراء الاعتداء هو ضد عملية السلام ولبنان والقرار،1701 ويريد ان يبقى الوضع غير مستقر في لبنان''·