الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تودع الشهيد خالد البلوشي

الإمارات تودع الشهيد خالد البلوشي
26 فبراير 2017 17:49
محمود خليل (دبي) شيعت جموع غفيرة في إمارة دبي، ظهر أمس، شهيد الوطن البطل الرقيب الإماراتي خالد علي غريب البلوشي في مقبرة القصيص، حيث ووري جثمانه الثرى عقب صلاة الظهر بمسجد الخلفاء الراشدين بالورقاء. وتقبل والد وأبناء وأشقاء وأقارب الشهيد خالد البلوشي التعازي بعد الدفن في مقبرة القصيص. وتوافدت جموع غفيرة من المواطنين وضباط القوات المسلحة وأصدقاء شهيد الوطن، منذ الصباح إلى ما بعد صلاة العشاء، وازدحم سرادق العزاء بالمعزين اللذين حضروا لتقديم واجب العزاء في شهيد الوطن. وأوضح أشقاء الشهيد وعدد من أقاربه أن أعداد المعزين كانت كبيرة جداً في اليوم الأول، كما توافد بعض المعزين من أرجاء الدولة كافة، مؤكدين أنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز. إخلاص ودماثة أخلاق وأجمع المشاركون في تعازي الشهيد خالد البلوشي على تحلي الشهيد بعدد من الصفات الحميدة، مؤكدين أنه كان يحظى بحب واحترام الجميع لدماثة خلقه وتفانيه في العمل وإخلاصه لوطنه وبشاشة لقائه التي كانت تظهر على محياه، سواء مع الصغير والكبير، وغيرها من الصفات والسمات الطيبة التي كان يتحلى بها، وأكسبته حب واحترام الآخرين. وقال أقارب الشهيد: «إن الجموع الغفيرة من المعزين التي توافدت على بيت الشهيد، أسهمت في التخفيف من المصاب الأليم الذي ألمّ بهم». وامتلأت خيمة العزاء بعدد كبير من زملاء الشهيد الذين حضروا للعزاء بالزي العسكري، فيما أكد الجميع أنهم ورغم الصدمة بفقدان أخ لهم، إلا أنهم يشعرون بالفخر أنه مات شهيداً يدافع عن كرامة وطنه. وسام شرف وأكد أحمد، شقيق الشهيد، أن شقيقه نال الشهادة أثناء أداء واجبه في الدفاع عن الوطن الذي يستحق منا جميعاً التضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيله، واستشهاده وسام شرف عظيم على صدورنا. وقال: «كلنا فداء للوطن، وماضون خلف قيادتنا الرشيدة، وأخي قدم دمه وروحه فداء له»، وأشار إلى أن جميع أشقائه وأبنائه فداء لهذا الوطن، وعلى أهبة الاستعداد للدفاع عن مكتسباته وإنجازاته وحماية أمنه واستقراره. وأضاف: «الشهيد خالد متزوج ولديه 5 أولاد، 4 ذكور هم منصور 17 عاماً، طارق 13 عاماً، جاسم 8 سنوات، ناصر 5 سنوات، وموزة البنت الوحيدة 18 عاماً، وهو من عائلة مكونة من 11 إخوة ذكور، و7 إناث، والده ووالدته على قيد الحياة». وأشار إلى أن الشهيد كان لاعب كرة سلة سابق في نادي الشباب الرياضي، وحالياً مع الجيش، وكان يتميز بالشهامة والشجاعة، ويحب مساعدة الآخرين، ولاعب ذو أخلاق عالية، ومهذب جداً، ويمتلك الروح الرياضية بكل معنى الكلمة. وكشف راشد، شقيق الشهيد، عن أنه تلقى نبأ استشهاد شقيقه باتصال من القوات المسلحة، وقال: «شعرنا بالحزن بفقدنا أخ لنا، لكننا فرحنا بالشهادة»، مشيراً إلى أن الشهيد تمنى أن يموت في سبيل الحق والعودة إلى الوطن شهيداً. وتابع: «دماؤنا جميعاً فداء الوطن والشعب والقيادة، فالإمارات المعطاءة عنوان نفديه بمهجاتنا وأرواحنا». أرواحنا فداء للإمارات وقال صالح، شقيق الشهيد: «نفدي بلادنا بالمال والعيال.. هذا وطننا ولن نتأخر عنه لحظة واحدة، وستبقى الإمارات في عيوننا وقلوبنا، نقدم من أجلها الغالي والنفيس، وترخص أرواحنا فداء لترابها». وبين أن عائلة الشهيد- ككل إماراتي- فداء للوطن والقيادة الحكيمة. ولفت جاسم، شقيق الشهيد، إلى أن الشهيد خالد كانت أمنية حياته أن يخدم الوطن، ويتمنى أن يستشهد فداء للوطن، وهذا فخر لنا، والذي قدمه شقيقي قليل.. فالوطن يستحق منا أكثر.. العائلة كلها تريد أن تلبي الواجب وتنضم إلى إخوانهم في ساحات العز والكرامة في اليمن. من جانبه، قال فهد، شقيق الشهيد: «إن الشهيد تواصل هاتفياً مع العائلة صباح يوم استشهاده، وأرسل لنا صورة وهو على رأس عمله في اليمن». وتابع: «كل عائلة الشهيد على كامل الاستعداد لتلبية نداء الواجب الوطني، وفداء الوطن والقيادة بالأفئدة والأرواح». وشدد منصور خالد البلوشي، نجل الشهيد (17 عاماً)، أنه سيسير على خطى والده بالذود عن الوطن والتضحية بروحه لأجل الوطن والقيادة، مشيراً إلى أنه يشعر بالفخر والاعتزاز لكونه ابن شهيد.. بطل ضحى بنفسه لأجل الوطن والقيادة والشعب. وقال: «نحن شعب الإمارات تحت توجيهات القيادة، وكلنا مستعدون لتلبية الواجب الوطني». أبواب الرحمة وأكد محمد أحمد، ابن أخ الشهيد، لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم، أن عمه الشهيد حقق أمنيته بالشهادة من أجل الوطن، وأردف بالقول: «عمي أرسل رسالة قبل استشهاده يطلب فيها من رب العالمين أن يفتح له أبواب الرحمة.. وكأنه كان يشعر بدنو أجله». وقال طارق خالد غريب، نجل الشهيد: «فخر لي استشهاد الوالد البطل الذي فدى روحه للوطن، وعزاؤنا بفقدان والدنا أنه ضحى من أجل الوطن والقيادة»، لافتاً أنه التقى الوالد آخر مرة قبل أسبوع من استشهاده، فيما كان آخر اتصال قبل استشهاده بيومين، أوصاه فيه بالإخوة والعائلة، مشدداً على أنه سيكون على خطى والده. واعتبر طلال غريب، ابن عم الشهيد، أن البطل رفع رؤوسهم عالياً، وهو الشيء الذي أكده ابن عم الشهيد الآخر عبد الله الذي قال: «إن الشهيد كان إنساناً خلوقاً، يصل الرحم». أما المهندس عبد الله غريب، ابن أخت الشهيد وأحد أصدقائه المقربين، فقال: «إن الشهيد قامة من الأخلاق والتهذيب، وكانت وسيلته الوحيدة بالتواصل مع الناس تقديم الاحترام والتقدير لهم، كباراً وصغاراً»، لافتاً إلى أنه شخص اجتماعي محبوب من الآخرين.. ويدخل القلب منذ الوهلة الأولى، لا سيما أن الابتسامة دائماً مطبوعة على محياه. فرح الشهادة وأشار محمد عايش إبراهيم غريب، ابن عم والد الشهيد، إلى أهمية عدم الحزن، بل الفرح، لكون «ابن العم» استشهد دفاعاً عن الوطن. ومن جهته، أشار خالد حسن، صديق الشهيد منذ الطفولة، إلى أنه رافق الشهيد منذ الصغر وتابع: «الشهيد كان صاحب ابتسامة جميلة، وكان يتميز بأخلاق حميدة». وأضاف: «الشهيد كان ناجحاً في حياته العملية والاجتماعية، وشديد الحب والانتماء لوطنه ولقيادته الرشيدة، وكان يحب العمل الخيري في كل مكان.. داخل الدولة وخارجها». وتابع: «الشهيد خالد كسب بشهادته شرف الشهادة عند الله، ورفع رأس دولته وقيادته وعائلته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©