تمضي إمارة أبوظبي بارتقائها الحضاري الذي يفرض نفسه على أكثر من صعيد، وهي تزهو اليوم عبر «العلم الأزرق» الدولي المشرع بفخر عند شاطئ البطين، وهذا الإنجاز العالمي، الذي يضيء على 4 معايير دولية، بما ينسجم مع الخطة الاستراتيجية للعام 2030، يأتي ليعزز مفهوم السياحة البيئية، التي لا تقتصر على الاستدامة، إنما تهتم بكل مفردات التوعية الجماهيرية الداعمة لمجتمع خدماتي ترفيهي، لا يهمل الأجواء الصحية الملائمة، ولا شروط الأمن والسلامة.
الحدث الذي تتناوله اليوم المحافل الدولية ذات الصلة البيئية، هو تمكن أبوظبي من أن تكون الأولى على مستوى الشرق الأوسط في حصولها على الامتياز العالمي لرفع «العلم الأزرق»، وهذه المرة الثانية التي تحظى بها العاصمة بهذا الاعتراف المشرف، بعدما رفعت في فترة سابقة العلم نفسه عند شاطئ السباحة في منطقة الكورنيش، محولة إياه إلى مرفق صديق للبيئة.
ويعتبر برنامج «العلم الأزرق»، الذي انطلق عام 1987، علامة عالمية تحظى باعتراف وتوثيق من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة السياحة العالمية، ويتم تطبيق هذا البرنامج النموذجي على أكثر من 3?200 شاطئ ومرسى في 37 دولة حول العالم.
راية مشعة
وضمن جهودها الحثيثة في رفع مستوى المواصفات البنوية والأساسية للوجهات الطبيعية والسياحية كافة في الإمارة، تواصل بلدية أبوظبي إنجازاتها في هذا المجال، وتلعب دوراً جوهرياً في حمل الراية المشعة لكل ما تتجمل به المرافق الحيوية في كافة المناطق، ولاسيما عبر تركيزها على إعادة إحياء المواقع الجغرافية العالقة في ذاكرة السكان منذ سنوات خلت، وها هي اليوم تكمل مشروعها الوطني في تعزيز القيمة الحيوية لشاطئ البطين، الذي بعد عمليات التطوير التي شملته قبل أكثر من سنة، يظهر مجددا بأبهى حلله، ويخرج إلى العلن، ليقدم إضافة تتفاخر بها الأجيال، وتروي صوراً مشرقة للاستمتاع بالحدائق الشاطئية مع الالتزام بحمايتها واحترام جوهرها الطبيعي الشامل.
ويعتبر شرف اعتماد «العلم الأزرق» عند شاطئ البطين، تأكيداً على نجاح خطة البلدية بجعل الشاطئ منطقة جذب للمواطنين والمقيمين والسياح، وواجهة جمالية ومتنفسا ترفيهيا آمنا عالمي المواصفات، حيث تتوفر فيه الخدمات العصرية، وعوامل الراحة والأمان لمختلف شرائح المجتمع والفئات العمرية، ولاسيما للعائلات، وبما يتلاءم مع تطلعاتها واحتياجاتها المستقبلية.
جدير بالتقدير
ويتحدث مدير إدارة خدمات المجتمع بالإنابة في بلدية أبوظبي علي عبدالرحمن العماري عن الأهمية التي يتمتع بها شاطئ البطين على المستوى المحلي لمجتمع الإمارات، ويقول إنه بعد فخر نيله الاعتراف الدولي برفع العلم الأزرق، الذي يخضع لسلسلة شروط بيئية، يتربع على قائمة المواقع الجديرة بالتقدير، ويذكر أن أبوظبي تثبت يوما بعد يوم أنها تحقق كواجهة سياحية واقتصادية رؤية الحكومة الصائبة لأهداف استراتيجية 2030.
ويشير علي عبدالرحمن العماري إلى أن وجود العلم الأزرق، سيساهم بلا شك في تشجيع الرواد على ارتياد شاطئ البطين مع ضمان تطبيق مبادئه، التي تتلخص في 4 معايير: الحفاظ على جودة المياه، التعليم البيئي، الإدارة البيئية ومبدأ الأمن والسلامة.
ويورد أن الحفاظ على جودة المياه، تعني أن يصار مرة بالشهر إلى عمل اختبار لمياه شاطئ البطين للتأكد من نظافتها، في حين أن التعليم البيئي يتطلب تنظيم عدد من الفعاليات التوعوية الارشادية للجمهور، تعنى بكيفية الحفاظ على البيئة الشاطئية والتعايش معها وفقا للشروط مرعية الإجراء.
ويذكر علي عبدالرحمن العامري أن الإدارة البيئية سوف تتولى أمرها إحدى شركات النظافة التي تهتم بالأمور اللوجستية، وبما يتعلق بثقافة الاستدامة والإبقاء على التنوع البيئي الضروري، أما قضايا الأمن والسلامة التي تعتبر جزءا لا يجزأ من المشروع التنموي العام لشاطئ البطين، فيشرف عليها 15 «لايف جارد» أو منقذ حياة يوجدون خلال ساعات النهار المسموح بها بارتياد السباحة. فيما يتعهد 19 حارسا من حماية أمن الشاطئ والمرتادين على مدار 24 ساعة.
وعن الدور البارز الذي تلعبه الإدارات المعنية في تعاونها مع بلدية أبوظبي، ومن بينها الشرطة السياحية والشرطة المجتمعية والشركاء الاستراتيجيين، أوضح أن شاطئ البطين استحوذ على اهتمام كبير ضمن إطار استراتيجية تطوير المرافق العامة والسياحية في الإمارة نظرا لموقعه الاستراتيجي المؤثر كونه واجهة بحرية نجحت في استقطاب السياح ومرتادي السباحة.
50 ألف مرتاد
وبالإضاءة على ما يتميز به شاطئ البطين من مواصفات جاذبة، فهو يمتد على مساحة 90 ألف متر مربع، ويصل طوله إلى 800 متر، ويضم شاطئ البطين مواقف عامة تتسع لـ 247 سيارة، مع مواقف خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وأكشاك خدمات، إضافة إلى الخدمات الجماهيرية الأخرى بما فيها ملعب فسيح للأطفال وملاعب كرة طائرة وكرة قدم ومناطق خضراء للتنزه، كما يحتوي على مرافق صحية تشمل الحمامات وغرف تغيير الملابس وأماكن الاستحمام وخزائن وعيادة للإسعافات الأولية، إضافة إلى مكتب إدارة قسم شاطئ البطين الذي يسهر على أمن الرواد وسلامتهم ويوفر لهم كامل عوامل الراحة المطلوبة على الموقع كمرفق مشجع للاستكشاف والاسترخاء.
ويستوعب شاطئ البطين نحو 15 ألف شخص عند المنطقة الرملية، ويتيح لأكثر من 5000 سباح بممارسة رياضة السباحة ضمن النطاق الجغرافي المسموح به، في حين يتسع الشاطئ بمختلف مرافقه إلى ما يقارب من 50 ألف مرتاد، مما يؤهله من استقبال الفعاليات المجتمعية والرياضية والثقافية والترفيهية المختلفة، التي بدأ التخطيط لها مع استضافة العاصمة للكثير من الأنشطة الملائمة في الهواء الطلق.
كما يشكل شاطئ البطين لوحة جمالية تجسد علاقة أبوظبي بالبحر عبر التاريخ، ويعبر عن أصالتها واعتزازها بموروثها الثقافي والحضاري، ويتربع شاطئ البطين على موقع مميز عند أطراف المدينة، ويتمتع بسهولة الوصول إليه من جهتي الكورنيش ومن شارع الخليج العربي. وتتوفر فيه خدمات النظافة والإسعافات والرياضات البحرية على أنواعها، إضافة إلى المظلات والكراسي.
ريادة إقليمية
وشهد شاطئ البطين على مدار الأشهر الفائتة الكثير من المشاريع التطويرية، التي أسفرت عن تحقيق إنجاز عالمي بكل المعايير والحصول، على اعتراف دولي بمنحه علامة«العلم الأزرق»، وبهذا يحوز شرف الريادة الإقليمية في مجال احترام البيئة الشاطئية نتيجة لتطبيقه أرقى شروط الأمن والسلامة والخدمات والحفاظ على الاستدامة الصحية.
حتى منتصف الليل
توضح بلدية أبوظبي أن السباحة عند شاطئ البطين تقتصر على المنطقة المخصصة والمحددة بالعوامات، حسب ما يشير إليه فريقا الإنقاذ والأمن، ويسمح بالسباحة من الساعة 7:00 صباحاً حتى غروب الشمس، في حين يسمح للرواد الاستمتاع بخدمات الشاطئ، حتى الساعة 12:00 منتصف الليل، مع ضرورة أن يكون الأطفال حتى عمر 12 سنة تحت إشراف ذويهم، حرصا على السلامة العامة.
معايير
تتوفر في شاطئ البطين المعايير الدولية المطلوب تحقيقها ولاسيما، معلومات التثقيف البيئي وجودة المياه والإدارة البيئية والسلامة والخدمات وتجهيزات الراحة، وتوفير معدات الوقاية للمرتادين.
عدد اليوم
