الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم كلثوم بنت عقبة.. راوية الحديث والمحبة لدينها ورسولها

26 ديسمبر 2013 21:18
أحمد مراد (القاهرة) - صحابية جليلة، تركت لنساء الأمة الإسلامية أروع مثل للمرأة المدافعة والمحبة لدينها ورسولها، والتي لا تخاف في الله لومة لائم، وكان لها دور فعال في رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. أسلمت أم كلثوم بنت عقبة في مكة، ولم تتهيأ لها الهجرة إلى المدينة إلا سنة سبع للهجرة، وكان خروجها زمن صلح الحديبية، وكان من الأمور الصعبة على أم كلثوم كفتاة وحيدة الخروج وحدها لتقطع الطريق إلى المدينة من دون حماية، ورغم المخاطر خرجت من مكة وحدها. وفي الطريق قام بحراستها أحد المؤمنين من قبيلة خزاعة، ولم تكن آيات التحريم والحجاب قد نزلت في ذلك الوقت. وصولها المدينة المنورة وعندما بلغت أم كلثوم المدينة المنورة ظنت أنها بوصولها قد بلغت بر الأمان، ولم تكن تعلم أن أخويها الوليد وعمار قد انطلقا من مكة خلفها، فلم يمض يوم على استقرارها في المدينة إلا ووصل الشقيقان إلى المدينة وتقدما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقولا له: أوف لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه، فوقفت أم كلثوم بجرأة لتقول: يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف ما قد علمت، أفتردني إلى الكفار يفتنونني في ديني ولا صبر لي. فأنزل الله تعالى فيها وفي النساء من مثل حالتها، سورة الممتحنة، ونزل فيها قول الله تعالى: «إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن»، فكان رسول الله يقول لهن محلفا: الله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام ما خرجتن لزوج ولا مال؟. فإذا قلن ذلك، لم يرجعهن إلى الكفار. وعندما قالت أم كلثوم هذا، التفت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الوليد وعمارة قائلا:«قد أبطل الله العهد في النساء بما قد علمتماه»، فانصرفا. وذكر ابن إسحاق أن أخويها رحلا بعد رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يردها إليهما. زواجها وعن عبدالله بن أبي أحمر قال: قالت أم كلثوم بنت عقبة: أنزل فيّ آيات من القرآن، كنت أول من هاجر في الهدنة حين صالح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشاً على أنه من جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغير إذن وليه رده إليه، ومن جاء قريشاً ممن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يردوه إليه، قالت: فلما قدمت المدينة قدم عليّ أخي الوليد بن عقبة، قالت: ففسخ الله العقد الذي بينه وبين المشركين في شأني، فأنزل الله: «يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن» إلى قوله: «ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن». قالت: ثم أنكحني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن حارثة، وكان أول من نكحني فقلت: يا رسول الله، زوجت بنت عمك مولاك؟ فأنزل الله: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم». قالت: فسلمت لقضاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ثم قتل عني فأرسل إليّ الزبير بن العوام أبي بن خالد فاحبسني على نفسه. فقلت نعم، فأنزل الله: «ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله». قالت: ثم حللت فتزوجت الزبير، وكان ضراباً للنساء، فوقع بيني وبينه بعض ما يقع بين المرء وزوجه فضربني وخرج عني وأنا حامل في سبعة أشهر، فقلت: اللهم فرق بيني وبينه، ففارقني فضربني المخاض فولدت زينب بنت الزبير، فرجع وقد حللت فتزوجت عبدالرحمن بن عوف، فولدت عنده إبراهيم ومحمداً وحميداً بني عبدالرحمن بن عوف. راوية حديث وعن عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه: أن أم كلثوم بنت عقبة كانت تحت الزبير بن العوام، وكانت له كارهة، وكان شديداً على النساء، فكانت تسأله الطلاق فيأبى، فضربها المخاض وهو لا يعلم، فألحت عليه يوماً وهو يتوضأ للصلاة فطلقها تطليقة، ثم خرج إلى الصلاة فوضعت، فأتبعه إنسان من أهله، وقال: إنها وضعت، قال: خدعتني خدعها الله، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فذكر ذلك له، فقال: سبق فيها كتاب الله، أخطبها قال: لا، لا ترجع إليّ. وفي نهاية المطاف تزوجت أم كلثوم عمرو بن العاص، وقد توفيت بعد شهر من زواجه، وقد جاء أجلها رضي الله عنها في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. روت الصحابية الجليلة أم كلثوم عن النبي صلى الله عليه وسلم عشرة أحاديث في مسند بقي بن مخلد، ولها أيضاً في «الصحيحين» حديث واحد. وهو حديث حالات الكذب، وسنده ومتنه التالي: حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب أن حميد بن عبدالرحمن أخبره أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا» رواه البخاري. وقالت أيضا: «ولم أسمعه – أي رسول الله صلى الله عليه وسلم – يرخص في شيء مما يقول الناس كذبا إلا في ثلاث: الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل لامرأته، وحديث المرأة لزوجها» رواه أحمد ومسلم. وروى عنها أبناها حميد، وإبراهيم، وبسرة بنت صفوان. وروى لها الجماعة، سوى ابن ماجة. وساق أخبارها ابن سعيد وغيره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©