أمسية تضيء الجوانب الإبداعية والبلاغية لقصائد الشيخ زايد

كان جمهور عشاق الشعر على موعد للاستماع إلى باقة من أشعار المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولإضاءة العديد من جوانبها الإبداعية والبلاغية، وذلك مساء الأربعاء في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي. كانت الأمسية بعنوان “قصائد الشيخ زايد بين الجمع والدراسة والترجمة”، قدّم لها سالم بوجمهور، وبدأها الشاعر محمد نور الدين بقراءة مختارات من روائع قصائد الشيخ زايد، ومنها: حَي المِقاله عَدّ ما هَبّ نِسناس قول ٍ بِدا بَه شاعِر الحُبّ حَسّاس شِعرٍ تِخالط فيهْ لولو وألماس فيه اشتِكى دُكتورِنا عوقْ جَسَّاس بَهْ شوقْ مِن تَرف الصِّبا عَذبْ لَلعاس حُب ٍ تِعدّى ما لَه حْدودْ وقْياس كاتِم مِصابَهْ ما هِذا بَهْ مَع النّاس والحُبّ بين النّاس أنواعْ واجناس إخذ الحِذَرْ لا تِكشِف السِّرّ للنّاس ما دامْ لِكْ ثابِت عَلى العَهْدْ لا باس إلا إذا شِفتَه شَنا فيك وانحاس خلّه و لا تَمشي على دَربْ مِنداس وخلِّك مَع اللي رِبعِتَهْ تِرفَع الرّاس بادِلْ غَرامَهْ بالمِشاعِرْ ولاحساس مْريفْ مِن غَنتوتْ بالقولْ ضاوي ما قالَه إلا مِن عَلى الشِّعر قاوي وتابع الشاعر طوافه في بستان الشعر، ومن الورود التي اختارها: “مريفْ من غنتوتْ بالقولْ ضاوي ما قاله إلا من على الشِّعر قاوي من يَمةِ الأشعارْ كنَّه نقاوي عوق ٍ تعايا فيهْ ما له مداوي خشفْ المَهاهْ اللي يِذبّ العلاوي هاوي وصابه يا ملا حبّ غاوي وقدم الشاعر دراسة معمقة لقصائد الشيخ زايد من عدة محاور، منها: الشاعر العاشق والمخاطب الجميل، وتحدث في هذا المحور عن عنصرين هامين في هذا القصائد وهما الوصف والعاطفة اللذان يشكلان وحدة موضوعية وعضوية تجعل أجزاء القصيدة مترابطة بلمسات فنية وجمالية رائعة. حيث تبدو رقة الوصف في أجمل صورها. ومن الأمثلة المفعمة برهافة العاطفة، يقول: “من صوابي قلبي تْعذَّب/ كيف ذا المحبوب أسوّي به...” وتناول الشاعر في دراسته أدب الخطاب، وجمال التصوير، وتطرق إلى المزايا البلاغية حيث يحلق الشاعر في لغة المجاز كالاستعارة والبديع، مستشهدا بأمثلة وأبيات من قصائد الشيخ زايد مبينا ما تضم من لمحات جميلة متميزة، حافلة بالدلالات والإيحاءات العميقة المؤثرة. كما استعرض في محور آخر مصادر القصائد من كتب ودوريات ودواوين ومخطوطات، ومسجلات صوتية ومرئية تضفي على الدراسة مزيدا من التوثيق والتعمق في هذا الشعر الذي صار جزءا مشرقا من تراث الإمارات. وأشار الشاعر محمد عبدالله نور الدين في سياق دراسته القيمة إلى أنه جمع حوالي 140 قصيدة من قصائد المرحوم الشيخ زايد، إضافة إلى ما يزيد عن 100 قصيدة لشعراء آخرين، من أبواب الشعر المتعددة.