حوار: محمود خليل
وصف ستيفان سيليغ، وكيل وزارة التجارة الدولية الأميركية، تجربة الإمارات التنموية بالحضارية، مثنياً على جهود القيادة الرشيدة، لرؤيتها المتميزة في بناء دولة عصرية متحضرة يشار إليها بالبنان في العالم، لما حققته من إنجازات كبيرة، يصعب على دولة أخرى أن تحققها في الفترة الزمنية ذاتها التي احتاجت إليها الإمارات.
وقال ستيفان سيليغ في حوار مع «الاتحاد»: «إن ما شاهده خلال الزيارة التي قام بها لدولة الإمارات على رأس الوفد الأميركي المشارك في أعمال القمة العالمية للحكومات التي انعقدت في دبي، مؤخراً، من تطور كبير في المجالات كافة في الإمارات، جعله على يقين تام بأن كل شيء صعب ممكن تحقيقه بالإرادة والتصميم».
وشدد على أن الحكومات التي تستثمر في مواطنيها، كما نهجت الإمارات، تصبح دولها أكثر أمناً وازدهاراً، معرباً عن إعجابه بالسياسيات التي تنتهجها دولة الإمارات، ما جعلها تنهض باقتصادها، لاعتمادها الابتكار والتجديد والإبداع في مختلف القطاعات. وقال: «إن زيارته الأخيرة الإمارات جاءت في إطار تعميق العلاقات التجارية الاقتصادية بين البلدين»، مبيناً أن بلاده تولي أهمية كبيرة للعلاقات التجارية مع الإمارات، منوهاً بأن حجم التبادل التجاري سجل في العام لماضي نحو 21,5 مليار دولار أميركي. وسجل المسؤول الأميركي تقدير حكومة بلاده اختيار الولايات المتحدة الأميركية ضيف شرف في القمة العالمية الرابعة للحكومات، معتبراً أن هذا يعكس مستوى علاقات الصداقة والتعاون التي تربط البلدين والشعبين الصديقين في شتى المجالات.
اقتصاد قوي
واعتبر سيليغ، في رده على سؤال، أن تأثيرات انخفاض أسعار البترول على الاقتصاد الإماراتي ستكون سطحية قياساً ببقية دول المنطقة، مؤكداً قدرة الاقتصاد الإماراتي على مواجهة أي تداعيات محتملة جراء هذا الانخفاض، مرجعاً ذلك إلى قوة اقتصاد الدولة، ونجاح خطتها في تنويع مصادر الدخل، والتخلي عن الاعتماد على النفط تدريجياً، وتهيئة اقتصادها لعصر ما بعد النفط، وعدم اعتمادها عليه كمصدر رئيس.
وأضاف أن الإمارات تسعى بخطوات جدية وناجحة ومثابرة للوصول إلى هدفها الطموح بتحقيق معادلة جديدة لاقتصادها الوطني، لا يكون معتمداً فيها على النفط أو مرتهناً لتقلبات الأسواق، معرباً عن ثقته الأكيدة بنجاح مساعي القيادة الرشيدة في هذا المضمار، وأن يتحول الاعتماد على النفط خلال السنوات العشر المقبلة إلى صفر.
مثال يحتذى
ولفت إلى أن الإمارات، في هذا الجانب، مثالٌ يحتذى به لدى دول المنطقة والدول الأخرى التي تعتمد على النفط كمصدر أساسي لدخلها، مضيفاً أن الإمارات تواجه انخفاض أسعار النفط بخطوات قوية وجبارة يحتذى بها، وهي مستعدة لهذا الأمر باستراتيجيات وخطط ناجعة واكبت كل المتغيرات. وأكد المسؤول الأميركي دعم بلاده العميق الاستراتيجية الوطنية الإماراتية للابتكار، معتبراً أنها تشكل خريطة طريق من شأنها أن تؤدي بدولة الإمارات العربية المتحدة نحو تطوير أكثر تنوعاً، واقتصاد مبتكر.
وختم : «أن بلاده والإمارات شركاء في دفع استراتيجية الابتكار في مجال الأبحاث وتكنولوجيا الفضاء»، منوهاً بالتعاون في مهمة الأمل لاستكشاف المريخ.
شريك مثالي
بين سيليغ أن التزام الإمارات بالابتكار جعل منها شريكاً مثالياً للولايات المتحدة، معتبراً أن مذكرة التفاهم بشأن تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، التي أبرمت ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات، ستفضي إلى بناء علاقة استراتيجية طويلة المدى، لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، وتشجيع تبادل الخبرة في هذه المجالات، وتعزيز تطوير سياسة الابتكار، واستكشاف فرص إقامة مشاريع مشتركة لتعزيز التعاون.
ودعا وكيل وزارة التجارة الدولية الأميركية في معرض رده على سؤال الشركات التجارية والمؤسسات الأميركية إلى التريث قبل الإقدام على أي أعمال تجارية، أو استثمارات في إيران حتى يتم رفع العقوبات الرئيسة المفروضة على طهران بشكل نهائي، مشيراً إلى أن
بلاده رفعت عن إيران فقط عقوباتها الثانوية التي تطبق على غير الأميركيين ذات الصلة ببرنامج طهران النووي، وذلك إثر بدء سريان الاتفاق النهائي حول البرنامج الإيراني في يناير الماضي. وقال: «إن العقوبات الرئيسة ما زالت مفروضة على إيران، وتحظر على الأميركيين القيام بأي استثمار يطاول إيران».
عدد اليوم
