مصرع مستشار الرئيس السوداني في حادث سيارة

لقي مجذوب الخليفة مستشار الرئيس السوداني حتفه أمس في حادث سيارة في شمال البلاد· وقال مصدر رئاسي ''توفي في حادث سيارة وهو في طريقه الى شندي· هو وشقيقه قتلا في الحادث كما جرح أفراد آخرون من أسرته·'' وذكر المصدر انه لم تتوفر تفاصيل أخرى عن الحادث، وقال ان اطار السيارة انفجر فيما يبدو فانقلبت ولم يحدث أي صدام بينها وبين سيارة أخرى· وكان الخليفة كبير مفاوضي الحكومة السودانية في المحادثات التي انتهت بتوقيع اتفاق سلام العام الماضي مع فصيل واحد من متمردي اقليم دارفور· وقالت وكالة الانباء السودانية ان الرئيس عمر حسن البشير طار الى قرية طيبة الخواض مسقط رأس الخليفة لحضور مراسم تشييع ودفن مستشاره الراحل· ووقع الحادث نحو الساعة 4,30 فجر الاربعاء بالتوقيت المحلي· وذكرت الوكالة ان زيارة الرئيس التشادي ادريس ديبي للخرطوم التي كانت مقررة أمس تأجلت· وكان الخليفة المولود في العام 1952 من المشاركين بقوة في عملية السلام في دارفور· وتخرج الخليفة عام 1976 من كلية الطب بجامعة الخرطوم· وشغل من قبل منصب والي الخرطوم ومنصب وزير الزراعة· واشتهر بدبلوماسيته الخشنة وحيويته وضخامة جسمه وأنه من المقربين من الرئيس السوداني بل وصفه منتقدوه في أحيان بأنه من ''قطاع الطرق'' وعرف في معاملاته الدبلوماسية بالصراحة والمباشرة· ونعت الامم المتحدة مستشار الرئيس السوداني وقدمت العزاء لأسرته· وقالت راضية عاشوري المتحدثة باسم الامم المتحدة للصحفيين في الخرطوم ان بعثة الامم المتحدة في السودان علمت بكل أسف بوفاة الخليفة الذي سيذكر كمفاوض دؤوب وكسياسي من الدرجة الاولى لمساهمته في الحل السلمي للصراع في دارفور· ومن جهة اخرى أعلنت حكومة جنوب السودان عن اتفاقها مع القوات المسلحة السودانية على إن شرعية حمل السلاح في كل أقاليم جنوب السودان ستكون فقط في يد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان والقوات المشتركة بينها والجيش الحكومي، وكذلك اعتبار جميع الميليشيات المسلحة خارجة عن القانون· وأكد د·سامسون كواجي وزير الإعلام والناطق الرسمي لحكومة الجنوب لـ ''الاتحاد'' أن عهد الميليشيات المسلحة في جنوب السودان قد انتهى وان الحركة الشعبية ستبدأ فورا'' في نزع أسلحة المليشيات دون قتال في بداية الأمر، ولكن في حالة مقاومتها فإنها ستكون مضطرة لاستخدام القوة· وأكد كواجي إن نزع الأسلحة سيشمل حتى المليشيات القبلية· وقال كواجي إن الاتفاق قد تمّ التوصل إليه بعد مفاوضات مع القوات المسلحة السودانية مشيرا'' إلى أن على الميليشيات أن تختار بين الانضمام طواعية إلى قوات الحركة الشعبية أو القوات المسلحة السودانية، وأكد أن القوات المشتركة وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان هما القوات الشرعية المعترف بها في جنوب السودان، وكشف كواجي عن اتفاق الطرفين على تشكيل لجنة لدراسة وإعداد قانون وقواعد وإجراءات المحاكمة العسكرية لجميع حملة السلاح غير الشرعيين في جنوب السودان، على أن يكون مقر اللجنة مدينة جوبا· وقال المسئول الجنوبي إن السلاح قد انتشر في جنوب السودان في السنوات الماضية بشكل مكثف واصبح يشكل تهديدا'' مباشرا'' للسلام والأمن· وكانت سنوات الحرب الأهلية قد شهدت انتشار عشرات المليشيات المسلحة في جنوب السودان بعضها يجد الدعم من الحكومة السودانية وأخرى من الحركة الشعبية لتحرير السودان ومعظم هذه الميليشيات كان ذا طابع قبلي، وقد حازت قضية الميليشيات في جنوب السودان حيزا كبيرا في مفاوضات سلام نيفاشا·