الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منطقة الهير في العين تعاني انخفاضاً في المياه الجوفية وزيادة الملوحة

منطقة الهير في العين تعاني انخفاضاً في المياه الجوفية وزيادة الملوحة
26 مارس 2016 01:28
محسن البوشي (العين) أظهرت دراسة علمية حديثة انخفاض منسوب المياه الجوفية في منطقة الهير شمال العين، وتردي مستوى جودة المياه بصورة ملحوظة في ضوء نتائج تغير المعاملات الهيدوكيميائية للمياه الجوفية في المنطقة. وبينت نتائج تحاليل عينات المياه أن هناك زيادة كبيرة في تركيز النيترات بدرجة تفوق في بعض العينات المعدلات المسموح بها عالميا وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية. وكشف الدكتور أحمد علي مراد الأستاذ المشارك في جيولوجيا المياه في كلية العلوم في جامعة الإمارات ورئيس فريق البحث، أن نتائج الدراسة أظهرت أن غالبية آبار المياه في منطقة الهير تم إغلاقها بعد جفافها نتيجة النقص الشديد في كميات المياه الجوفية؛ ما أثر تأثيراً مباشراً على زيادة معدلات الملوحة وهبوط منسوب المياه. كما أظهرت نتائج الدراسة أن هناك زيادة مطردة في تركيزات بعض العناصر، وذلك بسبب التداخل بين مياه الري العالية التبخر العائدة إلى الخزان الجوفي والمياه الحديثة والإقليمية، إضافة إلى المياه الجوفية الحارة. وأوضح رئيس فريق البحث أن نتائج التحاليل الكيميائية التي أجريت لعينات من المياه الجوفية المتردية في المنطقة، أظهرت وجود انخفاض في معدلات عنصر (البروم) قياساً بالكلور وزيادة معدلات الصوديوم قياساً بالكلور مع زيادة نسب النفايات السائلة في المياه نتيجة تبخر مياه الري العائدة إلى الخزان الجوفي. وضم الفريق البحثي كلاً من: الدكتور صابر محمود المتخصص في جيولوجيا المياه التطبيقية، والبروفيسور جوان ألدي من جامعة كاستيلا لا مانشا الإسبانية، وركز البحث على تأثير المياه العذبة الدافئة ومياه الري العائدة إلى الخزان الجوفي على نوعية المياه الجوفية في منطقة الهير. وتطرق الدكتور أحمد مراد رئيس فريق البحث إلى أسباب انخفاض منسوب المياه الجوفية وتردي مستوى جودتها في منطقة الهيرـ المحاذية لامتداد سلسلة جبال عمان - في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن المنطقة شهدت ومنذ بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي ازدهاراً كبيراً في عمليات استصلاح وزراعة الأراضي بدعم وتشجيع الجهات الحكومية المعنية خاصة، وأن المنطقة تعتبر مصدرا رئيسا للأمطار التي تتجمع وتأخذ طريقها لتغمر السهول المجاورة ما جعل من الهير واحدة من المناطق التي تشتهر بزراعة الخضراوات وتصنيع الأعلاف واتساع مساحة الرقعة الزراعية. وأضاف رئيس الفريق البحثي أن مع الزيادة المطردة في معدلات سحب المياه الجوفية لاستخدامها في الأغراض المنزلية والزراعية والصناعية، حدث انخفاض في منسوب المياه الجوفية ونقص كمياتها في الخزان الجوفي الحر (ذو التكوين الرسوبي الفتاتي والحصوي). وأشار مراد إلى أن الدراسة تأتي ضمن سلسلة من البحوث والدراسات التي يقوم عليها الباحثون المتخصصون في جامعة الإمارات بالتعاون مع الخبراء الدوليين حول القضايا المتعلقة بالمياه باعتبارها تمثل إحدى الأولويات ضمن الاستراتيجية الوطنية للابتكار، لافتا إلى أن تلك الدراسة تحظى بنوع من الخصوصية باعتبار أن منطقة الهير تعد واحدة من أهم المناطق الزراعية في دولة الإمارات. وأكد رئيس فريق البحث أهمية الدراسة في ضوء الزيادة المطردة في عدد السكان وبالتالي زيادة معدلات الأنشطة والممارسات الحياتية وما يترتب عليها من زيادة كبيرة في معدلات النمو الاقتصادي؛ ما أدى إلى ارتفاع معدلات استهلاك موارد المياه الجوفية وإلى انخفاض منسوب المياه في الآبار الجوفية، وتردي مستوى جودتها بشكل ملحوظ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©