الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراءة القصص للأطفال تمرر لهم النصائح بصورة غير مباشرة

قراءة القصص للأطفال تمرر لهم النصائح بصورة غير مباشرة
2 فبراير 2013 21:10
أبوظبي (الاتحاد) - رواية القصص للأطفال وقراءتها لهم تفيد في تمرير الرسائل لهم بطريقة غير مباشرة، وتربيتهم على القيم، وإكسابهم عدة خصال، منها حسن الاستماع، واحترام المتحدث، ناهيك عن القيم التي تورث له بطريقة هادئة، حيث إن الصغار لا يحبذون التوجيه والنصح بشكل مباشر، فضلا عن أن قراءة القصص تدخل السرور والفرح إلى نفوس الصغار، وتنمي ثقتهم بأنفسهم، وهذه كلها أساليب اعتبرها الأخصائيون مؤثرة على شخصية الصغار، ونموهم الفكري والعاطفي. الموروث الإسلامي لاحظ أحد الآباء أن رواية القصص للأطفال وقراءتها تعتبر من أهم الأساليب الفكرية المؤثرة على عقل الطفل، والتي تلعب دوراً كبيراً في شد انتباه الطفل، وتحقق يقظته الفكـرية والعقلية، نظراً لما لها من متعة ولـذة، ويشــير أحمد سالم، وهو أب لثلاثة أطفال، إلى أنه يصر على قراءة قصص الأنبياء لصـغاره قبل النوم، موضحا أن الموروث الإسلامي يزخر بالعديد من القيم، وهي قصص وقعت في غابر الزمن، وتتميز هذه القصص باعتمادها على حقائق صحيحة، وهذا له تأثــير مباشــر في زرع الثقـة لدى الطفل في ذلك التاريخ، وأن مثــل هـذه القصص تضفي على روحه الاندفاع والانطلاق وتبني فيه الشعور الإسلامي والإحساس العميق، فضلاً عما تحمله هذه القصص من أسوة وموعظة حسنة للطفل وتكوين سليم لعقلية الطفل، وأرى أن من أهم القصص التي يمكن روايتها للطفل قصص الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والناجحين. من جهتها، قالت ليلى خالد، أم لطفلين، إنها تجد متعة في قراءة القصص لأبنائها، موضحة أنه أصبح تقليدا بالنسبة لأطفالها، بحيث لا يستغنون أبدا عن قراءة مختارات منها، وتتحدث عن قناعتها. وتقول «يتعين على الوالدين مراعاة فكر وعقل الطفل، إذ عليهم مخاطبته على قدر ما توافر له من إدراك حتى يسهل عليهم حل مشاكل كثيرة، فإذا أدرك الوالدان درجة إدراك الطفل سيعرفون متى يمكن مخاطبته وتوجيهه وما هي الكلمات المناسبة للتوجيه، وما هي الأفكار التي يقدمونها، لهذا فإننا قد نخلق من القصص والحكايات الشفهية المستقاة من الموروث الشعبي رسائل توجيهية، وهذا يساعد على تربية الأطفال، وامتصاص عنادهم، وإلى ذلك يمكن اختيار القصص بناء على الأحداث اليومية التي نعيشها مع الطفل، فمثلا إذا تمرد الطفل وعاند، نختار قصة توجه الطفل بطريقة غير مباشرة، وتوجيه رسالة ذات قيمة عن الصداقة والحب والتسامح نختار قصص تتحدث عن هذا الجانب، وهذا بالفعل سيكون له الأثر الكبير على الصحة النفسية للطفل وتقبل النصائح والتوجيه دون أن نشعره بذلك. الحوار الهادئ في اتجاه آخر ينصح المختصون باعتماد الحوار الهادئ مع الطفل للحصول على نتيجة مرضية، لأن ذلك ينمّي عقله ويوسع مداركه ويزيد من رغبته في الكشف عن حقائق الأمور، وتدريب الطفل على المناقشة والحوار، بالإضافة إلى قراءة القصص والحديث معه في كل أحداثها وتفاصيلها. إلى ذلك، تقول مديرة مرحلة رياض الأطفال بالمدرسة الظبيانية عفاف راضي إن «قراءة القصص للطفل في الصغر، يعوده على القراءة، ويصبح بالتالي قارئا ممتازا في الكبر، بحيث يحلل ويناقش، وينمو لديه الفكر النقدي، بحيث لا يتقبل الأفكار التي تملي عليه ويصدقها تلقائيا، فإذا أردنا أن نعود أولادنا على القراءة فإنه يجب أن نبذل مجهودا كبيرا في تعليمهم وتركيز هذا التقليد وتثبيته في أنفسهم، كما أن احتواء الأطفال واللعب معهم وتمرير رسائل غير مباشرة له أهمية كبيرة في التربية». وتضيف أن «التشجيع المادي والمعنوي من العوامل المهمة التي تساعد على تكوين شخصية الطفل بالإضافة لذلك فإن مدح الطفل والثناء على ما يقوم به من أفعال جيدة وتشجيعه لها أثر إيجابي فعّال في تحريك مشاعره وتصحيح سلوكه وأعماله واستمرار نشاطه الإيجابي، ولكي يؤتي هذا المدح والثناء ثماره فلا بد أن يكون في مكانه وزمانه المناسبين، وأن يصدر من الوالدين للطفل باعتدال من غير تزيد ولا مراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©