الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمن السوداني يحتجز رئيس تحالف المعارضة 4 ساعات

15 ديسمبر 2012
الخرطوم (الاتحاد) - أفرجت سلطات الأمن السودانية، عن رئيس هيئة قيادة قوى الإجماع الوطني (تحالف القوى والأحزاب المعارضة)، فاروق أبو عيسى، بعد احتجاز دام أكثر من أربع ساعات. وكان أبو عيسى اعتقل مساء أمس الأول بعد مشاركته في صلاة الغائب والتأبين المقام بدار حزب الأمة بأم درمان لطلاب دارفوريين بجامعة الجزيرة (مقرها مدينة مدني نحو 180 كيلو متراً جنوب الخرطوم) ، تقول المعارضة إن سلطات الأمن اغتالتهم عمداً، على عكس الرواية الرسمية التي عزت وفاتهم إلى غرقهم في بركة ماء ضحلة. وتسببت وفاة الطلبة الأربعة في خروج تظاهرات في جامعات سودانية عدة، خصوصاً أعرق الجامعات السودانية وأكبرها، جامعة الخرطوم. وبعد ساعات من تصريحاته، اعتقل فريق من عناصر جهاز الأمن أبو عيسى مساء أمس الأول، ثم تم إطلاق سراحه فجر أمس. وبعد إطلاق سراحه قال أبو عيسى لصحيفة (حريات) الإلكترونية السودانية، واسعة الانتشار، إن منسوبي الأمن “حضروا قبل الحادية عشرة مساء بقليل، وكسروا باب منزلي، وتهجموا على المنزل ودخلوا حتى غرفتي الخاصة بالطابق الثاني، من دون أن يحملوا معهم إذن تفتيش”. وقال أبو عيسى لـ(حريات) إن أفراد الأمن دخلوا الغرفة تهجماً واقتادوه معهم بعد أن وقعت مشادات بينهم وحارس المنزل، وكذلك ابنته اللذين استنكرا هذا التهجم في وقت متأخر جعل الجيران يخرجون في فزع من الضجة التي سببوها. وأضاف: “منذ 22 يوماً هناك رقابة مشددة عليّ، هناك سيارتان تقفان طيلة الوقت أمام بيتي، والثالثة تتابعني كظلي حيث أذهب”. وقال: “هذا لم يؤثر في تحركاتي، إذ ظللت أمارس حياتي بشكل طبيعي”. وقال أبو عيسى إنه وصل مباني الأمن قرب موقف شندي ببحري قبل الحادية عشرة بقليل، وبقي هناك حتى ما بعد الثالثة والنصف صباحاً، كان في الفترة الأولى في غرفة يصطحبه منسوبو الأمن بالتبادل، حيث كان يدخل واحد ويستبدل بآخر كل فترة، وفي النهاية جاء الشخص نفسه الذي حقق معه في المرة الماضية، وسأله الأسئلة نفسها حول اسمه واسم أمه وأبيه وقبيلته وعمل والديه، فيما اعتبره “إهداراً للجهد ولمال الشعب السوداني، فهي أسئلة مكررة لا تفيد شيئاً”. وقال أبو عيسى إنه أجاب عن سؤال القبيلة “قلت لمنسوب الأمن: الرئيس (عمر البشير) قال في ندوة إن أبو عيسى ليس له قبيلة ولا نقابة ولا حزب، كناية عن قلة وزني، وأنا أؤكد ليس لي قبيلة، أنا سوداني، وأرفض أن اعرف بقبيلتي (الجعافرة) بل أعرّف بالسودان”. وقال أبو عيسى معلقا: “كانت أسئلة تافهة”. وقال أبو عيسى :”سألني منسوب الأمن الذي حقق معي: كيف وأنت محام تؤكد أن مليشيات النظام هي التي اغتالت الطلاب من أين جاءت معلوماتك؟ فرددت عليه بالقول: لدينا فروع للأحزاب هناك وهناك إفادات الطلاب الذين يتكلمون علناً عن شهاداتهم.. أنا من مدينة مدني وأعرف أن ترعة النشيشيبة (البركة التي وجدت فيها جثث الطلاب الأربعة) عبارة عن خور يقطعه ولا تغرق فيه حتى دجاجة، وهذه الترعة عادة في هذه الأيام لا تكون بها مياه إلا إذا افترضنا أن جهاز الأمن ملأها بالماء .. ثم ما الذي دفع بهؤلاء الطلاب أربعتهم أن يذهبوا إلى الترعة للسباحة في وقت كانوا أربعتهم ضمن الطلاب المعتصمين في احتجاج معروف ..كل هذه بينات وقرائن ظرفية تؤكد توجيه الاتهام، وهذه ليست المرة الأولى (التي يتورط فيها جهاز الأمن في قتل الناشطين)، فقد قتل على يديكم من قبل أشخاص عدة، منهم الدكتور علي فضل، والطلاب التاية ومحمد عبد السلام ومحمد موسى ..تقتلونهم وتلقون بهم في براميل النفايات”. وقال أبو عيسى: “طلبوا منى العودة من جديد في السابعة والنصف من مساء اليوم (أمس) لكنني رفضت .. كما رفضت الإجابة عن سؤالهم حول مضمون لقائي بدان سميث (المبعوث الأميركي المكلف قضية دارفور)، وقلت لهم: لماذا لا تنزعجون من لقائه قيادات الحكومة وتنزعجون من لقائه بنا؟” واعتبر أبو عيسى أن حادثة الاعتقال لا تفيد السلطات شيئاً، فبقدر ما أثارت من قلقلة وسط القوى السياسية التي عرفت بها، وفي الحي، بقدر ما سترتد عليهم ولن يكسبوا منها شيئاً، مؤكداً وقوفه لدى رأيه الثابت من دون مواراة، وأنه لا يعمل بسرية ولا في خفاء، بل يقول رأيه من على المنابر إن هذا النظام يجب أن يسقط منذ وقت طويل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©