الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات الأقل في معدل تفشي مرض الانسداد الرئوي بنسبة 1,9%

الإمارات الأقل في معدل تفشي مرض الانسداد الرئوي بنسبة 1,9%
15 ديسمبر 2012
سامي عبدالرؤوف (دبي)- كشفت نتائج دراسة حديثة، أجريت في 11 دولة بالشرق الأوسط وباكستان، أن الإمارات الأقل في معدل تفشي مرض الانسداد الرئوي، حيث بلغت نسبة المرض بالدولة 1,9% بين السكان من عمر 40 عاماً وما فوق، فيما وصلت نسبة تفشي المرض في بقية الدول التي شملتها الدراسة 3,6%. وبحسب الدكتور أشرف الزعابي رئيس قسم أمراض الرئة في مستشفى زايد العسكري، والأستاذ المساعد في جامعة الإمارات، يقف التدخين خلف 80% من أسباب الإصابة بالمرض، لافتاً إلى أن نتائج الدراسة، التي أعلن عنها الخميس الماضي، وأظهرت أن 28% من المصابين بمرض الانسداد الرئوي تركوا العمل بسبب المرض، وأن 48% ممن استمروا في أعمالهم أكدوا أن المرض أثر سلبا على طريقة عملهم وإنتاجيتهم. وكشفت الدراسة، أن 54% من المرضى في الشرق الأوسط، يشخصون الإصابة بالمرض في مرحلة متأخرة وهي ما تعرف بـ «الأزمة الحادة»، مشيرة إلى أهمية توعية المجتمع بالمرض والكشف المبكر عنه، وهو ما يساعد على تحسن حالة المريض وإمكانية شفائه. ومرض الانسداد الرئوي، يطلق على عدد من الحالات منها الالتهاب المزمن بالشعب الهوائية وانتفاخ الرئة، ويتسبب في ضيق في ممرات الهواء بالرئة، مما يزيد صعوبة تحرك الهواء من وإلى الرئة. وأكد الطبيبان، أشرف الزعابي وبسام محبوب من اللجنة التوجيهية لدراسة BREATHE، واستشاريي الأمراض الصدرية بالدولة، في مؤتمر صحفي عقد أمس الأول، في فندق ماريوت بشارع الشيخ زايد بدبي، أن التشخيص المبكر «مهم جدا» ويقلل من النوبات ويجنب المريض الفشل الرئوي. وقال الطبيبان، إن «الدراسة نجحت لأول مرة في قياس العبء الفعلي لمرض السدة الرئوية المزمنة من حيث تكلفته المجتمعية وتأثير المرض على المرضى وأسرهم في المنطقة. وبعد اليوم العالمي لمرض السدة الرئوية المزمنة». وأجرت الدراسة الاستدلالية، شركة جلاكسو سميث كلاين (GSK)، وتعدّ أول دراسة إقليمية عن مرض السدة الرئوية المزمنة في منطقة الشرق الأوسط. وبلغت عينة الدراسة، 16 ألفا من المدخنين الذين تجاوزت أعمارهم 40 عاما، من بينهم 3500 شخص من دولة الإمارات؛ لتحسين الوقاية والتشخيص والعلاج وأسلوب معيشة 160 ألف مريض الذين يتعايشون مع هذا المرض المزمن. وتشير الدراسة إلى أن أكثر من 13 مليون نسمة في الشرق الأوسط وأفريقيا يعانون من مرض السدة الرئوية المزمن الناجم عن تدخين السجائر. ويبدو هذا الرقم متحفظا نظرا لأن مخاطر الإصابة الأخرى، مثل تدخين الشيشة أو التعرض لحرق الوقود الحيوي، لم تؤخذ بعين الاعتبار في حساب الأعداد. ولفتت الدراسة إلى أن نسبة الأفراد المعرضين للإصابة بالمرض تفوق 30%، وهم يمثلون حالات في «قائمة الانتظار» للمرض. ويُتوقع أن تزيد حالات العجز والوفيات بسبب السدة الرئوية المزمنة في الدول النامية خلال العقود القادمة، والسبب في هذا يرجع بالمقام الأول لتزايد معدلات التدخين، الذي يعد أحد أشهر مخاطر الإصابة بالمرض. وقال الدكتور أشرف الزعابي، رئيس قسم أمراض الرئة في مستشفى زايد العسكري، والأستاذ المساعد في جامعة الإمارات، «يعتبر المرض المسبب الرابع للوفاة عالميا في الوقت الحالي، وسيكون المسبب الثالث للوفيات في عام 2020، والإشكالية الكبرى في هذا المرض أن الناس لا يعرفون خطورته». وأشار الزعابي، إلى أن من 20 إلى 30% من المرضى الذين يتعرضون لأزمات صحية بسبب مرض الانسداد الرئوي، يحتاجون إلى دخول العناية المركزة، ولفت إلى أن ما يتراوح بين 50 و55% من المصابين بالمرض في الإمارات تم عمل فحوص وأشعة تشخيصية على الرئة لهم، وهي نسبة أكبر بنحو 20% على الأقل مقارنة بباقي دول الشرق الأوسط التي أجريت فيها الدراسة. وذكر أن نسبة التدخين في دولة الإمارات تصل إلى 28% بين البالغين من النساء والرجال، مشيرا إلى أن 50% من المرضى لا يعترفون بأن التدخين المسبب الأساسي للمرض، ويعتقد 95% من أفراد العينة أن هناك حاجة للتوعية بالمرض. من جهته، قال الدكتور بسام محجوب، استشاري الأمراض الصدرية، عضو جمعية الإمارات الطبية، إن مرض السدة الرئوية، أو الانسداد الرئوي، يصنف على أنه من الأمراض المزمنة، وله العديد من الأعراض أهمها الحكة والبلغم وضيق التنفس عند بذل أي مجهود، مشيراً إلى أن من إشكاليات التعامل مع هذا المرض الاكتشاف المتأخر له مما يؤدي إلى الفشل الرئوي، بالإضافة إلى أنه لا يتم تشخيصه بشكل صحيح من قبل بعض الأطباء الممارسين العامين الذين يتعاملون مع المريض في البداية». ونبّه محجوب إلى أن خطورة هذا المرض، في أنه تصحبه أمراض أخرى مثل أمراض القلب، لافتا إلى أن الشخص المصاب بهذا المرض يحتاج إلى الإقامة في المستشفى ضعف المدة التي يحتاجها مريض الربو الشعبي بـ 3 مرات، حيث يحتاج في الزيارة الواحدة للإقامة من 7 إلى 10 أيام. من جهته، قال الدكتور علي زوار المدير الطبي بشركة GSK: «إن دراسة BREATHE تمثل حجر الزاوية في تأسيس التزام طويل الأثر بتحسين الرعاية التنفسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وستنشر الدراسة في مجلة الطب التنفسي قبل نهاية العام». وأضاف: «نأمل أن زيادة الوعي بنتائج الدراسة ستفيد عملية التخطيط للصحة العامة من خلال الحكومات ومديري الخدمات الطبية، وفي نهاية المطاف تحسن معيشة المرضى المصابين بهذا المرض المزمن العضال». 65 % من مرضى الانسداد الرئوي مدخنون لفتت نتائج الدراسة، إلى أن 65% من مرضى الانسداد الرئوي الذين تم تشخيص إصاباتهم بمرض السدة الرئوية المزمنة ما زالوا يدخنون بصفة منتظمة، واصفة ذلك بأنه «يبعث على القلق»، لافتة إلى أن 30% من المرضى ليسوا متأكدين من السبب الكامن وراء إصابتهم بالمرض، بينما أكد 50% عدم معرفتهم أن التدخين سبب محتمل. ونبهت الدراسة إلى أن العديد من المرضى على دراية محدودة بمرض السدة الرئوية المزمن وكيفية مواجهته، ويُمكن تكثيف الجهود لرفع الوعي بالمرض، وأكدت أن المعلومات المتوافرة عن تفشي مرض السدة الرئوية المزمن في الشرق الأوسط وأفريقيا محدودة، وحجم العبء المرضي الفعلي في هذه المنطقة ما يزال مجهولاً إلى حد بعيد. وكشفت نتائج الدراسة أن التدخين ما يزال يشكل أزمة صحية عامة ومتزايدة في المنطقة، بمعدلات تصل إلى 30%. وأظهرت الدراسة، أن نسبة الحالات التي تخضع للعلاج وفقًا للخطوط التوجيهية العلاجية الحالية (مثل توجيهات GOLD2) تقل عن 10%، كما أن العبء الصحي الاقتصادي لمواجهة هذا المرض ضخم؛ إذ أظهرت الدراسة أن مرض السدة الرئوية المزمن تسبب في إجمالي 1000 استشارة طبية و190 ترددا على استقبال الطوارئ و175 حالة دخول للعلاج بالمستشفى كل ساعة، في الـ 11 عشرة دولة التي أجريت فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©