الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوطني الربيعي 2» يقدم مشاهد حية من الموروث الشعبي

«الوطني الربيعي 2» يقدم مشاهد حية من الموروث الشعبي
27 ديسمبر 2013 13:49
ترتدي جزيرة السمالية ثوب الموروث الشعبي في أجمل حلة مع استمرار فعاليات الملتقى الوطني الربيعي الثاني، الذي استقبل المراكز النسائية طوال الأسبوع الثاني من أجل استكمال الأنشطة التراثية، والتعرف على أجواء البحر في ظل انتعاش الطقس الشتوي البديع، وشاركت طالبات المراكز النسائية التابعة لنادي تراث الإمارات في العديد من الورش والأنشطة، التي تعمق تجربتهن في الحياة، وتعزز أيضاً في نفوسهن مفاهيم المواطنة الصالحة وحب الوطن وشرف الانتماء إليه. على الرغم من ازدحام برنامج الملتقى الوطني الربيعي الثاني، الذي يحظى برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وتنوع أنشطته ما بين الرسم بالرمل وعلى الوجه والمسابقات الثقافية والترفيهية وتعلم أصول الخط العربي والنقش بالحناء والطهي الشعبي وعرض الأزياء التراثي، إلا أن ختام هذا الأسبوع تميز بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين وأبنائهم عبر جولة شملت كل أرجاء جزيرة السمالية وميادينها في أجواء عائلية اندمجت خلالها الأسر، وتعارفت فيما بينها وهو ما ولّد مشاعر فيّاضة لدى الجميع، وجعلهم يوقنون بأن السمالية محطة مهمة ورحلة ممتعة تُبحر بأبناء الدولة إلى الماضي البعيد ليتراءى لهم بكل تفاصيله الرحبة وقيمه الباقية، وتقاليده وعاداته التي لم يخبُ بريقها على مر الأيام والسنين. دور كبير بمناسبة تخصيص اليوم الأخير من الملتقى الوطني الربيعي الثاني لاستقبال الإعلاميين، ومن ثم تنظيم جولة لهم داخل جزيرة السمالية، يقول مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي «حرصنا على أن نقدم هذه الجولة لعدد من الإعلاميين الذين يقومون بدور كبير في إظهار ما تحتويه جزيرة السمالية لكونها إحدى المحميات الطبيعية، التي تعرف زوارها على الوجه الحقيقي للتراث الوطني، الذي هو الجسر الذي عبر عليه الإنسان الإماراتي إلى الحاضر»، مضيفا «السمالية تحمل أنشطة تعبر عن الموروث الشعبي وبيئاته الطبيعية الحاضنة للتراث الوطني، لذا كان من الضروري أن تتعرف العديد من الأسر التي تعمل في المجال الإعلامي على الميادين المتعددة للجزيرة، ويرون الحيوانات بأشكالها كافة والطيور حتى تكتمل لديهم الصورة، ويعرفوا عن كثب أن السمالية تلعب دوراً مهماً في تنشيط مخيلة طلاب المدارس، ومن ثم تساعدهم على استحضار مفردات للموروث الشعبي وما كان ينطوي عليه من جماليات في الماضي». من جهتها، تقول مشرفة الأسبوع الثاني، ورئيسة قسم الأنشطة النسائية بنادي تراث الإمارات فاطمة التميمي إن جزيرة السمالية استقبلت أعداداً كبيرة من الإعلاميين، الذين حضروا بكثافة إلى جزيرة السمالية في ختام الأسبوع الثاني، وحرصت إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات على اصطحاب أُسر الإعلاميين وأبنائهم في جولة عامة حول الجزيرة وميادينها، وهو ما أضفى عليهم جواً من المرح والسعادة، حيث شارك أبناء الإعلاميين في الأنشطة والبرامج والفعاليات التي خُصصت لهذا الأسبوع، وتجولوا بين ميادين الفروسية والهجن والرماية، وتعرفوا على البيئتين البحرية والبرية والمباني القديمة، التي تنتشر في جميع أرجاء جزيرة السمالية، بالإضافة إلى مشاركة الإعلاميين وأبنائهم في الأنشطة التراثية التي أقيمت في ساحة أرض المخيم التي كان يوجد بها معرضاً للأنشطة التراثية، وبعض الخيم التي شكّلت جزءاً من المجالس القديمة المتعارف عليها في البيوت الإماراتية، لافتة إلى أن الرحلة البحرية، التي شارك فيها عدد من الإعلاميين أولياء أمور الطالبات، كانت على قدر كبير من الإمتاع حيث صعدوا جميعاً على متن أحد المراكب التراثية القديمة، والذي جال بهم في البحر للتعرف على البيئة البحرية. خير كثير من ضمن الإعلاميين، الذين حرصوا على المشاركة في ختام الأسبوع الثاني للملتقى الوطني الربيعي الثاني، عامر سالمين الذي يذكر أنه عندما تلقى دعوة من إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات توجه على الفور إلى السمالية، وهناك اصطحبه رئيس قسم الأنشطة التراثية بالنادي أحمد عبدالله الحوسني في رحلة إلى ربوع الجزيرة. ويقول «للمرة الأولى أذهب إلى السمالية، وحين رأيت أن المباني التي شُيّدت على النسق التراثي القديم وباحة المسجد الكبير وبيت علي بن حسن وميداني الفروسية والهجن وكذلك البيئة البحرية والمراكب القديمة وبيت العريش والطوى وشباك الصيد والمدربين التراثيين الموجودين في كل أركان جزيرة السمالية شعرت بأن الملتقى الوطني الربيعي الثاني يحمل الخير الكثير لأبناء الوطن حيث إن هذه الجزيرة التي تحمل مفردات الموروث الشعبي، هي خير من يوصل رسالة حقيقية إلى أبناء الوطن بأن الماضي يجب أن يعتز به كل أبناء الإمارات»، ويشير إلى أنه سوف يحرص دائماً على زيارة جزيرة السمالية، ويدعو أقاربه وأبناءهم للحضور والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تقام باستمرار على أرضها خاصة أن الحوسني أتاح له فرصة استكشاف أحد المدافع القديمة، موضحا له المواد التي استخدمت على فوهة المدفع فأكسبته لوناً متميزاً. كما حرصت «قناة الدار» على أن يكون لها حضور مميز في نهاية الأسبوع الثاني للملتقى عبر وجود طاقم مكون من مذيعة ومصور ومخرج. وتلفت مقدمة البرامج مريم بلجرد إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لها لجزيرة السمالية لذا شعرت بأنها في مكان مختلف عن كل الأماكن التي زارتها من قبل. وتؤكد أن إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات تبذل جهوداً كبيرة من أجل ترسيخ المفاهيم التراثية في نفوس الطلاب، وهو ما يجعلهم على صلة دائمة بتراث الأجداد، مشيرة إلى أنها استمتعت بشكل شخصي بوجودها بين نخبة من الإعلاميين، وتتمنى أن تتجدد الدعوة في الأعوام المقبلة. فعاليات الأسبوع الثاني حول ما تضمنه الأسبوع الثاني للملتقى الوطني الربيعي الثاني في الختام واستقبال الجزيرة وفود كثيرة من جهات مختلفة، تقول مشرفة الأسبوع الثاني، ورئيسة قسم الأنشطة النسائية بنادي تراث الإمارات فاطمة التميمي إن إدارة الأنشطة بالنادي الأسبوع الثاني من الملتقى خصصت للطالبات، وهو ما أعطى المراكز النسائية التابعة للنادي فرصة لإبراز أنشطتها ومن ثم محاولة استقطاب الفتيات اللواتي جئن للسمالية بصحبة أولياء الأمور، ما شكل دفعة قوية لخلق أجواء البهجة والمرح في ربوع الجزيرة، وكان حافزاً لكي تبرز الفتيات ما لديهن من مواهب حقيقية وقدرات فردية. وتضيف «اللافت أن مشرفات المراكز النسائية التابعة لنادي تراث الإمارات تجاوبن مع الفتيات، وحاولن التقرب منهن، ومن ثم إدماجهن في ورشات عمل مختلفة. أثناء تنفيذ مشرفات الملتقى الوطني الربيعي الثاني في أسبوعه المخصص للفتيات العديد من الألعاب الشعبية حرصت فاطمة راشد وميثة الجنيبي على المشاركة في لعبة «حلقة بنت الشيخ»، وهي إحدى ألعاب البنات التي يمارسنها مصحوبة بالأهازيج الشعبية. من اللافت في ختام الأسبوع الثاني للملتقى، أن إدارة الأنشطة بالنادي نظمت عرضاً لاختيار أفضل زي تراثي، وقد شارك في هذا العرض العديد من الفتيات اللواتي ازدهين بملابسهن التراثية التي جمعت بين العراقة والأصالة، والموروث الشعبي، ما يدل على أن الأمهات اعتنين ببناتهن، وحرصن على أن يزينهن بمفردات الملابس التراثية القديمة، التي كانت ترتديها النساء في البيوت وفي المناسبات الخاصة والعامة. وبخصوص مشاركة منسقة الأنشطة بمركز فتيات رأس الخيمة التابع للهيئة العامة للشباب والرياضة، مروى سيف محمد الشعبي في فعاليات ختام الأسبوع الثاني للملتقى الوطني الربيعي، تورد مروى أنها كانت سعيدة جداً بهذه الدعوة الكريمة التي حرصت من خلالها على تقديم بعض الورشات التدريبية للطالبات وأطلقت عليها اسم «اللآلئ المضيئة» بحيث تتوزع على أربعة أنشطة وهي الفريدة، الحص، والدانة، والدرة، بالإضافة إلى ألعاب تدريبية تعتمد على التفكير الإبداعي، وتنفيذ بعض الألعاب التي تندرج تحت رياضة الفورمولا بالإضافة إلى تنظيم ورشة طبخ. رحلة بالسفينة التراثية الرحلة البحرية التي جمعت العديد من الإعلاميين وأُسر المواطنين والأطفال المشاركين في فعاليات الملتقى الوطني الربيعي الثاني كان لها وقع خاص في النفوس، لذا حرص العديد من الإعلاميين وأسرهم وفتيات المراكز وأولياء الأمور على الصعود إلى السفينة التراثية من أجل الاستمتاع بموج البحر الهادر واستكشاف البيئة البحرية بجمالها الخلاّب واللافت أن العديد من الأسر تراصّت على السفينة بشكل بديع وشكّلت حلقات فيما بينها وهو ما سمح للجميع بالاستمتاع بالجلسات الحميمية ومن ثم التقاط بعض الصور التذكارية وفي أثناء ذلك ردد بعض الأطفال الأهازيج التراثية بشكل جماعي واستغرقت الرحلة ما يقرب من 25 دقيقة جابت السفينة التراثية خلالها مساحات من المياه المحيطة بالجزيرة فاستمتع الجميع ورأوا عن قرب البحر الذي شكّل جزءاً مهماً من حياة الأجداد إذ كان يمثل لهم أحد مراكز الرزق المهمة. خريطة الإمارات في واحدة من الورشات التي حظيت باهتمام كبير تجمعت العديد من الطالبات حول فاطمة الجنيبي مشرفة النشاط الفني فاطمة الحمادي من أجل المشاركة في تزيين خريطة دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن فعالية «حصنك يا وطن»، واستطاعت المشاركات أن يزين الخريطة بالورود، هو ما جعل هذه الفعالية تمتد مدة أطول نظراً لاستمتاع كل من كان شارك، إذ إن الطريقة التي تم بها التزيين كانت مبتكرة للغاية. بيت عتيق تضمنت الجولة التراثية للإعلاميين وللمشاركين في أنشطة الملتقى الوطني الربيعي الثاني زيارة إلى أقدم البيوت القديمة، والتي تعد من أول الإنشاءات التي تم تشييدها على أرض الجزيرة وهو بيت علي بن حسن إذ تجمعت العديد من السيدات، اللواتي حرصن على الدخول إلى باحة البيت، والتعرف على الحجرات وكل ما يشكل هذا المعلم التراثي، الذي يبين بوضوح كيف كانت تُبنى البيوت القديمة، وكيف كان يعيش أصحابها لكن الشيء الذي أثار انتباه الجميع، هو أن الطفلة فاطمة الجعفري، التي تبلغ من العمر 10 سنوات، صعدت على السلم المؤدي إلى الطابق الثاني واصطحبت معها زميلتها ميثة الجنيبي من أجل التعرف على طبيعة هذا الطابق، ولم ينهاهما المشرف المكلف باصطحاب الإعلاميين إلى مناشط الجزيرة، وهو ما أشعر الفتاتين بأنهن يتصرفن بحرية مطلقة خاصة أن البيت يعد من المباني التي لها دور كبير في التعريف بالحياة القديمة. أجواء إماراتية لم تستطع عشيبة الجعفري أن ترفض طلب ابنتها في أن تحضر معها في ختام فعاليات الأسبوع الثاني ولا تخف الجعفري أنها انبهرت بالجمال الطبيعي الذي شاهدته في أحضان جزيرة السمالية. وتأمل بأن يتجه إليها أطفال المواطنين بكثافة لأنها بالفعل تستثمر الوقت في كل ما يفيد الأطفال، ويجعلهم في أجواء إماراتية خالصة بعيداً عن المدارس الأجنبية، التي لا يمكن أن تربط الأبناء بالتراث الوطني لكون هذه المدارس لا تعرف مفردات الموروث الشعبي الإماراتي الأصيل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©