الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض يبرز الأثر الأوروبي في نهضة التشكيل العربي المعاصر

معرض يبرز الأثر الأوروبي في نهضة التشكيل العربي المعاصر
13 مارس 2008 22:01
في خان قديم بقلب العاصمة السورية دمشق يتحدى معرض فني نادر للفن العربي والإيطالي المحاذير بشأن إبراز الأثر الأوروبي على نهضة الفن العربي في القرن العشرين، ويعرض المعرض المقام في خان أسعد باشا الذي يرجع للقرن الثامن عشر أعمال فنانين عرب إلى جانب أعمال الفنانين الإيطاليين الذين علموهم أو كانوا مصدر إلهام لهم؛ والنتيجة هي معرض قوي يظهر كيف تبنى الفنانون العرب المعاصرون الأساليب الأوروبية وحولوها لتبرز الاضطرابات السياسية في بلدانهم· وقالت الباحثة مارتينا كورنياتي: نحن نعيش أوقاتا صعبة ومن المهم أن يقاوم الفن الحروب الثقافية، يمكن للمرء أن يرى كيف أثرت المدارس الإيطالية على الفنانين العرب الرواد·'' وسافر الكثير من الرسامين والنحاتين العرب إلى أوروبا وتحديدا إلى إيطاليا وفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية في الوقت الذي عزز فيه حكام مستبدون قبضتهم على السلطة في أنحاء الشرق الأوسط، ومن عاد منهم من المنفى جلب معه أساليب القرن العشرين الأوروبية التي حددت معالم الفن العربي المعاصر الذي بدأ يكتسب تقديرا وشعبية من جديد· وأمضت كورنياتي عامين تجمع أعمال فنانين مصريين ولبنانيين وسوريين إلى جانب أعمال معلميهم الإيطاليين من أجل المعرض الذي افتتح في العاصمة السورية الشهر الماضي والذي سيسافر أيضا إلى بيروت والقاهرة· وتكمن الفكرة في عرض الأعمال في شكل ''ثنائيات'' ليرى الباحثون ومحبو الفن والجماهير أوجه الشبه بين الاثنين، ويأتي المعرض الذي تم تنظيمه في إطار سلسلة من الأحداث للاحتفال بحصول دمشق على لقب عاصمة الثقافة العربية هذا العام في توقيت مناسب للاستفادة ماديا من الإقبال الهائل على الفن العربي المعاصر، ويستثمر مشترون من الخليج العربي بكثافة في الفن من جميع أنحاء العالم، كما انهم يولون الفن العربي المعاصر الكثير من اهتماهم؛ فعلى سبيل المثال بيع عمل للفنان السوري الراحل فاتح المدرس بمبلغ 26 ألف جنيه استرليني (52 ألف دولار) في دار سوثبي للمزادات في لندن في أكتوبر الماضي وهو ما يعادل مثلي القيمة التي كانت مقدرة له· وبيع عملان للفنان السوري الراحل لؤي كيالي الذي توفي عام 1978 عن عمر يناهز 44 عاما بمبلغ 59 ألف جنيه استرليني في المجمل· ويهدف المعرض إلى إبراز كيف كان الأثر الفني بين العرب والأوروبيين على جانبي البحر المتوسط متبادلا وكيف ساهم في إثراء الجانبين، فعلى سبيل المثال يقول النحات مصطفى علي إنه تأثر بفن الأتروسك (شعب إيطاليا في العصور الوسطى) وإنه اكتشف في وقت لاحق أن فن الأتروسك تأثر بالفينقيين· وأضاف: سوريا أنجبت أباطرة وبابوات رومان· لسنا منفصلين ثقافيا إلى هذا الحد عن الغرب· وتكمن قوة المعرض في إبراز كيف تأثر الفنانون العرب لدى عودتهم من المنفى في اوروبا بالثقافة التي وجدوا أنفسهم فيها، وفي الوقت الذي واجهوا فيه حكومات قمعية فرضت قيودا على النقد العلني لجأ الفنانون إلى المذهب التعبيري لتصوير الأفكار التي كان الناس يخشون المجاهرة بها، وشملت هذه الأفكار اليأس من الهزائم العسكرية المتتالية والإحباط من بقاء حكام عرب في السلطة رغم هذه الهزائم· فعلى سبيل المثال صور المدرس باستخدام الوجوه السيريالية التي كان مشهورا بها اللاجئين وهم يفرون من مرتفعات الجولان بعد أن احتلتها إسرائيل في حرب عام ·1967 ووفقا لخبراء في الفن فقد تسبب قمع النقد العلني في تحول الفن بشكل عميق إلى التجريدية الأمر الذي خلق نهضة قوية في فن الرسم العربي أثبتت اختلافها عن الأساليب الأوروبية التي ألهمتها، وبالنظر إلى عمل للمدرس عام 1969 وهو معلق في المعرض إلى جانب لوحة زيتية لمعلمه ماسيمو كامبيلي فمن الصعب رؤية أوجه الشبه؛ كما علقت لوحة للفنان الفلسطيني الراحل بول جيراجوسيان إلى جانب لوحة للفنان الإيطالي ريمو بيانكو· لكن أوجه التشابه بين العملين تقف عند استخدام نفس الألوان الشاحبة، فلوحة جيراجوسيان تحفل مثل معظم أعماله بالشخوص المعذبة الممتدة التي تبرز المشقة التي عانت منها أسرته· وكان والداه أرمينيين نجيا من المذبحة التي نفذها الاتراك ضد الأرمن في أواخر أيام الامبراطورية العثمانية· وهربا في البداية إلى فلسطين ثم إلى لبنان· وتوفي جيراجوسيان عام ·1993 وسينتقل المعرض الذي يحمل اسم ''الفنانون العرب بين إيطاليا والمتوسط'' والذي تدعمه وزارة الثقافة الإيطالية والجامعة العربية إلى بيروت في الشهر المقبل ثم القاهرة في مايو المقبل·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©