الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب أميركا··· نزعة متنامية نحو اليسار !

شباب أميركا··· نزعة متنامية نحو اليسار !
28 يونيو 2007 00:00
توصل استطلاع مشترك للرأي العام الأميركي، أجرته كل من صحيفة ''نيويورك تايمز'' وشبكة ''سي· بي· إس'' نيوز، و''إم· تي· في''، إلى ترجيح تأييد قطاعات الشباب الأميركي، أكثر من غيرها من بقية شرائح المجتمع الأميركي الأخرى، لعدة قضايا وسياسات تتسم بالليبرالية والنزعة ''اليسارية''، منها على سبيل المثال: تولي جهاز الدولة والقطاع العام لإدارة نظام الضمان الصحي، وكذلك تبني سياسات أكثر انفتاحاً وليبرالية في سن التشريعات الخاصة بالهجرة والزواج والإجهاض وغيرها من الحريات الشخصية المماثلة· كما أشارت استطلاعات الرأي نفسها، إلى ترجيح اعتقاد الشباب بأن الحرب الدائرة الآن على العراق، تسير نحو تحقيق نتائجها الإيجابية المرجوة· وضمن ما توصل إليه استطلاع الرأي المذكور، أن الشباب الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17-29 عاماً، يولون اهتماماً كبيراً وملحوظاً لمسار الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية، إلا أن اهتمامهم الأكبر ينصب على تقييم أداء مرشحين اثنين دون غيرهما، هما السيناتور باراك أوباما، والسناتور هيلاري كلينتون، مع العلم أن كليهما ''ديمقراطيان''· والملاحظ أن قطاعات الشباب هذه، قد حافظت على مسافة بعيدة المدى فيما يبدو، بينها والحزب'' الجمهوري''· وعلى الرغم من مشاعر القلق التي تساور الشباب الحاليين، من أن يكون جيلهم أسوأ بما لا يقاس إلى جيل آبائهم، إلى جانب قلقهم على صورة بلادهم، وما لحق بها من تشويه في الرأي العام العالمي، فإن قناعتهم لا تزال قوية جداً بأن في وسع أصواتهم الانتخابية وفاعلية دورهم في السباق الرئاسي الجاري حالياً، أن يحدثاً فارقاً كبيراً في صياغة مستقبل بلادهم داخلياً وخارجياً على حد سواء· ولذلك فلم يكن مستغرباً أن توصل استطلاع الرأي المذكور إلى أن الفئة الشبابية التي تتراوح أعمارها بين 17-29 عاماً، تميل إلى الإدلاء بأصواتها لصالح مرشح رئاسي ''ديمقراطي'' في انتخابات العام المقبل ·2008 وتشارك الفئة نفسها بقية الجمهور الأميركي، نظرة سلبية إلى الرئيس بوش وإدارته· والملاحظ أن نسبة التأييد التي يحظى بها بوش وحزبه ''الجمهوري'' في أوساط هذه الفئة، لا تتجاوز الـ28 في المئة فحسب· وبوجه عام، تنظر غالبية أفراد هذه الفئة الشبابية، نظرة إيجابية أفضل بكثير للحزب الديمقراطي، مقارنة بمنافسه الحزب ''الجمهوري''· لكن وخلافاً لتلك النظرة السلبية العامة للرئيس بوش، فقد كانت نسبة تأييد الفئة نفسها لبوش في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، تصل إلى 80 في المئة· ولكن سرعان ما انحسرت وتراجعت نسبة التأييد هذه خلال السنوات الثلاث اللاحقة للهجمات، خاصة في انتخابات 2004 الرئاسية، بينما لم تصل نسبة تأييد الرئيس بوش بين غالبية أفراد الشعب الأميركي بوجه عام، إلى ما يزيد عن 4 بين كل 10 منهم· وفي وقت بدأ فيه ''الديمقراطيون'' يحققون مكاسب سياسية ملحوظة، إثر سنوات من هيمنة ''الجمهوريين'' على المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخراً، ميل فئات الشباب أكثر من أي وقت قريب مضى، إلى ''اليسار''· وعليه فقد وصفت نسبة 28 في المئة من هؤلاء، بكونها ليبرالية، قياساً إلى نسبة 20 في المئة من مجموع بقية فئات الشعب الأميركي· بينما وصفت نسبة 27 في المئة نفسها بأنها محافظة، قياساً إلى نسبة 32 في المئة من بقية أفراد المجتمع الأخرى· وضمن هذه الوجهة ''اليسارية'' الليبرالية، أعربت نسبة 44 في المئة من الشباب عن تأييدها لسن تشريعات توفر حريات وحقوقاً شخصية أكبر فيما يتعلق بالزواج والإنجاب وما إليها من القضايا المرتبطة بقوانين الأحوال الشخصية· يذكر أن هذه النسبة تقارن بنحو 28 في المئة من التأييد الشعبي العام لهذه الحريات والحقوق· ويشمل تأييد الشباب للمزيد من الليبرالية في التشريعات المتصلة بالحريات الشخصية، تشجيعهم لسن القوانين التي تكفل أقصى درجات الحرية في هذه الناحية· إلى ذلك أظهرت نتائج استطلاعات الرأي الحالية، تأييد نسبة 62 في المئة من الشباب لبرنامج تأمين صحي ترعاه الدولة، مقارنة بتأييد 47 في المئة من الرأي العام الأميركي للبرنامج نفسه· وبينما قال حوالي 30 في المئة من الشباب إن على أميركا أن ترحب دائماً بقدوم المهاجرين الجدد، لا تزيد نسبة تأييد الرأي الأميركي العام للفكرة نفسها عن 24 في المئة فحسب· أما فيما يتعلق بحق الإجهاض، فإن آراء الشباب تكاد تتطابق مع الرأي العام حوله، إذ عارضته كلياً نسبة 24 في المئة، بينما رأت نسبة 38 في المئة منهم إنه يمكن السماح به، شريطة فرض المزيد من القيود عليه· وبالمقارنة فقد رأت نسبة 37 في المئة منهم، ضرورة إطلاقه والسماح به ضمن منظومة تشريعات الحقوق الشخصية· وفي مؤشر واضح على حدوث مفارقة غير مسبوقة بين آراء الشباب وغيرهم من فئات المجتمع الأميركي الأخرى، عبر هامش شبابي مقدر، عن رغبته في انتخاب رئيسة للولايات المتحدة الأميركية في انتخابات العام المقبل، كسراً لتقليد تولي الذكور عادة لهذا المنصب، على امتداد التاريخ السياسي الأميركي كله· ورداً على سؤال تضمنه استطلاع الرأي حول مدى حماسهم للمرشحين في الحملة الانتخابية الرئاسية الحالية، أعربت نسبة 18 في المئة منهم عن تأييدها للسناتور ''أوباما''، من ولاية إلينوي، في حين أعربت نسبة 17 في المئة عن تأييدها للمرشحة هيلاري كلينتون، من ولاية نيويورك· ويلي تأييد الشباب لهذين المرشحين مباشرة، تأييدهم من حيث الترتيب، للمرشح ''الجمهوري'' من رودولف جولياني، العمدة السابق لمدينة نيويورك· غير أنه يجدر الذكر أن نسبة التأييد الشبابي للمرشح الأخير، لم تتجاوز 4 في المئة فحسب· والسؤال الذي تثيره نتائج استطلاع الرأي هذه: هل يحسب هذا التحول في أوساط الشباب، لصالح المكاسب السياسية التي حققها الحزب ''الديمقراطي'' مؤخراً؟ آدم ناجورني وميجان تي محررا الشؤون الخارجية في ''نيويورك تايمز'' ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©