الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

احتفاء وداعي بنازك الملائكة في رأس الخيمة

احتفاء وداعي بنازك الملائكة في رأس الخيمة
27 يونيو 2007 23:48
لم تكن الأمسية التي أقامها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع رأس الخيمة مساء أمس الأول في وداع رائدة الشعر المبدعة نازك الملائكة مجرد مناسبة لإلقاء الضوء على مسيرتها الأدبية التي امتدت لسنوات لكنها كانت محاولة من عشاق هذا القمر الأدبي الذي أنار افاق الثقافة العربية للاعتذار لهذا الصرح الذي لم نوفه حقه رغم ما اتيحت من فرص لكل المنتمين للثقافة العربية· فنازك الملائكة ليست مجرد سطر شعري جميل في ديوان الإبداع العربي لكنها قصيدة حركت مشاعر كل من قرأها منذ ''عاشقة الليل'' الذي صدر في عام 1947 وحتى ديوان ''يغير ألوانه البحر'' الذي صدر في عام 1970 مرورا بالعديد من المحطات الأدبية الأخرى التي أسست لإبداع راقٍ يتناسب مع ما عاشه الشعر العربي خلال تلك المرحلة· ففي الأمسية كانت القلوب متحفزة لسماع كل ما هو جديد عن تلك المبدعة التي غادرتنا في صمت قبل أيام بعيداً عن وطنها المذبوح بمطامع أهل السياسة وكأنها أرادت أن تسير على خطى بدر شاكر السياب الذي مات بعيداً عن البصرة فها هي نازك ترحل من القاهرة من دون أن تكحل عينيها في لحظات الوداع ببغداد التي كانت· قدم الناقد محمد الجزائري والدكتورصالح هويدى قراءة في أدب الملائكة وقال الجزائري إن المبدع لا يموت لأن أثره يبقى حديث الناس وينعكس إيجابا على ثقافة المجتمع وقال إن العديد من مبدعي العراق رحلوا وهم في المنفى وأكد أن نازك الملائكة كان الشعر لديها محصلة حقيقية لأحزانها الشخصية وتلخيصاً لواقع المراة العربية فقد تعلمت الراحلة لغات عديدة، وكثير من الرواد الذين فتحوا افاق التجديد في الإبداع زاملوا الشاعرة الراحلة· وقال الجزائري إن الملائكة خرجت عن طاعة القافية والمقدس في النص وكذلك انحازت إلى الرومانسية فصار المكان عندها رمزا يوتوبيا أكثر منه للتفعيل والتنوير وأنهى الجزائري حديثه بالإشارة إلى الصورة المأساوية لهذه الشاعرة المبدعة التي لم تلق الرعاية الحقيقية وهى على فراش المرض والموت· وبدأ الدكتورهويدى بالحديث عن الوضع التراجيدي للمبدع وقال إن نازك مثقفة ومبدعة من الدرجة الأولى وأشار إلى تجارب الإبداع في العراق في الأربعينات والخمسينات وإلى حياة نازك وكيف درست العربية والفنون وكتبت القصة والشعر وتعلمت الإنجليزية واللاتينية والصينية والإنجليزية ونهلت من التراث العربي وانتقد هويدى موقف البعض من إبداعها والتباري غير المقنع حول الريادة في كتابة قصيدة التفعيلة وقال إن موضوع الريادة يحتاج إلى دراسة متأنية لمعرفة الأسبقية لأن من يكتب نصا بالمصادفة أو لسبب ما ليس رائدا وأبدى هويدى إعجابه بكتاب الملائكة ''قضايا الشعر المعاصر ''الذي كشفت فيه عن البواعث التاريخية والسياسية والاجتماعية التي كانت السبب في الخروج على القافية وعن تفصيلاتها الدقيقة وعن الحديث عن البحور والعروض والإيقاع والقافية حتى صار هذا الكتاب يدرس في الجامعات· وقال إن نازك تتفوق على السياب في النقد وأن دورها في المشهد الثقافي العربي كبير وأن مرضها تسبب في توقفها عن الإبداع· وقال الناقد والكاتب هيثم الخواجة إن موهبة نازك التي ولدت عام 1923 ظهرت في أحضان أسرة مبدعة فقد كان والدها صادق الملائكة شاعرا ومن رواد المجالس الأدبية في بغداد وكانت مسكونة بالتجديد وتقديم ما لم يقدمه الآخرون· وأضاف أن نازك التي حملت رقة تمثلت بشكل كبير في كل ما قدمته وكأنها تمثلت معنى اسمها سرعان ما ثارت على الشعر الاتباعى من منطق علمي لا فوضوي فالإيقاعات العربية تحتمل أنغاما كثيرة ولابد أن متابعة مسيرة الإبداع، فإذا هي رائدة شعر التفعيلة والمنظرة الأولى للقصيدة الحديثة وقد أثرت المكتبة العربية بمجموعات شعرية ما زال ألقها يضيء في سماء الشعر مثل عاشقة الليل وشظايا رماد وفرارة الموجة وشجرة القمر ويغير ألوانه البحر بالإضافة إلى التجزيئية في الشعر العربي وقضايا الشعر الحديث وسيكولوجية الشعر وأشار الخواجة إلى أن نازك التي كرمتها دار الأوبرا المصرية عام 1999 وحصلت على جائزة البابطين عام 1996 تستحق أكثر من ذلك بكثير· في نهاية الأمسية دار حوار مطول حول التجديد في الشعر العربي وإبداع نازك الذي بدأ في الأربعينات وأسباب تردد مواقفها تجاه الشعر وقدم سعيد لجة والمخرج ناصر صيغة هدية تذكارية للمحاضرين·
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©