الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باعتباره شاعر الحكمة والتجديد.. «جائزة الأركانة» إلى إيف بونفوا

باعتباره شاعر الحكمة والتجديد.. «جائزة الأركانة» إلى إيف بونفوا
26 ديسمبر 2013 00:34
محمد نجيم (الرباط)- منح بيت الشعر في المغرب، جائزة الأركانة العالمية للشعر لعام 2013، في دورتها الثامنة، بإجماع أعضاء لجنة التحكيم، للشاعر الفرنسي إيف بونفوا. وتتشكل لجنة تحكيم الجائزة من الشاعر عبد المجيد بنجلون، رئيساً، والأعضاء: الناقد عبد الرحمن طنكول، والشعراء دانييل لوفيرس، حسن نجمي؛ نجيب خداري، رشيد المومني، ورشيد خالص. وجاء في بيان الفوز بالجائزة «إن بيت الشعر يحتفي، بإيف بونفوا باعتباره شاعر الحكمة والتجديد. فقد تمكن عبر أعماله الشعرية والنقدية، منذ انضمامه إلى السورياليين الفرنسيين إلى اليوم، من تجسيد صورة الشاعر الحقيقي المهووس بكتابة لا تخلو من المخاطر والتحديات. ويحرص بيت الشعر في المغرب على تأكيد بعد النظر الفكري لهذا الشاعر وعلى خاصيته المميزة كصانع للغة. وقد أثار إيف بونفوا، بصفة المحاضر والناقد الجمالي، أسئلة حارقة حول الشعر، بل تعداه ليشمل الحوار الذي يقيمه هذا الجنس مع الأجناس الإبداعية الأخرى كالموسيقى والفن التشكيلي. ففي خضم هذا التفكير الجريء، تمكن بونفوا، بنجاح، من تحقيق كتابة منسجمة ومتجددة باستمرار» ويضيف «إن بيت الشعر يشيد بتجربة هذا الشاعر الفذ الذي يقاوم في الآن نفسه غواية اللغة وإغراء اللامنتهي، من جهة، وكمال العالم الذي يفتنه، من جهة أخرى. إن هذه الزاوية الحرجة التي يتخذ منها إيف بونفوا مكاناً لصوته تجعل شعره يتأرجح بين القول الشعري والتأمل النظري، فيظل وثيق الصلة بأشياء الحياة البسيطة، حيث يغدو فضاء انبجاس الشعر فضاء يتجدد فيه الواقع عبر كيمياء الكلمات». اشتغل إيف بونفوا بجهد كبير على اللغة كمادة ليخلق منها شعرا يمنحه تفردا وعمقا خاصين. فرغم الانبهار باللامرئي فهو لا يتغاضى عن دينامية الحسي كما تتجلى في آنية وبساطة الأشياء. وأثنى بيت الشعر على تجربة هذا الشاعر الذي أصر دوماً على قياس قوته وضعفه كإنسان. أكثر من ذلك، فهو أثبت قدرته على أن يجعل من كل كلمة حدثاً، وجوداً له. ونجح بونفوا في تحقيق الجلاء بين الفكري والحسي على حد سواء، لذلك فهو يعيد مجددا الكائن إلى جوهره مستعينا بلغة تسميه من جديد كما للمرة الأولى! وعلى الرغم من ذلك فشعره ليس تصويريا بل يتعداه ليصبح ميالا إلى التخيل الأولي. ويظل من دون شك كتابا مفتوحا. بهذا الاختيار الجمالي والوجودي حقق إيف بونفوا تحديا عظيما: أن يجمع مجمل التجربة الإنسانية التي لا ترضى لنفسها إلا أن تصبح حضورا ذا جدوى للأشياء دون أن ينكر احتمال فقدانها. فبونفوا حسب ما يقول بيت الشعر «يثبت أكثر من غيره أنه شاعر الإنساني حيثما ينشأ وحيثما يمكث! إن الشعر هو الذي ينقذ الإرث الإنساني من الضياع، إذ من دونه فهو منذور حتما للضياع. هذا هو درس الأمل الذي يقدمه لنا إيف بونفوا، دون قصد أو عن دراية، في شكل أشبه باحتفالية الهبة والعطاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©