يونيفل تعلن حالة الاستنفار في جنوب لبنان

خيمت أجواء من الرعب على قوات ''يونيفل'' المعززة، ووحدات الجيش اللبناني في جنوب لبنان امس غداة الاعتداء الارهابي الذي أودى بحياة ستة جنود إسبان بانفجار سيارة ملغومة يوم الأحد· وأكدت متحدثة اعلامية باسم قوات الطوارئ الدولية المعززة في جنوب لبنان امس ان القوات الدولية في حال استنفار، وقد اعتمدت تدابير أمنية مشددة بعد الاعتداء الذي أودى بحياة ستة من عناصرها· وقد باتت الدوريات التي يقوم بها الجنود الدوليون تتقدمها آليات مصفحة وان الجنود الموجودين في المراكز وفي الآليات باتوا يرتدون الدروع الواقية من الرصاص ويضعون الخوذ· وقال المتحدثة ياسمينة يوزيان ''منذ اطلاق الصواريخ على اسرائيل في 17 يونيو، نحن ملتزمون بالتدبير الأمني ذي اللون الصفر''، وهو التدبير الذي يسبق مباشرة ''اللون الاحمر''، اي حالة الاستنفار القصوى· وألغيت الاذونات التي كانت تعطى للجنود ليلا بالتجول في الاماكن العامة· وطلب منهم تعزيز الإجراءات الأمنية حول مواقعهم التي أحيطت بالسواتر الترابية ووضعت عوائق من كتل الاسمنت على مداخلها لمنع اقتحامها بسيارات يقودها انتحاريون· كما منع الصحافيون من التقاط صور للمواقع العسكرية· وتزامنت درجات الحذر الدولية مع اجراءات مماثلة اتخذها الجيش اللبناني في مناطق انتشار ''يونيفل'' بعدما سرت شائعات عن وجود اكثر من سيارتين ملغومتين تتجولان في الجنوب، لاستهداف القوات الدولية او الجيش· وفيما لم تتوصل التحقيقات الجارية في منطقة الخيام الى الامساك بأي خيط يمكن ان يؤدي الى كشف ملابسات الحادث الذي استهدف الوحدة الاسبانية، أكدت مصادر امنية رسمية لبنانية ان العبوة التي استخدمت في الاعتداء هي من صنع متطور جداً وتبلغ زنتها ما بين 50 و 70 كلغ من مادة ''تي·ان·تي'' وتم تزويدها ببودرة متفجرة تضاعف الانفجار وتتسبب بحريق، وقد احتاج المنفذون الى عملية رصد واستطلاع قبل التنفيذ الذي جرى من مكان مشرف على سهل الخيام، حيث تمر دوريات الجيش اللبناني ومواكب قيادية لـ ''حزب الله'' ودوريات دولية في طريقها الى مدينة الخيام· ونسبت جريدة ''السفير'' اللبنانية الى مصادر التحقيق الذي تجريه الجهات الرسمية اللبنانية والقوات الدولية قولها ''انه لم يتحقق اي خرق جدي حتى الآن لمعرفة الجهة المنفذة للاعتداء'' والمحت الى ان الدلائل الاولية والتحليلات تشير الى بصمات تنظيم ''القاعدة'' سواء من خلال الاسلوب أو ربطاً بتهديدات سابقة ومعطيات استخباراتية متوافرة لدى الجيش اللبناني· واللافت ان فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي انضم الى التحقيقات وأخذ على عاتقه من خلال برنامج تقني متطور رصد عملية الاتصالات الهاتفية التي جرت في بقعة معينة قبل التفجير وبعده من أجل رصد بعض الاتصالات خاصة ان العملية استوجبت رصداً وتحضيراً مسبقين، وان هذه العملية قد تقود خلال ايام قليلة الى تحديد بعض الارقام المشتبه بها ومن ثم استجواب اصحابها· وعلمت ''الاتحاد'' ان ''حزب الله'' ابلغ قيادة ''يونيفل'' المعززة انه بدأ بتجميع المعطيات والمعلومات بطريقة خاصة من خلال اشخاص يمتلكون الاستراحات المجاورة لمكان الانفجار والعمال والرواد، اضافة الى المزارعين والسائقين وشهود العيان الذين كانوا على مقربة من المكان· وتردد ان الحواجز الامنية التابعة للجيش اللبناني أوقفت العديد من السيارات المشتبه بها وتم استجواب سائقيها من دون معرفة ما اذا كان قد تم توقيف احدهم ام لا· ووسط اجراءات امنية مشددة في مكان الانفجار ومحيطه، عملت فرق التحقيق على اخذ عينات من التربة وبقايا السيارة المتفجرة التي تبين بأنها تحمل لوحة ارقام مزورة ودخلت الى لبنان من الخارج دون تسجيل بالاستناد الى رقم هيكلها· وفي مدريد، فتحت المحكمة الوطنية الاسبانية تحقيقا حول الهجوم· ومنع القاضي فرناندو جراندي مارلاسكا حرق جثث الجنود الذين كانوا يخدمون ضمن الوحدة الاسبانية· وطلب القاضي من وزارتي الدفاع والخارجية تقارير حول ملابسات الحادث· وأضاف القاضي الاسباني أن القانون الاسباني يجيز للسلطة القضائية التحقيق في بعض الجرائم مثل تلك المرتبطة بالارهاب حتى لو كانت قد وقعت خارج الاراضي الاسبانية· وقد ودعت أسبانيا امس جنودها الستة، خلال جنازة رسمية شارك فيها كبار المسؤولين الإسبان· وشارك في مراسم الجنازة التي أقيمت بإحدى القواعد العسكرية كل من ولي العهد الاسباني الامير فليبي دى بوربون وقرينته الأميرة ليتيثيا نيابة عن العائلة المالكة، وكذلك رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو· وقد وضع الامير فيليب الاوسمة على الجثث التي لفت بالأعلام الإسبانية بعد تكريمهم خلال الجنازة التي اقيمت لهم بمقر الكتيبة الاسبانية في مرجعيون قبل أن تنقل مروحية الجثث الستة لمطار بيروت الدولي لنقلها إلى اسبانيا· وأعلن يوم حداد رسمي على الضحايا حيث نكست الاعلام·