الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتاب يدعو إلى تطوير الذات الإنسانية من خلال الصدقات

كتاب يدعو إلى تطوير الذات الإنسانية من خلال الصدقات
16 ديسمبر 2012
يستوقفك لتتصفحه، ينهض بأحاسيس المتلقي ويوقظ مشاعره الإيجابية، ذلك الجانب الدفين في النفس البشرية ويحتاج في كل حين تحفيزه، ليستمر ولا يكون مرتبطاً بحاجة آنية ليغيب إلى آن آخر، لهذا اختارت الدكتورة ريم المتولي أن يكون إصدارها الجديد “الصدقة عطاء بلا حدود”، والذي صمم بطريقة تنافس المنتج العالمي الحديث، لتحقيق إغراء المتابعة لكل جوانبه، حيث طعمته بأقوال مأثورة وكلمات تنفذ إلى عمق الإنسان وتحركه وتجعله في مواجهة مع نفسه، يحاكم ذاته ويتساءل ماذا قدمت لنفسي؟ لأسرتي؟ لمجتمعي وللبشرية؟ وصولا إلى جعل الصدقات أسلوبا لتطوير الذات البشرية وممارسة يومية بعيدة عن المناسبات والحاجات والأوقات. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - “تصدق بجسدك”، “تصدق بعائلتك”، “تصدق بكمبيوتر”، “تصدق بمواهبك”، “بنفاياتك المفيدة”، تصدق “بقراراتك الإيجابية بإدراكك وبوعيك”..عناوين ربطت فيها الكاتبة ريم المتولي بين جمالية المكتوب ورسالته المباشرة، مع جمالية التصميم، إذ يمكن للقارئ تصفح الكتاب الذي جاء على شكل مفكرة مطعم بالكثير من المقولات المأثورة، إنه كتاب خال من التعقيد، سهل مباشر، يحمل خطوات لجعل الصدقة ممارسة يومية وغير مرتبطة بمناسبات أو حاجات نفسية، معتبرة أن التصدق ينهض بتطوير الذات والمجتمع. ويلمس قارئ أيضا الكتاب أن كل فكرة مستقلة عن الأخرى، ولكن في تسلسل لكل الأفكار التي يجمعها خيط العطاء. منهجية التقديم إلى ذلك، تقول المتولي إنها كانت دائمة البحث عن عمل يغني المكتبات، ويرضي الذائقة البصرية عند المتلقي ويجذبه للتصفح والإبحار في معانيه المباشرة الخفيفة النافذة، وذلك تماشيا مع طرح العصر. وتضيف لعدة أمور مجتمعة قررت أن يكون هذا الكتاب على طريقة مفكرة، يكمن للقارئ أن يقلبها في كل اتجاه من دون تكلف، بحيث يجد المعلومات مستقلة، ومرتبطة في ذات الحين، وقد عملت عليه لمدة قاربت السنتين، ليكون شاملا، ومن حيث الشكل فإنني أردته أن يكون جاذبا فاخترت نوعية الورق والرسومات، وتقسيمه ليرضي الجميع، أما من حيث المضمون فإن أفكاره سهلة، سلسة، مرنة، عميقة، نافذة، وهنا لزاما علي أن أقول كلمة حق، أن كل هذه الأفكار جمعتها من كتاب مشهورين وأناس استأذنتهم في كتابتها بهذه الطريقة، ترجمتها وقدمتها بهذه المنهجية، ولا أنكر جميل كل من عمل على إخراج هذه المنتج، حيث ساعدوني على العمل ومنهم الصحفية رائدة دعبول التي سهرت على تحريره ومراجعته وتدقيقه لغويا، كما استعنت بأناس لتنفيذ التصاميم، أما محتوى الكتاب فجميع فصوله تتحدث عن التصدق وربطت هذه الخصلة بتطوير الذات الإنسانية، وكيف يجب أن يكون التصدق قاعدة يومية في حياتنا وغير مرتبط بأوقات معينة أو مناسبات أو حاجة نفسية، والتصدق ليس دائما ماديا، فالابتسامة صدقة، والعمل بجد صدقة، وخدمة المجتمع صدقة، وأن تكون إيجابيا وليس سلبيا صدقة، وأن تؤدي عملك بإخلاص صدقة، وأن تفكر بإيجابية صدقة، وأن تتطوع صدقة”. كن متصدقاً اختارت الكاتبة في مقدمة مؤلفها أن تعرف الصدقة بارتباطها بتطوير الذات والرقي بها، تقول إن “الصدقة نافعة وفوائدها عظيمة، وقد حثت الأديان عليها، وهي لا تكون بالمال فقط، إنما بالجهد، وبأي شيء يمكن أن يفيد الآخر أيا كان، كما لا تقتصر على نوع معين من أعمال البر، حيث أن كل معرف صدقة، فالكلمة الطيبة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق، وإطعام وإسكان وإلباس الفقراء والمساكين والمحتاجين والأيتام والمشردين، إرشاد الضال، وهداية الأعمى، زراعة ما يفيد الطير أو الإنسان أو الدابة، الرفق بالحيوان، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الإمساك عن الشر كلها صدقات، موضحة أن التصدق فعل خير يعلي من شأن المتصدق، فهو يعزز مفهوم “الفرد للجميع” ذلك المفهوم الذي من شأنه انتشال الإنسان من خانة الأنا، ووضعه في خانة أخرى تسهم في تعميم الخير على أي كائن، وفي أي بقعة من هذا العالم الذي بات اليوم قرية صغيرة”. وترى المتولي أن الكتاب يتضمن مجموعة من السلوكات التي اعتادت على السير عليها وأرادت إشراكها مع القارئ، ومع شريحة من الناس التي سينقلها هو أيضا، موضحة أن ذلك سلوك مغروس في كل إنسان، لكن يجب أحيانا إيقاظه وتحفيزه. وتضيف “هذا الكتاب ليس مجموعة من القواعد التي عليك اتباعها لتنجح في امتحان ما، إنه بكل بساطة مجموعة من الطرائق والسلوكات التي آمنت بها واعتدت على فعل ما يشبهها، فإنك بالضرورة ستقدر أهمية ما قمت به، ليس فقط فيما يتعلق بشخصك، إنما فيما يتعلق أيضا بالآخرين فهو يضم مجموعة من الأفكار الإيجابية ليشكل منهجا يمكن الاضطلاع عليه والتعرف من خلاله على نقاط القوة في نفسك، واختبارها في القدرة على العطاء”. تصدق تسعد ربطت المتولي في كتابها بين الصدقة والسعادة، كما ربطت بين إيجابية الإنسان والعطاء، موضحة أن العطاء لا حدود له وأكدت أن كل إنسان يمكن أن يتصدق بكل شيء، مثل التبرع بجلد الإنسان الذي يحتاجه آخرون ممن أصيبوا بحروق، التبرع بخزعات، التبرع بالكتب القديمة، بالآلات القديمة. واستدلت بأقوال مشهورة وتركت المجال فسيحا للقارئ للمشاركة بآرائه من خلال ورقة مفتوحة لتضمينها ما وصلت إليه مخيلتنا بما يتوافق وآراء الكتاب، ومن الأقوال التي أكدت عليها: قول لكونفوشيوس كدلالة على الاستمرارية في العطاء والتصدق، حيث قال” لا يهم أنك تمشي ببطء، ولكن المهم هو ألا تتوقف”. كما كتبت “لا تخجل من عطاء القليل، فالحرمان أقل منه” لطاغور، وذلك للتحفيز على التصدق بالنفايات، مثل المواد التي يمكن تدوريها والانتفاع منها، كما ضمنت هذا الجانب العديد من الجزئيات التي قد ترى بسيطة بالنسبة للبعض، لكن مهمة جدا للبعض الآخر، بل تخلق فروقا في حياتهم. وأحاطت المتولي بالعديد من التفاصيل التي تنهض بالذات الإنسانية وتطورها. ويشير المتولي إلى أن كتاب “الصدقة عطاء بلا حدود” يهدف إلى خلق ثقافة مختلفة، وتعزيز فكرة العطاء المستدام، موضحة أنها تستغل كل وسائل التواصل الاجتماعي ليصل الكتاب لأيدي أكبر شريحة من الناس، هادفة إلى التركيز على مخاطبة فكر هذا الجيل وتحريك عواطفه وتوجيهها لفعل الخير والمداومة عليه، مؤكدة أن هذا الكتاب يشكل مبادرة ستتبعها مبادرات أخرى، منها خلق جائزة تربط بالعطاء، لتأكيد العمل الخيري. وتضيف “إنني لمست على مر طريقي أن عمل التصدق والعطاء والتطوع أعمال تجعل الشخص يشعر بوجوده وأهميته ويعلي من تقدير لذاته”، موضحة أنها ستتبرع بطباعة كتاب آخر مقابل كل كتاب يتم بيعه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©